كان (الروفل) بالحافة هو من يركب لك المخدرة لو معك زواج ، ويقوم بالخدمات ، وهو من يساعد بحفر القبر لو حد توفى من الجيران ، وياويل حد يتعرض لبنات حافته أو أي حد يعتدي على عيال حافته !
وكان (الروفلي) هو نجم الكرة بفريق الحافة ، وهو قائد الرحلة للغدير أو جولدمور أو ساحل أبين !
من عاش في عدن واختلط في بيئتها يعرف من هو (الروفلي) ، ولو نقارن الروفلي حق زمان بالبلاطجة المنتشرين حاليا بالحوافي أصحاب الحبوب والحشيش الذين تخاف على طفلك أن يخرج جنب الباب منهم ، أو تبكر الصباح وبابورك معلق على بردين لن تجد بدا من قول (سلام الله على روافل عدن وأيامهم) !
مشكلتنا في عدن - وبدون زعل - أنه اختلط فينا قوم حتى وإن كانوا من مواليد عدن ، إلا أنهم عايشون في بيئة منغلقة على ثقافتهم ووعيهم السابق ، وينظرون إلى عدن وعاداتها ومسمياتها بدونية واحتقار ، وعدن بريئة منهم ولا تمت لهم بصلة أو حال !
وأكثر ما يجيب الضيق مواليد أول أمس الذين يدعون أنهم من يمثلون ثقافة ووعي أبناء عدن وهم والله غير فاهمين شيئا عن عدن وعاداتها وتقاليدها ، وياريت ترجع عدن مثل ما كانت حاضنة للجميع (من أهل القرى والمدن والبلدان) والكل يعيش فيها بأمن وأمان ..!!
مهما شرق أعداء مدنية عدن أو غربوا فلن تكون عدن إلا قلعة الحب والتنمية والسلام وحاضنة لمختلف الثقافات لأنها تمتلك مضادات طبيعية لثقافات العنصرية والقبلية والطائفية والمذهبية والمناطقية والجهوية !
قد يقول قائل : هذا كان في الزمن الذي ولى وراح ولن يعود ، فنقول له مهما ولى وراح ففي عدن سوف تعود مكارم ذاك الزمن الجميل لأن بذور إنتاجه لم تزل محفوظة في أرض وتراب وهواء وشمس عدن وقمرها ببساطة ، وسيولي الدخلاء والمخربون الدبر كما ولت الدواعش عن بغداد والرقة والرمادي والموصل وحلب فهل تسمع الآن لأحدهم صوتا أو تجد له ركزا !!