بالصور : السنباني يكتب عن العلم وحافلة منتخب الناشئين: أصبحنا لحالنا في فندق البطولة

في صباح يوم جميل خرجت إلى شرفة غرفتي بفندق بلازا في مدينة وهران الجزائرية لاستنشق هواء الصباح، التفت يمينا لتقع عيني على صورة رسمت ابتسامة الرضى والسعادة.

لقد رأيت أمامي حافلة منتخبنا وعليها علم اليمن وحيدة في الموقف.. في كل مرحلة من بطولة كأس العرب للناشئين كانت تختفي وجوه وتغادر حافلات للمنتخبات التي تخرج من المشاركة تباعا، وفي هذا الفندق بقيت حافلة منتخب اليمن ثابته.

التقطت صورة للحافلة من الشرفة ثم نزلت لالتقاط صورة اخرى، واثناء تجوالي بالفندق سمعت من أحد اعضاء وفد بلادنا وهو يشرح لي كم كانوا ينتظرون دورهم في الصعود او النزول امام المصعد بسبب ازدحام حركة لاعبي المنتخبات الصاعدين والنازلين، عندما كانت المنتخبات الاخرى موجودة هنا، ويقارنها بالان، كيف أصبحنا نتحرك براحتنا.

لقد رحلت المنتخبات الاخرى الى بلدنها تباعا وبقينا، لان منتخبنا لم يسقط ولا يزال لديه حظوظ في المنافسة.

هذا المشهد اعاد ذكريات مشاركات كثيرة لعدة سنوات كان منتخباتنا أخر الواصلين واول المغادرين.. ولكن بفضل اداء لاعبي منتخبنا وتأهلهم أصبح لليمن قصة وحكاية تروى هنا، فقد سمعت من الكثير - الجزائريين والعرب المشاركين - هنا عبارات الثناء والاشادة بجمال أداء المنتخب اليمني وانضباطهم، وسمعت البعض يقول لاعبكم (س) او (ص) ممتاز.. ممتاز، والبعض يشيد بأداء 6 - 7 لاعبين، يذكرونهم بالاسم او بأرقام فانيلاتهم، ويتساءلون عن جنسية مدرب منتخبنا.. لا تتخيلوا كيف يبدون الدهشة عندما يعرفون انه يمني، ويسألون عن بقية الكادر التدريبي بالكامل، اسمع كلمات الثناء او اشارات الاعجاب على وجوههم، عندما نقول لهم ان الجهاز الفني بالكامل من الكوادر اليمنية وانهم من الكوادر الشابة التي تشق طريقها في مضمار قيادة المنتخبات الوطنية.

يجزم الكثيرون هنا ان منتخبنا للناشئين هم من اعطوا للبطولة نكهة او انهم برعم الثمرة الذي برز من هذه البطولة، ويتوقعون لهم ان يكونون الشجرة المثمرة وفاكهة البطولات القادمة.

الكل هنا يراهن على انهم يرون مستقبل أجمل لمنتخب اليمن ولشعب اليمن ويطالبون بدعم وتشجيع هذا المنتخب فهو يعبر عن ارادة تغيير لليمنيين نحو الافضل، الجزائريون يحبون ويحترمون اليمن ويرون ان هذا المنتخب هو في مستوى التوقعات للصورة الايجابية التي يريدون ان يكون اليمن عليها في كافة المحافل والاصعدة.

كتبت هذه الخاطرة على عجالة.. هذه الخاطرة كومضة ضوء، قدحت شرارتها صورة علم بلادنا على الحافلة، والذي ظل موجودا بفضل نجومنا الصغار الذين صمدوا فيما سقط الآخرون.