كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية عن إرسال تركيا مقاتلات "إف-16" إلى الساحل الليبي، مع تصعيد تدخلها في الحرب الأهلية في البلاد، لدعم ميليشيات حكومة الوفاق التي تقاتل مواقع الجيش الوطني في المنطقة الغربية.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته، الأربعاء، إن الطائرات التركية نفذت هجمات على مدينة ترهونة التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي جنوب شرقي طرابلس، وعلى قاعدة الوطية الجوية (140 كيلومترا جنوب غرب طرابلس).
وحاولت الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق السيطرة على قواعد الإمداد الخلفية للجيش الليبي في ترهونة، وهي المعقل الرئيسي للجيش الليبي غرب ليبيا، وقاعدة الوطية العسكرية، التي توفر غطاء جويا للقوات الموجودة على الأرض في المنطقة الغربية، وهي القاعدة العسكرية الوحيدة في ليبيا التي تقتصر على الطائرات العسكرية دون المدنية.
وبعدما فشل الهجومان، تقدمت قوات الجيش في المحاور القريبة من قلب العاصمة طرابلس، خاصة في القره بوللي وقصر بن غشير وعين زارة.
ونقلت صحيفة "تايمز" عن تقرير أممي رصد تزايد انتهاكات تركيا لقرار حظر تصدير السلاح إلى ليبيا، خاصة خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان 2020.
وقال التقرير إن تركيا زودت ميليشيات طرابلس بأنظمة تسليح متطورة عديدة، بعد توالي هزائمها أمام الجيش الوطني الليبي، ومن بينها الطائرات من دون طيار، التي فشلت هي الأخرى في تحقيق أي مكاسب ميدانية.
وأسقط الجيش الليبي خلال الأشهر الماضية عشرات الطائرات المسيرة التي نقلتها تركيا في ضواحي العاصمة، كما دمر سلاح الجو الليبي غرفة التحكم بهذه الطائرات في مصراتة وطرابلس.
في الأثناء، قال الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن عملية إيريني الأوروبية، والتي تهدف إلى مراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح لليبيا، "لا تمتلك حتى الآن الوسائل الكافية للبدء بعملها"، رغم إطلاقها رسميا مطلع الشهر الجاري.
وأضاف بوريل، وفقًا لوكالة الأنباء الإيطالية "آكي": "يتعين علينا وقف تدفق السلاح لليبيا وخلق مساحة للعمل الدبلوماسي، هذا هو الهدف الأساسي لعملية إيريني".
وقبل يومين قال المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن التدخل التركي في ليبيا لم يعد مقتصرا على دعم الميليشيات المقاتلة إلى جانب حكومة الوفاق فحسب، بل أصبح "احتلالا مباشرا" للعاصمة طرابلس، من خلال دخول تركيا إلى طرابلس بجيشها ومعداتها وتقنياتها.
الخبر التالي: