في واقعة غير مسبوقة، تدخّل الأمن المصري، السبت، لتفريق تظاهرة حاشدة لأهالي قرية في الدقهلية، شمال البلاد، لمنع دفن جثمان طبيبة توفيت بفيروس كورونا.
وألقت قوات الأمن القبض على 22 شخصاً من أهالي قرية شبرا البهو، التابعة لمدينة أجا بمحافظة الدقهلية، الذين تجمهروا صباح اليوم أمام مداخل القرية، رافضين دخول سيارة إسعاف تحمل جثمان طبيبة توفيت بفيروس كورونا.
من جهته، أمر النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي بالتحقيق العاجل في الواقعة. وأعلن النائب العام في بيان رسمي أن النيابة ستعلن تفاصيل الواقعة في بيان لاحق بعد انتهاء التحقيقات.
من هي الطبيبة المتوفاة؟
الطبيبة المتوفاة هي سونيا عبد العظيم عارف التي تبلغ من العمر 64 عاماً. وتتحدر الطبيبة من قرية مجاورة لشبرا البهو تسمى ميت العامل. وقد تزوجت من أحد أبناء قرية شبرا البهو. ولا تمارس عارف مهنة الطب رغم أنها حاصلة على بكالوريوس في الطب.
وكشفت المعلومات التي حصلت عليها "العربية.نت" أن الطبيبة المتوفاة أصيبت بالعدوى من ابنتها التي كانت تقيم في أسكتلندا والتي جاءت إلى مصر لتزور والدتها في الفترة ما بين 25 فبراير/شباط و11 مارس/آذار الماضي، ثم عادت لأسكتلندا مرة أخرى حيث تأكد إصابتها بفيروس كورونا.
وبفحص المخالطين للشابة، تأكد إصابة الأم بفيروس كورونا. وعلى الفور تم نقلها إلى مستشفى العزل في منطقة أبو خليفة بالإسماعيلية يوم 14 مارس/آذار الماضي. وقد ساءت حالتها في الأيام الأخيرة، حيث كانت تعاني من أمراض أخرى مزمنة.
وأضافت المعلومات أن الطبيبة توفيت ظهر، أمس الاول الجمعة|، وتقرر دفن جثمانها، السبت، في مقابر قرية زوجها بشبرا البهو، وهو ما واجهه الأهالي بالرفض، وقاموا بالاحتشاد لمنع دفنها في قريتهم خشية نقل العدوى إليهم.
وتمكنت قوات الأمن من تفريق الأهالي وانهاء مراسم دفن الجثمان وفق الإجراءات الطبية المتبعة.
من جانب آخر، قرر أيمن مختار محافظ الدقهلية إطلاق اسم الطبيب المتوفاة على المدرسة الابتدائية في القرية ذاتها تكريماً لها. وقال إنه سيتم إطلاق اسم "مدرسة الطبيبة سونيا الابتدائية" على مدرسة شبرا البهو تخليداً لاسمها.