الجيش "التركي" يقلب موازين القوى... ويوجه " الضربة القاضية " لاطماع "الإمارات" وعاصمتين عربيتين!!

تطورات متسارعة يشهدها ملف الأزمة الليبية، عنوانه الأبرز “الدعم العسكري التركي يقلب الموازين لصالح حكومة الوفاق المعترف بها دوليا”، الأمر الذي جعل قوات “خليفة حفتر” شبه مشلولة وغير قادرة على المواجهة، إثر تلقيها ضربات موجعة على يد طائرات “بيرقدار” التركية المسيرة، حسب مراقبين.

وأمس الأول السبت، أطلقت القوات العسكرية التابعة لحكومة الوفاق عملية عسكرية لاستعادة مدينة “ترهونة” التي تبعد نحو 88 كلم عن العاصمة الليبيبة طرابلس، فيما أشار مراقبون إلى أن محور القتال يشهد اشتباكات عنيفة بين الطرفين، لافتين إلى ترجيح الكفة لصالح قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا.

وتعليقا على ذلك قال المحلل السياسي الليبي، عبد السلام الراجحي، إنه “بعد توقيع الاتفاق التعاون الأمني والعسكري بين طرابلس وأنقره في 28 نوفمبر 2019، والذي يهدف لحماية المدنيين ومحاربة الجماعة الإرهابية والإجرامية، نجحت قوات حكومة الوفاق الوطني بتحرير مناطق واسعه من الغرب الليبي والقضاء على العديد من عناصر مرتزقة (فاغنر) الروسية الإجرامية والمرتزقة من المعارضة السودانية الدارفورية المسلحة”.

وأضاف الراجي أن “أهم نوع في عملية الدعم هي منظومة الدفاع الجوي التركية، التي بفضلها تم حماية المدنيين في العاصمة الليبية طرابلس من الطيران الإماراتي المسير الداعم لحفتر، والذي ارتكب جرائم حرب بحق الأبرياء من الأطفال والنساء، وكذلك حماية مطار معتيقة المدني الذي كان يستهدف من طيران حفتر، وكذلك الوضع في مدينة مصراتة ومطارها المدني”.

وتابع الراجحي أن “الدعم الجوهري الآخر هو الطائرات التركية المسيرة، فقد استطاعت قوات حكومة الوفاق الوطني من قطع الإمدادات عن مرتزقة حفتر من بنزين وتموين ومعدات العسكرية، وكذلك من ضرب عدد من منصات صواريخ الجراد والهاون التي كانت تقصف الأحياء السكانية في طرابلس”.

من جهته، قال الأكاديمي في العلاقات الدولية، الدكتور محمد العقيد لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “لسنوات وحفتر يصول ويجول في ليبيا مدعوما من الإمارات والسعودية ومصر، ويأخذ المدينة تلو الأخرى، وزاد دعمه وزادت سرعته باحتلال المدن بعد اتفاق الحكومة الليبية المنتخبة في طرابلس مع تركيا حتى وصل إلى ابواب العاصمة طرابلس”.

وأضاف العقيد أن “حفتر ظن ومن معه أنهم قادرون على ليبيا كلها، فتدخلت تركيا وفق القوانين الدولية والاتفاقات المعقودة مع الحكومة المعترف بها دوليا لتقلب الطاولة على رأس حفتر ومموليه وداعميه، لتعود الأمور والمدن في غرب ليبيا لطبيعتها خلال أيام قليلة”.

وأشار العقيد إلى أن “الحكومة المنتخبة والمعترف بها دوليا تمتلك زمام المبادرة بتحرير غرب ليبيا كاملا، فقد  تم تحرير صرمان وصبراته والعجيلات ورقدالين وزلطن والجميل، والآن ترهونة المدينة الأخيرة لتواجد حفتر وداعميه في غرب ليبيا، وكل ذلك بفضل طائرات تركيا المسيرة والمتقدمة في التسليح عن غيرها من كل الداعمين”.

ومع احتدام المعركة والتي تقودها “غرفة عمليات بركان الغضب”، غرد بعض النشطاء الليبين على “تويتر” بالقول، إنه “لم يكن رجال بركان الغضب بحاجة بعد الله سوى للغطاء الجوي والأسلحة النوعية وقد تكفلت تركيا بهذا، ومنذ تلك اللحظة تغيرت موازين القوى وبدأ تساقط أحجار الدومينو، ألم نقل إنها ضربة معلم؟، اليوم ترهونة وغدا الرجمة ولا عزاء لحكم الفرد وبسطار العسكر”.

وفي هذا السياق قال خبير دراسات بلاد الشام في مركز “أورسام” بالعاصمة التركية أنقرة الدكتور سمير العبد الله لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “المعطيات تغيرت على الأرض بعد الاتفاق التركي مع حكومة الوفاق الليبية، وانقلب ميزان القوى لصالح حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، وخاصة بعد تغير السيطرة الجوية لصالح حكومة الوفاق، بعد أن كانت السيطرة الجوية لقوات المشير حفتر، وكذلك تغير أسلوب القتال، بعد تدريب مقاتلين تابعين للوفاق، وتطوير الطيران والدفاعات الجوية، بالإضافة للدور الكبير الذي لعبته الطائرات المسيرة التركية، والأسلحة الثقيلة التي أرسلتها، وتغير تكتيكات القتال لتكتيكات جديدة مستمدة من تكتيكات الجيش التركي”.

وأضاف أن “الدعم التركي يأتي في إطار القانون الدولي وما أقرته الأمم المتحدة، ويبدو أن الدعم التركي سيستمر لحكومة الوفاق لتستمر في التقدم، وتستعيد السيطرة على الأراضي التي خسرتها في السنة الماضية، ريثما يتم التوصل لحل سياسي للأزمة الليبية، حيث يعزز التقدم الذي أحرزته حكومة الوفاق موقفها في أي مفاوضات قادمة”.

يذكر أنه في 2 كانون الثاني/يناير الماضي، أقر البرلمان التركي في جلسة طارئة، إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وذلك بناء على مذكرة التفاهم الأمني التركية الليبية، وطلب من حكومة الوفاق اللييية، المعترف بها دوليا، دعما عسكريا من تركيا.

كما أن هذا القرار تم اتخاذه بناء على مذكرتي تحديد الحدود البحرية والتعاون الأمني المشترك اللتين وقعتا، في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس المجلس الرئاسي لـ”حكومة الوفاق الوطني” الليبية، المعترف بها دوليا، فايز السراج، ودخلتا حيز التنفيذ بعد مصادقة البرلمان التركي عليهما.

المصدر : وكالة أنباء تركيا 

 

الخبر التالي:

ما سبب ارتفاع نسبة الوفيات في الجزائر مقارنة ببقية الدول العربية.