في أغلب الحالات، يكون لقاء القمر مع الشمس قبل خروج المختصين للرؤية بعدد من الساعات، وهو أساسا ما يصنع الخلاف في أمر الرؤية؛ إذا ولد القمر الجديد قبل الرؤية بأكثر من 14 ساعة، فإنه يتمكن من التحرك مبتعدا عن الشمس لفترة طويلة، وتصبح رؤيته بالعين المجردة بعد غروب الشمس ممكنة، أما أقل من ذلك فقد يتسبب في بعض الجدل
أما هذا العام، فإن الوضع مختلف، حيث إن ليلة الرؤية (29 شعبان) ستوافق يوم 22 أبريل/نيسان، في حين سيكون ميلاد القمر الجديد في فجر اليوم التالي، 23 أبريل/نيسان، ويحدث ذلك تحديدا في تمام الساعة 05:26 بتوقيت الدوحة.
يعني ذلك أن غروب القمر سيكون سابقا أصلا لغروب الشمس، وهو ما يؤكد أنه من المستحيل أن يرى أحد القمر، في الوطن العربي كله، أو حتى يفترض وجوده فلكيا من دون رؤية، وهو ما يعني بالتبعية أن الخميس 23 أبريل/نيسان سيكون متمما لشعبان، وأن الجمعة 24 أبريل/نيسان سيكون أول أيام رمضان لهذا العام، وهو أمر ستتفق كل الدول العربية حوله.
المحدد الرئيسي :
المحدد الرئيسي في الشريعة الإسلامية لبداية شهر رمضان أن يتمكن الراصد من رؤية هلال الشهر الجديد في يوم الرؤية، إذا حدث ذلك يكون الغد هو غرة الشهر الكريم، وإن لم يحدث يصبح الغد متمما لشهر شعبان.
وتتعدد وجهات النظر في هذا الأمر؛ فيقول البعض إن الرؤية تعني مشاهدةً بالعين، ويقول فربق ثان إنها تعني المشاهدة بالتلسكوب، ويقول فريق ثالث إن إمكانية تواجد القمر في السماء فلكيا تعني أيضا درجة من الرؤية.
ابحث عن الهلال بنفسك
لفهم تلك الفكرة بشكل مبسط، دعنا نبدأ من القمر، حيث يكمل دورة كاملة حول الأرض مرة كل نحو 28 يوما، ويمكن لنا أن نلاحظ هذه الظاهرة على الأرض، اخرج مثلا إلى سطح منزلك في أول أي شهر هجري قبل الغروب، ثم سجل الفارق بين موعد نزول الشمس تحت الأفق، وموعد نزول القمر تحت الأفق بعدها.
ليكن الفارق مقداره ساعة مثلا، لكن لو قررت إعادة التجربة نفسها في اليوم التالي ستجد أن الفارق زاد، وأصبح ساعة وخمسين دقيقة، في أثناء ذلك ستلاحظ أيضا أن القمر قد غيّر مكانه، فأصبح أعلى في السماء، وليس قريبا كما كان بالأمس.
لو قررت إعادة التجربة يوما بعد يوم قبل الغروب، ستكتشف أن القمر يتحرك متراجعا في السماء كل يوم، هذا هو القمر وهو يدور حول الأرض، وهو يستمر في ذلك التراجع حتى يكمل دورة كاملة حول الأرض ويقف إلى جوار الشمس في السماء، في لحظة تسمى المحاق، أو القمر الجديد.
الخبر التالي: