كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، تفاصيل حوادث اعتداءات جنسية بحق يمنيتين، في مصر، إحداهما متحولة جنسيًا. وقال المنظمة، في تقرير لها، اليوم، إن السلطات المصرية تقاعست عن حماية اللاجئات وطالبات اللجوء المستضعفات من العنف الجنسي المتفشي، بما يشمل التقاعس عن التحقيق في الاغتصاب والاعتداء الجنسي.
ووثّقت اهيومن رايتس ووتش 11 حادثة عنف جنسي في مصر بين 2016 و2022 تعرضت لها سبع لاجئات وطالبات لجوء من السودان واليمن، بينهن طفلة.
وأضافت أن جميع النساء الست، بمن فيهن امرأة ترانس (عابرة النوع الاجتماعي)، إن رجالا اغتصبوهن. قالت أربع نساء إنهن تعرضن للاعتداء في حادثتين أو أكثر، بينما قالت والدة الطفلة إن رجلا اغتصب ابنتها البالغة من العمر 11 عاما.
وفيما يلي تفاصيل القصة، وفق منظمة "هيومن رايتس ووتش":
"إيمان" (45 عاما)، لاجئة يمنية
قالت إيمان إنها ذهبت في 11 يناير/كانون الثاني 2022 لشراء حاجيات في حيّها، حدائق الأهرام بالجيزة. في البقالة، بدأ بعض الرجال المصريين في المحل بالتحرش بها:
اقتربوا مني وقالوا لي "أنت ولد، أنت بنت"، لأنني امرأة ترانس. بقيت في المحل حتى غادروا لتجنب مقابلتهم في الخارج. خرجت بعد مغادرتهم، لكن أثناء عودتي إلى المنزل، خرج نفس الرجال من سيارة قريبة وقالوا لي أن أركب السيارة. هددوني بسكين جيب، فخضعت وأخذوني إلى منطقة نائية. حاولت المقاومة لكنني لم أستطع. اغتصبوني ثم ألقوا بي في الشارع.
قالت إيمان إنها لم تفكر أبدا في إبلاغ الشرطة بالحادثة بعد تجربتها في الاحتجاز وهي تقضي عقوبة بالسجن بتهم "آداب" مرتبطة بهويتها الجندرية في 2020 في قسم شرطة في القاهرة، حيث تعرضت لاعتداء جنسي من قبل شرطي:
قضيت ستة أشهر في قسم الشرطة هذا، حيث يعامل رجال الشرطة مَن هم مثلي كعبيد. بمجرد وصولي إلى القسم، أخذني رجال الشرطة إلى البلطجية الذين يسيطرون على الزنازين وعرضوني على من يدفع أكثر. اغتصبني نزلاء آخرون أكثر من مرة. رأيت أشخاصا محتجزين دون سبب، وأحيانا كانوا يعتقلون أشخاصا يزورون قسم الشرطة لتقديم بلاغات. لا يمكنني الذهاب إلى أقسام الشرطة في مصر - رجال الشرطة يحطون من قدر أشخاص مثلي ويكرهونهم. سيجدون أي طريقة لاحتجاز شخص مثلي.
جاء شرطي ذات يوم إلى الزنزانة التي كنت محتجزة فيها وطلب من جميع النزلاء الخروج إلى الممر باستثنائي. طلب مني خلع قميصي عندما خرج الجميع ونظر إلى ثديي. قال: "كيف يمكن أن يكون هؤلاء ثدييك بشكل طبيعي؟ كيف هما بهذا الحجم؟" ثم بدأ يتحسسني. بعد أن انتهى، تسبب بفضيحة وتظاهر أني كنت أتحرش به وبدأ بضربي على وجهي حتى نزفت من أنفي.
قالت إيمان إنها أبلغت رئيس القسم بهذا الاعتداء، لكن الشرطي كان أصلا موقوفا عن العمل. قالت لاحقا إنها تعرضت لضغوط لإسقاط البلاغ:
بعد فترة من الاعتداء ضغط عليّ رئيس القسم لإسقاط الشكوى. قال لي: "أسقطيها وإلا جعلت حياتك جحيما"، وهدد بتلفيق المزيد من القضايا ضدي. اضطررت إلى إسقاط الشكوى في النهاية لأنني أجنبية ولا أعرف أحدا هنا. حتى صديقي الوحيد الذي كان يزورني توقف بعد أن سألته الشرطة مرارا عما إذا كان قد مارس الجنس معي.
قالت إيمان إنها كثيرا ما سمعت قصص أشخاص ترانس محتجزين في مصر. قالت: "حياتهم بائسة في هذه الأماكن".
راجعت هيومن رايتس ووتش صورا لرسائل تهديد على واتساب تلقتها إيمان. أرسل لها رقم مجهول في إحداها رسالة نصية، "لماذا أنت في مصر أيتها العاهرة الفاسقة، أقسم أني سأقبض عليك أيتها اللعينة؛ أنا أعرفك وسأصل إليك".
راجعت هيومن رايتس ووتش صورتين شاركتهما إيمان تظهران كدمات على جسدها نتيجة الاغتصاب في العام 2022.
"فاطمة"، طالبة لجوء يمنية، اغتُصبت في سن 11
قالت والدة فاطمة إنها أرسلتها في مايو/أيار 2020 للتبضع من بقالة قرب منزلهما. طلبت منها أن تركب "توك توك" (مركبة ثلاثية العجلات) كالمعتاد، لكن بعد حوالي 20 دقيقة، عادت فاطمة تبكي وكان وجهها أحمر:
سألتُ فاطمة عما حدث، فقالت إن سائق التوك توك [مصري] أخذها إلى منطقة نائية وخلع سروالها. كانت تبلغ من العمر 11 عاما حينها، وبدأت دورتها الشهرية قبل بضعة أشهر. أخذتُها إلى الحمام، وحمّمتها وفحصت مهبلها. كان كل شيء على ما يرام لكنها كانت تبكي، لقد صُدمْتُ.
قالت الأم بعد شهر إنها لاحظت أن دورة فاطمة الشهرية لم تحدث:
بدأت ألاحظ أعراض الحمل. صُدمت لأني [ظننت] أنها كانت ما تزال عذراء، لذلك طلبت مساعدة طبيبة جارة. فحصَت الفتاة وقالت لي إنها حامل. أخذتها إلى أكثر من طبيب لمناقشة إمكانية الإجهاض، لكن الجميع رفض. كانت فاطمة تبكي دائما أثناء زيارة الأطباء وتسألني، "ماذا تفعلين بي يا ماما؟"
قالت الأم إنها تمكنت من تأمين بعض الحبوب التي أنهت الحمل:
أعطيتها هذه الحبوب وبعض المشروبات المحددة. مرضَت كثيرا بعد الإجهاض ولم تأكل؛ كانت ضعيفة جدا. تحدثت معها لاحقا وشرحت لها ما حدث حتى تعرف؛ بكت وصُدمَت.
قالت والدة فاطمة إن ابنتها كانت تبكي وتصرخ كثيرا بعد حادثة الاغتصاب، وعانت من مشاكل في النوم. قالت إنها ما تزال تعزل نفسها عن المجتمع، ونادرا ما تغادر منزلها، وتريد ترك المدرسة.
اطلعت هيومن رايتس ووتش على تقرير فحص طبي صادر عن منظمة إغاثة دولية في 30 يونيو/حزيران 2020، بعد الاعتداء على الفتاة. وذكر التقرير، "أُجريَ اختبار الحمل: إيجابي