علي عبدالله صالح

خالد الرويشان يحدث ضجة بعد كشفه ما قاله الرئيس علي عبدالله صالح) حين طبع ديوان البردوني دون علمه

قبل 2 سنة | الأخبار | اخبار الوطن

 

أحدث الكاتب خالد الرويشان وزير الثقافة اليمني الأسبق، ضجة كبرى بعد أن كشف الستار عن موقف الرئيس اليمني الاسبق الزعيم علي عبدالله صالح ، حين رأى بين يديه ديوان البردوني وقد تم إعادة طباعته متضمناً كل المجموعات التي صدرت في حياة البردوني أن يكون للرئيس علم بذلك. دون

وقال الرويشان أن الرئيس صالح لم يعترض على ذلك ولم

يكن له أي موقف من البردوني كما يشيع خصوم الزعيم

علي عبدالله صالح ، وهو ما لم يعجب الحاقدين على

الرئيس الأسبق.

فيما يلي نص ما كتبه الرويشان في صفحته بالفيسبوك:

تراث البردوني ... شهادة للتاريخ وصراحة لابد منها! ماذا قال علي عبدالله صالح حين رأى ديوان البردوني ؟ هاتفت الشاعر الكبير عبدالله البردوني في خريف 1998 أي قتبيل وفاته بسنة تقريباً كما أتذكر من مكتبي في هيئة الكتاب راجياً أن أطبع له ديواناً جديداً وقلت له: لقد نشرنا ديواناً جديداً للدكتور عبد العزيز المقالح هو . لدي ديوان جديد للنشر كان صوته قاطعاً ومؤكداً .. ربما شعرت بصدمة سريعة قبل أن أقول له: طيب ، هات لنا يا أستاذ عبدالله كتاباً نثريا جديداً صوت بعض المحافظات فوافق فوراً وقال سأبعثها مع السائق. وبعث بالفعل مئات النسخ من بعض دواوينه المطبوعة .. بعد حوالي شهر اتصل بي مذكراً بقيمة الكتب .. تأسفت له عن التأخير بسبب ظروف الهيئة وقلت مرتبكاً: سأرسلها الآن! فقال لي ضاحكاً بلهجة صنعاء وروحها: ما يلاً السائق يريد يغير التاير حق السيارة قلت له الآن ولا يهمك ودعوت أمين الصندوق قائلاً له: فلوس من راسك الآن حق الأستاذ البردوني المهم وصل السائق وأخذ المبلغ الذي لا يكاد يذكر .. وانتهى الموضوع لكنني كنت مذهولاً ببساطة الشاعر الكبير وزهده وتقشفه ورحل البردوني عن دنيانا في ظهيرة 30 أغسطس 1999 وما زلت أتذكره الأستاذ أحمد جابر عفيف الحزين وهو يبلغني بالنياً من بيت البردوني الذي مايزال مسجى أمام الأستاذ أحمد في تلك اللحظة الرهيبة التي لاتنسى كان الأستاذ أحمد يحدثني غاضباً من قول أحد أقارب البردوني نريد أن نعرف ماله وما عليه وقد ظن ذلك طمعاً في ميراث الرجل معتقداً أن ذلك لا بليق وما يزال الدم حاراً في عروق البردوني قلت له: يا أستاذ أحمد هذه كلمة عادية يقولونها في ريف اليمن وقبائله فور موت أحدهم وذلك لقضاء ديون الميت قبل دفنه.. شرحت وحاولت فهداً قليلاً .. بعد وفاة البردوني بأيام جاء لزيارتي في بيتي العزي الشاطبي ومحمد المهدي وكانا من كاتبي البردوني وقرائه . أي كانا يكتبان له ويقرآن عليه ضمن مجموعة من أصدقائه الكاتبين طوال عقود. كان الشاطبي صامتاً طوال الوقت حتى غادر وعجبت وسألت فقيل لي هكذا طبعه من زمان! عکس محمد المهدي الذي تكلم كثيراً وأفاض عن البردوني وحياته حتى أنني التقيت به مراراً قبيل وفاته بعدها بأشهر وقد كان مريضاً منذ سنوات. لا أتذكر اليوم بالضبط وفي تلك الجلسة من أهداني نسخة مما قيل أنهما ديوانا البردوني الأخيرين الذين لم يُنشرا بعد. وعندما رأيت النسخة المخطوطة المصورة تلك دهشت وروبت تفاصيل مهاتفتي للبردوني ونفيه وجود ديوان لديه. يمكن طبعه وبعد ما يقرب من ربع قرن مازلت أبحث عن تلك النسخة المصورة من الديوانين المنسوبين إليه بعد أن انتقلت من بيت إلى بيت ووسط أكوام ضخمة من الكتب والأوراق.. ولم أجدها حتى اليوم. أريد أن أذكر الطيبين الذين كتبوا قبل أيام في صنعاء وبعضهم من أصدقائي عن المخطوطة معتقدين أن مجرد ذكر اسمي وحصولي على نسخة مصورة منها ذات يوم سيركيها وسيزكيهم معها .. أريد أن أذكر هؤلاء بأنها مجرد صورة وأن البردوني لم يسلّمها لي بنفسه بل نفاها! وأن الصورة مع آخرين كثر وأن معظم قصائدها تم نشرها في ملحق صحيفة الثورة الثقافي بعد وفاة البردوني وأنني لو اعتقدت بسلامتها تماماً لكنت نشرتها وأضفتها على مجموعته لكنني لم أفعل! بعد وفاة البردوني بأيام قررت نشر مجموعة الدواوين الشعرية للبردوني ال 12 التي نشرها في حياته وذلك في مجلدين كبيرين بعد موافقة ورثته. وأردت أن يكون ذلك مفاجأة للجميع. وبدأنا فوراً بالصف والترتيب والإخراج يصمت ودون إعلان. وكنت مصراً وحريصاً جداً على أن يقتصر الجمع والنشر على ما نشره البردوني في حياته من دواوين ، وقد أشرت لذلك في أول صفحة من المجلدين الشعريين الكبيرين وقد فعلت ذلك عارفاً أن نشر المخطوط المنسوب للبردوني ضمن المجموعة قضية غير مأمونة وربما تكون سبباً للاختلاف والخلاف مما يعطل فرحة إصدار مجموعته الكاملة المنشورة في حياته. ولذلك أثرت أن أجمع وأنشر ما نشره هو وقلت بالنص في تصدير المجموعة" عندما نتأكد من وجود دواوين جديدة للبردوني سننشرها ضمن الطبعات القادمة للمجموعة " حين وحتى تكتمل هذه الشهادة لابد أن أشير بوضوح وصدف وأمانة ومسؤولية إلى أنني لم أشعر حتى بإشارة من مضض أو عتب من الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد طباعة مجموعة البردوني أبداً وعلى الإطلاق! وهو شأني في المئات من الكتب التي أشرفت على طباعتها تقلدت رئاسة هيئة الكتاب وبعدها وزارة الثقافة والسياحة. قد أختلف مع الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح كثيراً أو قليلاً في مواقفه خصوصاً قبيل ويُعيد كارثة سبتمبر 2014 لكنني أشهد أنه لم يبد إلا الإعجاب حين وضعت أمامه النسخة المذهبة من مجلّدي مجموعة البردوني الطبعة الثانية قائلاً ومبدياً إعجابه: هذا جيدا وكان قد دعاني إلى المقيل في منزله في شارع حدة الثنية وكان ذلك يوم عيد وشعرت لم أنشر الديوانين المنسوبين للبردوني قاصداً ولو قدر لي أن أطبع مجموعته الشعرية الكبرى ونترباته أيضاً اليوم لما تجاوزت ما نشره في حياته لا أريد لليمنيين أن يختلفوا اليوم بالمزايدة على تراث البردوني لذلك ، فإنني أهيب باليمنيين جميعاً وهم في لحظتهم الممزقة الراهنة ألا يمرقوا البردوني أيضاً، وأن يكتفوا بنشر ما نشره الشاعر الكبير من شعر أو نثر في حياته فقط. إذا كنتم تحبون البردوني وتقدرونه حق قدره فالتزموا بما نشر في حياته فحسب وهو كثير وعظيم وخالد .. هو البردوني مكتملاً .. فلا تنقصوه بترهاتكم وثرثراتكم ومزايداتكم وضغائنكم ومذهبياتكم

أبجدية الروح " وأتمنى نشر ديوان جديد لك أيضاً ضمن منشورات هيئة الكتاب الشعراء وأدباء اليمن .. اعتذر لي يلطف بديعة قائلاً: أتابع نشاطك ونشرك للكتاب بإعجاب .. وبالنسبة لي ليس

وسننشره رد علي ضاحكاً بالنص ما عيعجبش أجبتة متحدياً وضاحكا: هات وما عليك إلا أنشرها

اعتذر بهدوء مرة أخرى وبتصميم .. فقلت له: يا أستاذ عبدلله ما رأيك أن نشتري منك نُسخاً من دواوينك المطبوعة لنوزعها على مكتباتنا التي افتتحناها في

الأضحى في 1 فبراير 2004 وفي حضور بعض الوزراء وعلى رأس الجميع الدكتور عبدالعزيز المقالح لقد طبعت مجموعة البردوني الشعرية 4 طبعات وكل

طبعة 4000 نسخة أو 5000 نسخة وهي أرقام عالية بمقاييس النشر الشعري في العالم العربي في ذلك الوقت وقد نفدت جميعها. شهادتي لا تتعلق بالنوايا بل بما حدث وبما رأيت وسمعت

ريما لأنه أكد لي بنفسه عدم وجود أي ديوان وربما أنني فعلت ذلك إيثاراً للسلامة وشعوراً بالمسؤولية واكتفيت بنشر ال 12 ديواناً وهي التي نشرها في حياته. وهي الدواوين الأهم والأكبر والأخلد

البردوني أكبر من لحظتكم لأنه الخلود ولأنه عبقرية اليمن

الكبير وفلذة جمهوريته وفلتة أزمانه.

بقلم/ خالد الرويشان