أصدرت تركيا إعلاناً هو الأول من نوعه بشأن الحرب المستمرة في اليمن للعام الثامن توالياً، أكدت فيه تدخلها بقوة لإنهائها والمساهمة في إعادة بناء البنية التحتية المدمرة جراء الحرب التي تسببت فيها مليشيا الحوثي بإنقلابها على السلطة.
جاء هذا في تصريح لوزير الداخلية التركي سليمان صويلو، لدى لقائه وزير الخارجية الدكتور أحمد عوض بن مبارك، الذي يزور العاصمة التركية أنقرة.
وحسب وكالة الأناضول التركية الرسمية ، قال صويلو إن "تركيا تبذل جهودا حثيثة من أجل إنهاء الاشتباكات في اليمن وإنشاء بنيته التحتية الأمنية".
وأضاف مخاطباً وزير الخارجية بن مبارك: "بإذن الله سينتهي ما أنتم فيه من أوضاع بأقرب وقت". مؤكداً أن "إنهاء هذه الاشتباكات مهم، كما أن إنشاء البنية التحتية الأمنية في اليمن يحمل أهمية كبيرة، ونبذل جهودا حثيثة لتحقيق ذلك".
مشيراً إلى "مواجهة اليمن تحديات كبيرة تتمثل في البعد الإنساني للأزمة التي خلفت دمارا ومعاناة لشعبه في مجالات التعليم والصحة والغذاء والخدمات الأساسية". مشدداً على "ضرورة سعي كافة الأطراف إلى وضع حد للأوضاع الجارية في اليمن".
من جانبه، أعرب بن مبارك عن "تقدير اليمن وشكرها لدعم تركيا السياسي والإنساني والتنموي والتعليمي لليمن"، لافتاً إلى "بذل تركيا جهوداً مقدرة لدى اليمنيين".
وتقود السعودية، منذ 26 مارس 2015، تحالفا عسكريا يضم دولا عدة أبرزها الامارات ويحظى بدعم لوجستي امريكي وبريطاني، لاستعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، العاصمة صنعاء ومناطق واسعة شمال وغرب اليمن، سيطر عليها الحوثيون أواخر العام 2014. تركزت عملياته منذ الليلة الاولى لعاصفة الحزم التي اطلقها التحالف في تنفيذ عشرات الالاف من الغارات الجوية في عموم اليمن.
استهدفت غارات طيران التحالف ما يسميه “مواقع عسكرية ومخازن اسلحة ومنصات صواريخ وطائرات مسيرة تابعة للحوثيين” في العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرتهم، لكنها تسببت في مقتل وإصابة قرابة 60 ألف يمني مدني معظمهم من الاطفال والنساء وتدمير مرافق مدنية وخدمية، علاوة على نزوح قرابة اربعة ملايين يمني من قراهم ومدنهم داخل اليمن، هروبا من تداعيات الغارات الجوية والحرب.
ومن جهتهم، ظل الحوثيون، ينفذون هجمات جوية بطائرات مُسيرة وصواريخ باليستية وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن وأراضي المملكة، وقواعد عسكرية ومطارات ومنشآت اقتصادية سعودية أبرزها شركة ارامكو النفطية، العملاقة، ومنشآتها في مختلف ارجاء المملكة. مبررين هجماتهم بما يسمونه “حق الرد الطبيعي والمشروع على غارات التحالف واحتجازه سفن المشتقات النفطية".
حسب إعلان صادر عن تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، فإن “المليشيات الحوثية أطلقت على المملكة حتى 21 يونيو 2020، 372 صاروخاً باليستياً، و659 طائرة من دون طيار، وأكثر من 96 ألف مقذوفا على الحدود، واستهدفوا البحرية بأكثر من 75 زورقاً مفخخاً”. يضاف إليه هجمات كثيفة اعلن حصرها قائد القوات المشتركة للتحالف الفريق مطلق الأزيمع، مطلع فبراير 2022م.
وقال الفريق مطلق الأزيمع: أن “المليشيا الحوثية خلال (16) شهراً منذ اعلان التحالف وقف هجماته الجوية في سبتمبر 2020م، أطلقت على المملكة 109 صواريخ باليستية و414 طائرة مسيرة، 52 زورقا مفخخا وزرع 110 الغام بحرية، استهدفت مطارات أبها ونجران ومطار الملك عبدالله بجازان، ومحطات تحلية المياه المالحة وخزانات أرامكو السعودية ومنشآت حيوية مدنية في مدينتي الرياض والدمام".
وفقا لتقارير دولية، فإن الحرب المتواصلة للسنة الثامنة، لم تحقق اهدافها المعلنة والمتمثلة في “انهاء الانقلاب الحوثي وإعادة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي للعاصمة صنعاء”، بقدر ما دمرت البنية التحتية في البلاد وتسببت بمقتل وجرح 300 ألف يمني وتشريد 4 ملايين نازحين داخليا، ونشرت مليشيات متمردة على الشرعية جنوبي وغربي البلاد" في اشارة لمليشيات ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" وطارق عفاش.
وتؤكد تقارير الامم المتحدة أن الحرب في اليمن أدت إلى “أسوأ ازمة انسانية في العالم” جراء “انهيار القطاعات الخدمية واتساع دائرة الفقر لتشمل 75% من اليمنيين (25 مليون) تتهددهم المجاعة و16 مليون يمني يعتمدون على المساعدات الاغاثية للبقاء احياء، بفعل توقف الرواتب وانهيار الاقتصاد والعملة المحلية وارتفاع اسعار السلع الغذائية والمواد التموينية والخدمات بمقدار خمسة اضعاف ما كانت عليه”.