كشفت مصادر سياسية وحكومية عن استئناف المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لتمديد الهدنة المعلنة من الأمم المتحدة، بعد تعرضها إلى انتكاسة خلال الساعات الماضية، مشيرة إلى اتصالات وتحركات دولية لانقاذ الموقف والحيلولة دون عودة القتال والمعارك في اليمن .
وأفادت المصادر بأن مجلس القيادة الرئاسي بعد تسلمه رئيسه الدكتور رشاد محمد العليمي، الثلاثاء الماضي، المقترح الأممي طلب من الأمم المتحدة إجراء تعديلات عليه فيما يتعلق بصرف رواتب الموظفين وفتح موانئ الحديدة، حيث تم اشتراط دفع الرواتب من عائدات سفن المشتقات النفطية الواصلة إلى الحديدة، والابقاء على آلية الأمم المتحدة للتفتيش والتحقق "الأنفيم" في جيبوتي والتي تتولى تفتيش السفن المتجهه إلى الحديدة ومنحها تصاريح دخول.
وأضافت أنه بعد إجراء الأمم المتحدة التعديلات المطلوبة من مجلس القيادة والحكومة، قامت مساء السبت، بتسليم "نسخة محدثة" من مقترح تمديد وتوسيع الهدنة إلى وزارة الخارجية التي بدورها أعلنت التعامل معه بإيجابية، وبالتوازي تم تسليم النسخة إلى جماعة الحوثي ممثلة بالمتحدث باسم جماعة الحوثي ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبدالسلام، المقيم في سلطنة عُمان، ما دفع الأخير إلى إعلان وصول المفاوضات إلى طريق مسدود وعودتها إلى نقطة الصفر، خاصة أن الجماعة تشترط دفع الرواتب من عائدات النفط في المحافظات المحررة ونقل آلية التحقق والتفتيش الأممية إلى ميناء الحديدة.
مليشيا الحوثي عدت ذلك تراجعاً وسارع المتحدث العسكري باسمها يحيى سريع، إلى إعلان إجراء رئيس ما يسمى المجلس السياسي الاعلى لسلطة جماعة الحوثي الانقلابية في العاصمة صنعاء ومحافظات ومناطق سيطرتها مهدي المشاط، تواصلات مع رئاسة الأركان التابعة لها وإبلاغها بفشل مفاوضات تمديد الهدنة وهو ما اعتبر إعلاناً بالتصعيد والاستعداد لاستئناف القتال خلال 24 ساعة.
لم تكتف مليشيا الحوثي بارسال رسائل غير مباشرة للتحالف بقيادة السعودية والإمارات، ومجلس القيادة الرئاسي باستعدادها للتصعيد العسكري، وإنما تجاوزت ذلك إلى إعلانها إشعار الشركات النفطية وشركات الملاحة بالتوقف بشكل نهائي عن عمليات انتاج النفط في المحافظات المحررة، ابتداء من الساعة السادسة من مساء الأحد ، ملوحة بتنفيذ عمليات عسكرية هجومية ضد تلك الشركات في حال عدم الالتزام.
في الطرف المقابل، أعلن الجيش الوطني رفع الجاهزية، والاستعداد لاستئناف عملياته العسكرية الدفاعية والهجومية، واستدعاء الاجازات، لمواجهة أي تصعيد محتمل.
لكن مصادر سياسية كشفت عن تواصلات وتحركات تجريها كل من الأمم المتحدة الولايات المتحدة وسلطنة عُمان لاحتواء التصعيد والدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق خلال ما تبقى من ساعات الهدنة التي من المقرر أن تنتهي في الـ 12 من منتصف ليلة الاثنين.