كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني، الثلاثاء 21 أبريل/نيسان 2020، أن مشادة كلامية حدثت بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي، قبل أن تقرر الرياض إغراق السوق بالنفط في خطوة تسببت في تحرك جنوني لأسعار النفط؟
تقرير موقع Middle East Eye البريطاني ، قال نقلاً على لسان مسؤولين سعوديين على دراية بالمكالمة “الكارثية”، إن خلافاً حديثاً جرى بين ولي العهد السعودي وفلاديمير بوتين في اتصال هاتفي بينهما، هدد مستقبل العلاقة بين البلدين بعد انفراجة لشهور شهدها البلدان حيث اتفقا على تجارة كبيرة للأسلحة.
توقيت المكالمة:
التقرير قال إن المكالمة جرت قبيل اجتماع أوبك بلاس مباشرة في يوم 6 مارس/آذار 2020، وهو الاجتماع الذي فشل فيه منتجو النفط الرئيسيون في الاتفاق على خفض الإنتاج رغم انخفاض الطلب العالمي جراء استمرار فيروس كورونا وتأثيره على الاقتصاد العالمي. التقرير البريطاني، أشار إلى أنه قبيل الاجتماع، تواصل كل من محمد بن سلمان وفلاديمير بوتين.
وأضاف: “ولي العهد السعودي كان عدوانياً في حديثه بشكل كبير، وأنذر بوتين، بأنه إذا لم يكن هناك اتفاق بخصوص كمية النفط المنتجة، فإن السعودية سوف تبدأ حرب الأسعار”.
في حين قال المسؤول السعودي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “كانت المحادثة شخصية للغاية. حيث اشتد حديثهما على بعضهما البعض، رفض بوتين الإنذار وانتهت المكالمة بشكل سيئ”.
اتصال مع كوشنر:
لكن التقرير كشف أنه قبل اتصال ولي العهد السعودي بفلاديمير بوتين، وانتهاء المكالمة بشكل سيئ، كان هناك اتصال بين محمد بن سلمان وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يعتبر “أهم مدافع عن الأمير داخل البيت الأبيض”، وذلك على لسان مصدر سعودي ثان رفض كشف هويته. كذلك، قال التقرير، إن مكالمة بن سلمان مع بوتين كانت بمباركة واضحة من دونالد ترامب، وذلك عن طريق كوشنر.
وأضاف التقرير: “لم يطلب كوشنر من ولي العهد أن يحتد في حديثه مع بوتين، لكنه بعد أن علم بتفاصيل المكالمة، لم يعترض على الإطلاق”.
المصدر يقول: “لقد استنبط بن سلمان استنتاجاته الخاصة” وفق تعبيره. هبوط النفط: يأتي الكشف عن هذه التفاصيل في الوقت الذي ينهار فيه النفط الأمريكي لأول مرة في التاريخ، إلى المنطقة السلبية، مع انهيار الطلب بسبب فيروس كورونا.
فيما كشف مصدر بأوبك أن عدداً من وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول سيعقدون مؤتمراً عبر الهاتف الثلاثاء لمناقشة تطورات سوق النفط وسبل تنفيذ اتفاق تخفيضات إنتاج النفط على الفور وليس بدءاً من أول مايو/أيار.
حيث أبلغ المصدر رويترز “اقترحنا تنفيذاً فورياً للاتفاق وعدم الانتظار حتى مايو، وأيضاً التوقف عن الإفراط في الإنتاج في أبريل”.
المملكة تراقب:
في السياق ذاته، ذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلاً عن بيان لمجلس الوزراء أن المملكة قالت إنها تراقب أسواق النفط ومستعدة لاتخاذ أي إجراءات إضافية بالمشاركة مع حلفائها في أوبك+ ومنتجين آخرين للخام لتحقيق الاستقرار في سوق النفط. حيث جاء البيان الصادر عن مجلس الوزراء في أكبر مصدر للنفط في العالم بعد يوم من انزلاق العقود الآجلة للخام الأمريكي إلى المنطقة السلبية للمرة الأولى في التاريخ مع تهاوي الطلب بسبب تبعات أزمة فيروس كورونا المستجد.
فيما ذكر بيان مجلس الوزراء أن المملكة ملتزمة مع روسيا “بتنفيذ التخفيضات المستهدفة للعامين المقبلين”.
خفض الإنتاج: يذكر أن أوبك وحلفاؤها بما في ذلك روسيا، وهي المجموعة المعروفة بأوبك+، أعلنت خفضاً كبيراً لإنتاج النفط يصل إلى عشرة% من الإمدادات العالمية.
لكن مع إصابة أغلب الاقتصادات في أنحاء العالم بشلل شبه تام بسبب إجراءات العزل العام لمكافحة فيروس كورونا تهاوى الطلب على النفط بما يصل إلى 30%. كذلك، تراجعت أسعار خام القياس العالمي برنت والعقود الآجلة للنفط الأمريكي تسليم يونيو/حزيران، مقتربة من أدنى مستوياتها في حوالي عقدين، الثلاثاء.
حيث هبط برنت في عقود تسليم يونيو/حزيران، وهو أقرب عقد استحقاق بعد أن انتهى استحقاق مايو/أيار، إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2001 ملامساً 18.10 دولار للبرميل. وبحلول الساعة 1257 بتوقيت غرينتش كان خام القياس العالمي منخفضاً 19.4% عند 20.62 دولار للبرميل.
الخبر التالي: