”مريم خاطفة الأطفال“.. إحدى أغرب القضايا في تاريخ السعودية (فيديو)

قبل 4 سنة | الأخبار | منوعات

أحيانًا تكون الحقيقة أغرب من الخيال، قصة حبكتها الدرامية تصلح لأن تكون فيلمًا سينمائيًا بامتياز، إحدى القضايا الأكثر غرابة في تاريخ السعودية تم اكتشافها بمحض الصدفة لتتسرب إلى لإعلام المحلي وتصبح حديث الشارع السعودي.

بـأي ذنب خطفوا ؟

3 شبان عادوا إلى عائلاتهم بعد رحلة امتدت لسنوات طويلة بحثًا عنهم دون جدوى ، وهم: موسى الخنيزي، ويوسف العماري، ونايف القرادي.

تمكن رجال الأمن من القبض على المتهمة ”مريم“ وحققوا معها لأشهر قبل أن تتسرب تفاصيل القضية إلى الإعلام.

فطنة موظفة

عاش المخطوفون لأكثر من عقدين من الزمن بلا تعليم ولا أوراق تثبت هوياتهم إلى أن توجهت خاطفتهم ”مريم“ قبل القبض عليها إلى موظفة في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لطلب استخراج وثائق رسمية لـ“المخطوفين“، لتكون حاضنة لهم.

لكن فطنة الموظفة إيمان الفرطوشي كانت كافية لكشف خيوط القضية المدهشة.

لم تقتنع الفرطوشي بـ“شهادة ميلاد“ قدمتها ”مريم“ تُبين فيها أنها تكفل مخطوفًا نسبته لزوجها تحت مسمى ”أنس خالد مهنا حمود“.

ارتبكت ”مريم“ وادعت أنها احتضنت الأبناء بطريقة غير نظامية ولا توجد لديها أوراق ميلاد، لم تقتنع الموظفة بروايتها وطلبت منها كتابة طلب بخط اليد، وذلك لتثبت عليها اعترافًا، وأرفقت الورقة بتوصية للمسؤولين بشكوكها تجاه ”مريم“، وطلبت تحقيقًا، وبالفعل تم رفع الأمر للجهات الأمنية.

وفي السابق نجحت ”مريم“ بتسجيل أحد المخطوفين، وهو نايف باسم أحد أزواجها، إلا أنها فشلت بتسجيل ”الخنيزي والعماري“ باسم زوجها الذي تزوجته لاحقًا بعد طلاقها من زوجها الثاني مهنا، وهو ما ساهم بكشف قضيتها.

صندوق الصور

أوقفتها الجهات الأمنية، وعثرت على صندوق مدفون في منزلها، وفيه صور للأبناء ”المختطفين“ بعد ولادتهم مباشرة وفي مراحل مختلفة من حياتهم، والغريب أنهم عثروا أيضًا في الصندوق على ”الحبل السري“ لكل واحد منهم، كما عثروا على صور لرجال لم يتم التعرف عليهم.

تم إحضار ”المختطَفين“ ليتم التحقيق في أمرهم وبعد فحص حمض الـ DNA تبين أن الحمض مختلف، واعترفت بأنها اختطفتهم ، وأن لها ولدًا وبنتًا فقط.

اعترافات على الهواء

توصلت قناة ”الإخبارية“ المحلية، إلى زوج مريم ”خالد مهنا“ الذي كان أول من ظهر اسمه للعلن بناءً على شهادة الميلاد المزعومة لنايف، وقامت بإجراء مقابلة معه اعترف فيها بنسب نايف له، ليتم القبض عليه بعد اللقاء .

لاحقًا، قامت بشاير آل قبوص وهي مراسلة ”الإخبارية“ بالدمام بإجراء تحقيق صحفي مع جيران مريم، ليتبين وجود ”شخص“ آخر في القضية، وهو يمني الجنسية يدعى منصور، لم يذكر سابقًا، وأجرت القناة لقاء مع ”منصور“، والذي ادعى أنه مجرد ”سائق“ كان يعمل لدى ”المتهمة“ قبل نحو 12 عامًا، وكشف اللقاء تضاربًا في أقواله، بعد أن بينت المعلومات أنه على معرفة بالمتهمة منذ أكثر من 17 عامًا، فتم القبض عليه بعد ساعة واحدة فقط من لقائه الإعلامي.

واعترف ”منصور“ اليمني للأجهزة الأمنية أنه متزوج ”عرفيًا“ من مريم منذ نحو 20 عامًا، لتحوم شكوك قوية بشأن تورطه معها .

اضطراب وتمرد و5 زيجات

عائلة الخاطفة تراها شخصية ”متمردة“، وقاطعتها منذ سنوات بعيدة، وتوفي والدها وهو غير راضٍ عنها ورفض مسامحتها، وسط شبهات من قبلهم بممارستها السحر والشعوذة.

والجيران يرونها شخصية ”مضطربة“، حيث فوجئوا بكونها مختطِفة وأن معها أبناء، فطوال سنوات عديدة لم يلمحوا أي أبناء بعهدتها، وكانت أعمار أبنائها المفترضين فوق الـ15 عامًا عندما رآهم الجيران لأول مرة، حيث تنقلت المتهمة كثيرًا مع الأبناء المزعومين في عدة أحياء و منازل لإبعاد الشبهات، وطلقت وتزوجت من 4 أزواج، والخامس هو ”منصور اليمني“.

ولا يزال لمريم ابن اسمه ”محمد“، وابنة أخرى متزوجة في حفر الباطن، لكن الشكوك تحوم أيضًا حول وجود ابنة ثانية في سن الـ17 عامًا، ألمح الجيران أنهم رأوها ذات مرة، وهناك شكوك بأنها مختطفة وقد تكون هي ”ابتهال المطيري“ التي فقدتها أسرتها قبل نحو 14 عامًا وعمرها آنذاك 3 سنوات.

المختطفون وتضارب المشاعر

تضاربت مشاعر ”المختطَفين“ بشأن مريم، وأكد كل من الخنيزي، والعماري، والقرادي، أنها كانت ”سيدة طيبة“، وتنازلت عائلاتهم عن حقها الخاص في القضية إكرامًا لهم ، ولا يزال ”المختطَفون“ يدافعون عنها رغم كل شيء.

عودة الأمل

عاد الأمل لعائلات سعودية فقدت أبناءها منذ أكثر من عقدين، بعد تواصل رجال الأمن معهم بشأن أبناء مختطفين، حيث تطابقت أوصاف الأبناء الموجودين بعهدة المتهمة مع موسى الخنيزي، ويوسف العماري، ونايف القرادي، وبالفعل بعد تحاليل الـDNA ثبت نسب الثلاثة لعائلاتهم.

ومع الكشف عن المتهمة مريم، وعلاقتها بأطفال مختطفين، وعودة 3 منهم لذويهم، تصاعد الأمل لدى عائلات أخرى، منها عائلة الطفل اليمني نسيم حبتور الذي اختفى من كورنيش الدمام قبل 24 عامًا.

فهل يعود مزيد من الأبناء إلى أحضان عائلاتهم بعد سنوات الفراق الطويلة؟