سلطان البركاني

لأول مرة .. الكشف عن السبب الحقيقي وراء إيقاف الولايات المتحدة تحرير العاصمة صنعاء

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

تصريح لرئيس مجلس النواب اليمني، سلطان البركاني، يكشف فيه – لأول مرّة – عن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية للحيلولة دون تقدّم الجيش الوطني نحو العاصمة صنعاء، قائلا أمريكا قالت: “صنعاء خط أحمر”.

 

يقول البركاني إن السفير الأمريكي تدخّل عند وصول الجيش الوطني إلى فرضة نهم، وقال لرئيس الوزراء حينها -الدكتور أحمد عبيد بن دغر- “إن صنعاء خط أحمر”.

 

تصريح البركاني أثار تساؤلات عديدة، لماذا وقفت الولايات المتحدة ضد انتزاع العاصمة صنعاء من مليشيا الحوثي؟ وما طبيعة العلاقة التي تربط الحوثيين بواشنطن؟ ولماذا تحرص واشنطن على حماية وتدليل المليشيا رغم عدم التزامها بأي من التفاهمات الموقّعة سابقا؟

 

– تصريحات مهمّة

يقول الخبير العسكري، العميد محمد الكميم: “تصريحات سلطان البركاني مهمة وكبيرة، وقد تكون مفاجئة للكثير من الناس، لكن بالنسبة لنا ليست مفاجئة، لأننا نعلم علم اليقين بأن أمريكا وبريطانيا والأمم المتحدة هم الراعون الرسميون لمليشيا الحوثي”.

 

وتساءل: “من الذي أوقف القوات الحكومية في فرضة نهم؟ ومن الذي أوقف قوات الحكومة في الحديدة، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تحرير ميناء الحديدة؟”.

وأضاف: “أُجبرت الحكومة اليمنية على التوقيع على اتفاقية ستوكهولم، لأنها تمر بمرحلة ضعف واضحة، ومرتبطة بالتحالف العربي، وما يدور بالإقليم من أحداث”.

 

وتابع: “اليمن أصبحت ميدان صراع إقليمي ودولي، وهذا الأمر واضح، اليمن مرتبطة بقضايا التحالف العربي، وما تقوم به أمريكا في اليمن هو من أجل مصالحها”.

 

ويرى أن “كلما نعيشه الآن في اليمن من قتل وإرهاب وتشريد ومن أعمال إرهابية تقوم بها مليشيا الحوثي، وهي أعمال تفوق القاعدة وداعش، ومع ذلك واشنطن لا تنظر إلى ذلك”.

 

وأشار إلى أن “دعم أمريكا لمليشيا الحوثي مرتبط بأذية الرياض، ونحن نعلم أن المليشيا ما وجدت في صعدة إلا شوكة في خاصرة الجزيرة العربية، وما وجدت إلا كصناعة إيرانية لأذية السعودية، ولا يمكن أن تكون أمريكا الآن تعمل لصالح الرياض أو اليمن”.

 

وقال: “إن أكثر المتضررين من مليشيا الحوثي هم الشعب اليمني، والمملكة العربية السعودية، وأصبحنا مرتبطين ارتباطا مباشرا بمشروع إيران في المنطقة، الذي يهدف بدرجة رئيسية إلى تهديد مصالح العالم في المنطقة ومصالح الخليج”.

 

– الهروب من الفشل

يقول نائب رئيس موقع المصدر أونلاين، علي الفقيه: “إن الهروب إلى الحديث عن المؤامرة الخارجية هو محاولة للهروب من فشلنا نحن، لأن العالم ليس حريصا على مصالحنا ما لم نكن نحن حريصين على مصالحنا، والعالم لن ينتصر لنا ويقاتل نيابة عنا ما لم نقم نحن بدورنا على أكمل وجه”.

 

وأضاف: “تصريح البركاني لم يأتي بجديد، فكلما نفشل أو نعجز أو نقصّر في القيام بواجبنا، نذهب للبحث عن شماعة نحمّل عليها أخطاءنا وفشلنا وعجزنا”.

 

وأشار إلى أن “ما يحدث اليوم هو نتاج لتخاذل وعجز الحكومة الشرعية بكل قياداتها ورجالاتها عن القيام بواجبها، والولايات المتحدة منذ زمن، وهي تريد لمليشيا الحوثي أن تتواجد في جنوب الجزيرة العربية، وأن توجد كيانا لأذية المملكة العربية السعودية، وتُبقي الخليج مهددا”.

 

واعتبر أن “كلما شعر الخليج بأن هناك تشكيلات وكيانات مهددة له، يبقى في حماية الولايات المتحدة الأمريكية، ولتبقى مصانع الأسلحة شغالة، وهي سياسة مرتبطة بالمؤسسات الأمريكية، وليست مرتبطة بأشخاص”.

 

وقال: “ربما الشكل الخطابي يتغيّر بنسبة معينة، وربما طريقة تعامل أمريكا مع القضايا العربية تتغيّر ظاهريا، لكن في الحقيقة أن هناك سياسة ثابتة لواشنطن، في أن تظل بلدان النفط بحاجة إليها، لذا هي تريد لهذه المليشيات أن تبقى قوية وحاضرة”.

 

وأضاف: “ما قاله البركاني لا يأتي بجديد، ونسمعه يتردد منذ فترة، واليوم يعيد الكلام نفسه في ظل حماس الخطاب، أثناء إلقائه خطابا في مهرجان، ليظهر وكأنه يكشف للشعب اليمني شيئا جديدا، مع أنه لم يأتِ بجديد”.

 

وتابع: “السلطة التشريعية يفترض أنها الأهم، لكنها -للأسف- غيّبت نفسها، وأصبحت عاجزة عن عقد اجتماع واحد، والحديث يصبح مهما حينما يترجم إلى أفعال”.

 

وتساءل: “إن اتفقنا وعرفنا أن ليس من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية تحرير اليمن، فما الذي علينا أن نفعله؟ أين دورنا نحن في أن نكون المبادرين في ترتيب صفوفنا ونعد خططا جديدة؟”.

 

ولفت إلى أن “إذا تذكرنا عندما تحرّكت القوات المتمردة نحو العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وكان أبي أحمد لم يمضِ سوى أشهر من حيازته على جائزة نوبل للسلام، فرمى الجائزة خلف ظهره، وارتدى البزة العسكرية، وانطلق إلى جبهات القتال، وفرض الأمر الواقع على العالم كله، رغم أن الولايات المتحدة كانت تبدي تماهيا واضحا تجاه القوات المتمردة”.