تناولت صحف عالمية صادرة، اليوم الأربعاء، تطورات الوضع الصحي لجائحة كورونا في بريطانيا، عارضة رواية لحزب العمال تزعم أن رئيس الوزراء بوريس جونسون لم يصب بالفيروس من الأساس، وهي الرواية التي تستند إلى نظرية مؤامرة لا تزال خيوطها مجهولة حتى الآن، بالإضافة إلى أن 34% من موظفي الصحة في هذا البلد مصابون بالفيروس، الأمر الذي ينذر بتفاقم الكارثة الصحية التي أحدثها الوباء.
حزب العمال: مؤامرة وراء إصابة جونسون بكورونا
من جانبها، تحدثت صحيفة "الإندبندنت" عن ترويج حزب العمال البريطاني، نظرية مؤامرة تزعم أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لم يصب بفيروس كورونا من الأساس.
فقد غردت أندي فوكس، أكبر مسؤولة منتخبة في حزب العمال، التي ترأس الهيئة الحاكمة، قائلة إن رئيس الوزراء لم يكن يعاني من كوفيد-19، وأن الأطباء اضطروا إلى التستر على حالته الحقيقية.
وأضافت فوكس أنه "تم حجز رئيس الوزراء في المستشفى، وكان على جميع الموظفين التوقيع على اتفاقية تضمن السرية. ورفض طبيبان اختلفا مع تشخيص حالته وأعيدا إلى المنزل في إجازة إجبارية. وقال أحد الأطباء إذا كان لديه كوفيد-19 فأنا لست طبيبا".
وشارك رئيس اللجنة التنفيذية الوطنية في الحزب، في الادعاء بأن أولئك الذين عالجوا جونسون قد أجبروا على التوقيع على اتفاق سري، وأن هناك طبيبين تم إرسالهما إلى المنزل لأنهما رفضا التوقيع.
كورونا يصيب ثلث موظفي الصحة في بريطانيا
أما صحيفة "سي إن إن" الأمريكية، فنقلت بيانات حكومية بريطانية جديدة، تظهر أن ثلث موظفي هيئة الصحة البريطانية الذين تم اختبارهم كانوا مصابين بفيروس كورونا.
وفقا للإحصائيات، أجرى نحو 17 ألف شخص ينتمون إلى فئة العمال الرئيسيين في قطاع الصحة وأسرهم، اختبارات بعدما أظهروا أعراضا أو يعيشون مع أشخاص يعانون من الأعراض، ثبت إصابة 5733، أي 34% منهم بالفيروس.
وتعرضت الحكومة البريطانية لضغوط شديدة لتكثيف الاختبارات للعاملين في الخدمات الصحية الوطنية وأسرهم، ولتحسين وصولهم إلى معدات الحماية الشخصية المناسبة.
وقال وزير الصحة مات هانكوك في تصريحات سابقة، إن الهدف النهائي هو توفير الاختبار لجميع العاملين في مجال الصحة بغض النظر عن الأعراض.
ندوب دائمة على الاقتصاد العالمي
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن صندوق النقد الدولي تحذيرات من أن أزمة الفيروس التاجي ستترك ندوبا دائمة على الاقتصاد العالمي، ويتعين على معظم الدول أن تتوقع انكماش اقتصاداتها بنسبة 5% عما كان مقررا حتى بعد الانتعاش المتوقع في عام 2021.
وتوقعت غيتا جوبيناث كبيرة الاقتصاديين في الصندوق، أن يشهد هذا العام أسوأ انكماش اقتصادي عالمي منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي، وقالت إن التوقعات العالمية تغيرت بشكل كبير منذ كانون الثاني/يناير، حيث شهد العالم خسائر في الإنتاج من شأنها أن تطغى على الأزمة المالية العالمية لعام 2008.
كما رجحت حدوث انتعاش جزئي في عام 2021، وارتفاع معدلات النمو، لكن مستوى الناتج المحلي الإجمالي سيظل أقل ما قبل تفشي الفيروس، حيث لا يزال حجم وقوة الانتعاش موضع تساؤل.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تنكمش الاقتصادات المتقدمة بنسبة 6.1%، وأن تنكمش الاقتصادات الناشئة بنسبة 1% هذا العام، على الرغم من استمرار النمو الإيجابي في الهند والصين.
حيوانات أوروبا تأكل بعضها جوعا
في جانب آخر من الأزمة، سلطت صحيفة "بي بي سي"، الضوء على الخطر الذي يحيط بالحيوانات في أوروبا، إذ أصبحت حالة حدائق الحيوانات التي كان ينبغي أن تكون مزدحمة في عطلات عيد الفصح المشمسة، صعبة للغاية وتطلب تبرعات مع استمرار أزمة فيروس كورونا.
واعترف مدير حديقة حيوان في شمال ألمانيا أنهم قد يضطرون إلى إطعام بعض الحيوانات إلى أخرى، حتى تستمر الحدائق في العمل.
وقالت فيرينا كاسباري من حديقة حيوانات "نيومونستر"، "لقد قمنا بتحديد الحيوانات التي سنضطر إلى ذبحها أولا"، مضيفة أن قتل بعض الحيوانات حتى تعيش حيوانات أخرى سيكون الملاذ الأخير، وهو أمر غير سار، لكن حتى ذلك الإجراء لن يحل المشكلة المالية.
وأفادت بأن الفقمة وطيور البطريق تحتاج إلى كميات كبيرة من الأسماك الطازجة يوميا، لافتة إلى أنه إذا وصل الوضع لذلك، فسنضطر إلى القتل الرحيم للحيوانات بدلا من تركها تتضور جوعا.