تتجه أنظار السياسيين والدبلوماسيين في دول التحالف والولايات المتحدة وبريطانيا، صوب مؤتمر دولي عن اليمن تنظمه اليوم في واشنطن، جامعة جورج تاون، وتشارك فيه الناشطة السياسية والحقوقية الحائزة جائرة نوبل للسلام، توكل كرمان بملف يكشف حقيقة ما يجري في اليمن، وانحرافات التحالف وانتهاكاته المتسببة في إدامة الصراع ومعاناة اليمنيين.
ويناقش المؤتمر ، المنعقد تحت عنوان "نحو سلام وديمقراطية مستدامين في اليمن"، ثلاثة محاور رئيسية: حالة الحرب الحالية في اليمن: أين نحن وماذا بعد ذلك؟، إنهاء الحرب: كيف نحقق السلام الدائم والديمقراطية في اليمن؟، العدالة الانتقالية وإعادة بناء اليمن: ما هي أفضل استجابة دولية ليمن ما بعد الصراع؟".
نقاشات المؤتمر ستركز بمشاركة شخصيات يمنية بارزة وخبراء وأكاديميين وصانعي سياسات، على "سبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وبناء سلام مستدام في اليمن، وكيفية تحقيق انتقال سلمي وشامل إلى الحكم الديمقراطي، والخطوات التي يجب على المجتمع الدولي اتخاذها لإعادة بناء اليمن".
ويحضر اعمال المؤتمر، الذي تشارك في تنظيمه مؤسسة توكل كرمان ومنظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن "داون"؛ المستشار الرئاسي ونائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري، ووزير الخارجية السابق خالد اليماني، ووزير النقل السابق صالح الجبواني، ومحافظ سقطرى السابق رمزي محروس، وعضو مجلس الشورى عصام شريم.
كما يشارك الخبير الاقليمي في فريق خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في اليمن والمتخصص في الجماعات المسلحة فرناندو كارفاخال، والمدير التنفيذي لمنظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن سارة ليا ويتسن، وأستاذ حل النزاعات الدولية في كلية الحقوق بجامعة أوتاوا البروفيسور فريدريك جون باكر.
وهاجمت السعودية مسبقاً المؤتمر الذي يتوقع أن يفجر جدلا واسعاً في الأوساط السياسية الأمريكية وتعيد ملف الحرب في اليمن إلى واجهة النقاشات في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، ودوائر صنع القرار في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في اليمن وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدمية، واستمرار التوتر جراء التحركات العسكرية التي يجريها التحالف في اليمن لصالح القوى الموالية لقطبيه ومليشياتهما.
عبر عن هذا الموقف الهجومي السعودي الاستباقي؛ مساعد رئيس تحرير صحيفة "عكاظ"، عبد الله آل هتيلة، على منصة التدوين "تويتر" بقوله: "التنظيم الاخواني الإرهابي الذي سلم صنعاء ثم نهم، وتاجر في الجوف، وزود الحوثيين بالأسلحة في الساحل، معطلاً الجبهات لثمان سنوات". حسب ادعائه.
وتابع المسؤول السعودي المقرب من الديوان الملكي يصف حزب الإصلاح بما سماه "تنظيم الإخوان الإرهابي"، ويتهمه بأنه "يتآمر اليوم من واشنطن وبقيادة العجوز الشمطاء (يقصد توكل كرمان) على أمن المنطقة عامة واليمن خاصة بحضور ممثلين من إسرائيل ومنظمات إرهابية". حد زعمه.
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني "ظلت تسير منذ بداية 2020م باتجاه اسقاط سلطة الشرعية اليمنية ممثلة في الرئيس هادي والحكومة والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس الأسبق علي صالح بقيادة نجله احمد علي ورئاسته لجناحه في المؤتمر الشعبي، وآخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزُبيدي".