حريق

شاهدل : الصور الاولى للبطل الذي غامر بنفسه وانقذ مدينة عدن من الدمار الشامل ويفتديها بروحه ( صور )

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

عمل شديد النبالة ، وباستثنائية فارقة في مسئوليته، ينبع

 

من روح نقية ومقدامة وطنياً واخلاقياً ، كما على الصعيد المهني : : ذلك الذي اقدم عليه المهندس علي عبد الكريم مدير إدارة العمليات والقائم باعمال المدير العام في مصافي عدن .. لقد خاض وسط معمعة الحريق بنفسه آملاً بالخروج بأقل الخسائر .. ففي تلك اللحظات الصعبة كما في عز مغادرة اغلب الكادر الفني للمكان الخطر - كان وحده في جوف الأدخنة العمياء ينفذ - وبتصميم نوعي عملية اغلاق الصمامات والمحابس الرابطة بين الانابيب والخزانات المحترقة والسليمة حتى لا تمتد الكارثة بشكل أكبر .. هكذا نجح في مهمته العنيدة -وهو واحد من أبناء المصفاة الحقيقيين - إذ انقذ مايمكن انقاذه. الحريق في الخزان المشتعل والنيران لا تزال متأججة .

 

عبر محاصرة

وبالرغم من ان الحريق استمر - رغم تطوع العديد من الشباب للمساهمة في اخماده - لأكثر من 20 ساعة، جراء عدم تمكن انابيب الاطفاء من بلوغ منبع الحريق الضخم كما ينبغي وبشكل عاجل ، خصوصاً مع غياب معظم كادر الشركة وحصار مدينة البريقة بسبب الحرب، فإنه لولا إرادة علي عبد الكريم لكان الحريق التهم كل شيء ، دون ان ينحصر على الأقل، فكان موقفه غير المتردد حتى لاتكون النتيجة الأشد كارثية اندثار المصفاة العريقة في لحظة معتوهة كهذه بسبب مهووسي الحرب ، إذ لاشك بأن المشكلة البيئية والاقتصادية كانت ستكون اشمل في عدن الباسلة والمنكوبة والمتدهورة على اكثر من صعيد ، وتحديداً مدينة البريقة التي تقع المصفاة في نطاقها ؛ لولا تصميمه و اصراره على عدم التنصل أو المغادرة أو التواطؤ مع وعي التسيب والتواكل المسيطر . محافظة

 

على ان علي عبد الكريم خرج منهكاً ومختنقاً من مهمته البطولية التي خاضها مستعجلاً ، وبدون ادوات سلامة كافية ونوعية ، كما بضغوطات لاحصر لها تفرضها اجواء الحرب، ليموت بسبب استنشاقه لأدخنة الغازات المتصاعدة الكثيفة .

 

و ياللخسارة الأليمة برحيل درامي كهذا - وقد شيعت جنازته قبل ساعات قليلة حسب تطابق الاخبار الواردة من

عدن

 

والحال انه ايقونة كفاحية ملهمة في وجدان الشعب . ذلك انه كان يستطيع ان يركن بالمهمة لأخرين مثلاً ، بينما هنالك مواقف خالدة غير متوقعة لايمكن محوها من ذاكرة الاوطان ، تماماً كموقف المهندس علي عبد الكريم الذي دفع حياته ثمناً لرفضه التفريط بقيم التضحية و اداء الواجب وسط ثلة من طراطير اللامبالاة ، فضلاً عن حفنة من الاجراميين المستخفين الذين كانوا ومازالوا يستشرسون ويتكالبون على شركة مصافي عدن ، من كل حدب وصوب و دونما مثقال ذرة من الخجل ، بل وبما يفيض من وعي الفساد الرهيب المعتق داخل رؤوسهم

الخاوية .

 

لاشك ان لحظات الشدة تعرفنا دائماً بمعادن الرجال الأفذاذ ، ولنا ان نفخر ونعتز بروح شجاعة ومتفانية كروح المهندس البطل الشهيد علي عبد الكريم (افدي الأم التي انجبته کكادر بروح فدائي خسرته اليمن كل اليمن .. وله خلاصة الرحمة والمغفرة ودوام السيرة الطيبة في الذاكرة الوطنية جيلاً بعد جيل ).

كتبه فتحي أبو النصر

2015/6/29