أكد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في خطابا هاما وجهه لأبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج بمناسبة العيد الوطني الـ ٦٠ لثورة الـ ٢٦ من سبتمبر الخالدة، ان طرق تعز وغيرها من المحافظات ستفتح عاجلاً ام اجلاً بالسلم او بالإرادة الشعبية العارمة.
واشار فخامته في خطابه، الى ان ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لم تكن موجهة فقط ضد نظام الحكم المتخلف، بل كانت من اجل الحياة والكرامة، والتفاعل الايجابي مع متغيرات العصر، بناء على تاريخنا العريق، الذي يريد الاماميون الجدد اعادة كتابته على اوجاع شعبنا، وتجريف هويتنا، حيث الامام هو الدولة، وظل الله على الأرض، والقرآن الناطق كما يدعون.
وقال فخامة الرئيس "لم تكن الهدنة اذا هي الغاية وانما استجابة الى نداءات شعبنا والتخفيف من معاناتهم، بينما تصر قيادة المليشيات الحوثية على اغلاق طرق تعز ضمن عقابها الجماعي للمحافظات الرافضة لمشروعها الهدام، ومحاولة منها لإفشال أي جهود من اجل إحلال السلام والاستقرار في البلاد، ولكني أؤكد لكم ان طرق تعز وغيرها من المحافظات ستفتح عاجلاً ام اجلاً بالسلم او بالإرادة الشعبية العارمة".
واضاف "ما من نظام من انظمة الحكم التي عرفها اليمن، الا وقد كان لها معارضون ومنافسون، غير ان النظام الإمامي دون غيره كان مصيره الرفض القطعي، بوصفه نظاماً عنصرياً مستفزاً للكرامة والمشاعر الوطنية من خلال حكم استعلائي استبدادي مطلق لا يرى للشعب حقه في حكم نفسه بنفسه، ولا يعترف له باي حق من الحقوق الانسانية". واكد الرئيس العليمي، ان عدن اتثبت يوماً بعد يوم وتجربة بعد اخرى، انها قاعدة للحرية والنصر، وملاذنا جميعاً لاستعادة التعاف، واستئناف الخطى، وان قلب هذه المدينة لا يخطئ ابداً بأن اليمن سيكون لجميع ابنائه دون إقصاء او تهميش.. مشيراً الى ان عدن التي فتحت أبوابها لقادة الحركة الوطنية في الشمال هي نفسها التي تحولت اليوم الى قلعة للصمود، وقاعدة للانطلاق نحو صنعاء، وها نحن ما لبثنا أن وفدنا اليها استقواء بها، ورجالها المخلصين. وقال " نحن اليوم أفضل مما كنا عليه غداة انقلاب المليشيات الحوثية واستيلائهم على مؤسسات الدولة، وسنكون أفضل واقوى في العام التالي.. وحتى وان طوقت المليشيات مجددا بعض المدن والقرى، لكنها لن تفوز بقلوب اليمنيات، واليمنيين، ولن تنتصر في نهاية المطاف.
هي خدمة ريعية، لا حق انساني منذ ان احال احد أئمتهم مستشفاً عامراً وسط صنعاء الى دار لسعادته، وصولاً الى اختبار جائحة كورونا الاخيرة التي حصدت الاف الارواح من خيرة ابناء شعبنا في ظل تمسك الجماعة الحوثية بخرافاتها بشأن المرض والشفاء.
لذلك فان كفاح شعبنا اليوم وخصوصاً اهلنا المقهورين في صنعاء، والمناطق الاخرى تحت نير الاماميين الجدد يعيد الى الذاكرة نفس النهج، ونفس الادوات التي بدأت بأنظمة الجباية والرهائن، والنهب مروراً بالتمييز والعنصرية السلالية الاكثر فجاجة، والانتهاكات الاشد فضاعة على مر العصور.
صنعاء، وها نحن ما لبثنا أن وفدنا اليها استقواء بها، ورجالها المخلصين.
لهذا على الرغم من كل هذه الظروف العصيبة، فإنني واخواني في مجلس القيادة الرئاسي أكثر تفاؤلاً اليوم من اي وقت مضى، اذ ارى ان الحرية والمستقبل الافضل هي قدرنا جميعا، نحن اليوم افضل مما كنا عليه غداة انقلاب المليشيات الحوثية واستيلائهم على مؤسسات الدولة، وسنكون افضل واقوى في العام التالي، وحتى وان طوقت المليشيات مجدداً بعض المدن والقرى، لكنها لن تفوز بقلوب اليمنيات، و اليمنيين، ولن تنتصر في نهاية المطاف.
ايتها المواطنات، ايها المواطنون في كل مكان... لقد عدت للتو من جولة خارجية جديدة، تحدثنا فيها للمجتمع الدولي سواء ضمن مداولاتنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة او للأصدقاء الالمان، عن حقيقة وجذور هذه النكبة المكلفة التي صنعتها المليشيات الحوثية بحق بلدنا وشعبنا، خدمة لمشروعهم الوهمي وتغليبا لمصلحة النظام الايراني التوسعة على حساب مصالح شعبنا وعلاقاته بمحيطه الخليجي والعربي.
لقد اوضحنا لهم اي سلام تريده المليشيات في القرن الواحد والعشرين، تريد سلاماً على نهج ولاية الفقيه ونظام الملالي في طهران، بما يضمن مكانة فوق الدولة لقادتها الذين يدعون الاصطفاء الالهي، ويتبنون تصدير العنف ونهجاً عدائياً ضد السلام والتعايش المدني.
ولذلك عندما نذهب بكل ثقلنا نحو خيار السلام فلا يشُكن احدكم ان في ذلك اي تفريط بالثوابت الوطنية ومبادئ النظام الجمهوري، ومرجعيات الحل الشامل المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وخصوصا القرار 2216.
نداءات شعبنا والتخفيف من معاناتهم، بينما تصر قيادة المليشيات الحوثية على اغلاق طرق تعز ضمن عقابها الجماعي للمحافظات الرافضة لمشروعها الهدام، ومحاولة منها لافشال أي جهود من اجل إحلال السلام والاستقرار في البلاد، ولكني أؤكد لكم ان طرق تعز وغيرها من المحافظات ستفتح عاجلاً ام اجلاً بالسلم او بالارادة الشعبية العارمة.
الاخوة المواطنون، الاخوات المواطنات في كل مكان... مهما ذهبنا في مناسباتنا الوطنية والدينية بعيداً في تخليد وتذكر ايجابيات الماضي فسيكون لا بد من العودة الى لحظة المكاشفة والحساب حول ما نصنعه في الحاضر، لنتحدث عن مجلسنا الوليد والواعد، مجلس القيادة الرئاسي الذي جاء استجابة لهذه التحديات المحدقة بنا جميعاً وفي المقدمة خطر الامامة والارهاب والجوع.
لقد قلت لكم في جميع مناسباتنا ان خيارنا هو النجاح، واننا نستمد ثقتنا دائما من صبركم ووعيكم، بان هذا المجلس ماض في تحقيق تطلعاتكم برغم التبايات المرتبطة بأولوياتنا المتمايزة على طريق استعادة الدولة وانهاء الانقلاب، واستئناف العملية السياسية، ودورة الحياة الاقتصادية، والمشاركة الواسعة في اعادة اعمار وتنمية بلدنا المدمر.
بعد نحو ستة اشهر من العمل، يتضاعف الامل في مختلف الاستحقاقات الداخلية، وعلى رأسها تحسين الخدمات، وتفعيل سلطات انفاذ القانون والعدالة، والاصلاحات الشاملة التي يسعدني ان ابشركم انها ستثمر قريبا انطلاقا من مدينة عدن، وباقي المحافظات المحررة، ومنها مستشفى عدن العام الذي سيستفيد من خدماته المجانية اكثر من 500 الف نسمة، إضافة الى سد حسان في دلتا ابين الاستراتيجي لمزارعينا ومياهنا الجوفية، بينما ستحط رحالنا قريبا في باقي المحافظات الأخرى، لاطلاق عدد من المشاريع الإنمائية والخدمية الواعدة.
ومع ذلك فإن التحديات التي نواجهها اليوم كبيرة، وتتطلب منا العمل الجماعي في ظل الازمات الاقتصادية المتشعبة داخليا وعالميا.
الاخوات المواطنات الاخوة المواطنون... ما زلنا نرى انكم على صواب فيما تذهبون اليه من نقد بناء لتقوية وحماية توافقنا القائم، وشد عزائمنا، وتأجيل خلافاتنا، والتفرغ لمواجهة كافة التحديات المتشابكة، وقد صارحتكم من قبل ان طريقنا صعب وشاق، واننا نعمل على مدار الساعة، لنكون عند حسن الثقة والظن، للوفاء بوعودنا التي قطعناها لكم في خطاب القسم.
وفي كل الاحوال فلن يتقبل الإماميون المتربصون بنا جميعاً اي تقدم من اي نوع، لذلك علينا ان نظل حذرين ومتأهبين ومنفتحين على بعضنا، ومعترفين بأخطائنا ومظالم الماضي في الجنوب والشمال، لان هذا هو بداية الطريق للإنصاف والتسامي فوق كل الجراح، والانتصار لأحلامنا العظيمة كما تجلت في اهداف وتطلعات جيل سبتمبر واكتوبر ونوفمبر، وايامنا الخالدة كلها.
ايها الاخوة والاخوات... اننا ماضون في اعادة عمل كافة مؤسساتنا من الداخل، بدءا بمؤسستي الرئاسة والحكومة، وسنجتمع معا كمقاومين لمشروع الامامة، والاقصاء والتهميش، وكلنا عزم وثقة بأن الحق سينتصر على مشروع ايران التخريبي وادواتها الذين ظنوا في لحظة غفلة انكم ستنحنون لهم، وانهم سيبتلعون اليمن فتهوي المنطقة في دوامة الفوضى، لكنهم اخطأوا الحساب ووجدوا انفسهم في مواجهة شعب عظيم، وجيش صلب، ومن خلفهم اشقاء شجعان ما بخلوا يوما في التضحية والعطاء، وهذه هي اللحظة التي نلتقي فيها للتغلب على تحدياتنا، ليعود أيلول وتشرين كالصباحاته الجميلة كما بدأت اول مرة.
كل عام وانتم بخير،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.