سجل أحمد علي، نجل الرئيس الأسبق علي صالح عفاش، وقائد الجيش العائلي لوالده، ما كان يسمى "الحرس الجمهوري والقوات الخاصة"؛ ظهورا اعلاميا جديدا وصادما لملايين اليمنيين، من العاصمة الاماراتية ابوظبي، مع الشريك الرئيسي لوالده في تنفيذ جريمة اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي، بوليمة الخيانة الغادرة يوم 11 اكتوبر 1977م.
ونقلت وسائل الاعلام التابعة لطارق عفاش قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، ولأسرة عفاش، تعازٍ قالت أن احمد علي المقيم في ابوظبي، بعثها في وفاة زوجة الرئيس الاسبق احمد حسين الغشمي، الذي صعد للرئاسة باغتياله وعلي صالح عفاش، الرئيس الشهيد الحمدي.
متحدثة عن أن أحمد علي "اجرى اتصالاً هاتفياً بالشيخ صادق أحمد حسين الغشمي، عزّاه ومن خلاله كافة آل الغشمي بمديرية همدان، في وفاة والدته الفاضلة عقيلة الرئيس الأسبق أحمد حسين الغشمي، والتي توفيت مساء الخميس، في مسقط رأسها بمديرية همدان، محافظة صنعاء، احدى الضواحي الشمالية للعاصمة صنعاء.
ووصل الغشمي للرئاسة بعد إغتيال سلفه الرئيس ابراهيم الحمدي، قبل أن يلقى حتفه بعد 7 اشهر في 24 يونيو 1978م بإنفجار حقيبة ملغومة به وصلته من رئاسة عدن، ليخلفه بدعم سعودي مباشر علي صالح عفاش، الذي لقي مصرعه بمواجهات مع شركائه في الانقلاب على الشرعية مليشيا الحوثي في الرابع من ديسمبر 2017م.
تأتي تعزية نجل عفاش، في وقت بدد جهاز استخبارات اجنبي واسع النفوذ عالميا، الغموض المحيط لعشرات السنوات بجريمة اغتيال الرئيس اليمني #ابراهيم_الحمدي وشقيقه قائد لواء العمالقة عبدالله الحمدي، ورفع السرية عن معلوماته الاستخباراتية الخاصة بالجريمة، والاطراف المشاركة في تنفيذها، مؤكدا تورط #علي_عفاش في الجريمة.
وتزامن تداول هذه الوثيقة مع انتشار مقطع فيديو، على منصات التواصل، يتضمن اعترافا نادرا وصادما لعلي عفاش بشأن جريمة اغتيال الحمدي وشقيقه قائد اللواء السابع مدرع عبدالله الحمدي وقائد قوات العمالقة علي قناف، مبررا الجريمة وتواطؤه فيها لاحقا بتستره ومهادنته جهة تنفيذها وتمويلها، على نحو يؤكد الاتهامات الموجهة له بالمشاركة في تنفيذها.
ظهر علي عفاش في مقطع الفيديو المتداول على منصات التواصل الاجتماعي بمناسبة الذكرى الخامسة والاربعين للجريمة التي يعتبرها اليمنيون "اغتيال حلم وطن"، وهو يعترف بالتآمر والتخطيط لتنفيذ جريمة اغتيال الرئيس الحمدي وشقيقه وتواطؤه فيها، مبررا ذلك بما سماه "رفض الرئيس الحمدي الانصياع لتعليمات السعودية بشأن تسليح الجيش اليمني". حد زعمه.
من جانبهم، اعتبر مراقبون للشأن اليمني، أن هذا التصريح لعلي عفاش، وهو الوحيد ربما بشان جريمة اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي وشقيقه بعد دعوتهما الى وليمة غداء بمنزل نائبه احمد الغشمي يوم 11 اكتوبر 1977م، "يؤكد مشاركته في الجريمة وتواطؤه بإغلاقه ملف القضية رغم معرفته بجهة قتله واشراف الملحق العسكري لسفارة السعودية بصنعاء".
مشيرين إلى أن "هناك صور توثق زيارة الامير نايف بن عبدالعزيز لصنعاء ورقصه البرع مع احمد الغشمي على دماء ابراهيم الحمدي وشقيقه"، وكذا "زيارة علي عفاش للسعودية ولقائه مع كل من الملك خالد بن عبدالعزيز وولي عهده حينها الامير فهد بن عبدالعزيز، ومسؤول ملف اليمن الامير سلطان بن عبدالعزيز"، على نحو يؤكد مشاركته في الجريمة.
وسبق أن كشف الخبير العسكري الأردني، اللواء فايز الدويري، تفاصيل ومعلومات وصفها بالخاصة، عن تورط علي عفاش في جريمة اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي وشقيقه، في وليمة الغداء التي وصفها بأنها "كانت شراكا منصوبا للحمدي". مشيرا إلى أن الجريمة وقعت وهو متواجد في صنعاء وأن علي صالح عفاش كان من بين الحضور المدعوين للوليمة.
أبكت جريمة اغتيال الرئيس ابراهيم محمد الحمدي وشقيقه عبدالله الحمدي في منزل نائبه احمد الغشمي بحي الصافية جنوبي العاصمة صنعاء، ملايين اليمنيين، بوصفها أبشع وأشنع جريمة مروعة عرفها اليمن حتى الآن وبالنظر لضحياها وطبيعة دوافعها واهدافها، واقترانها بوأد احلام اليمنيين في يمن ناهض ومستقل وحر من الوصاية الخارجية، التي اطبقت على البلاد عقب حرف مسار ثورة 26 سبتمبر 1962م.
وأحب اليمنيون الشهيد الحمدي لبساطته وصدقه وتواضعه ونزاهته ومبادئه الرافضة بصرامة الفساد والارتزاق والعمالة والخيانة للوطن ووصاية الخارج وجدية توجهه لبناء اليمن الناهض الحر ودولته المدنية الحديثة، التي كان قد انجز من بناها الكثير خلال اقل من ثلاث سنوات، وتوقيت القتلة للجريمة قبيل يوم على مغادرة الحمدي صنعاء إلى عدن، لتوقيع اتفاقية اعادة توحيد شطري اليمن وذوبان الشطرين في كيان واحد.
يشار إلى أن منفذي الجريمة، حرصوا على اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي ماديا (جسديا) ومعنويا ايضا، عبر نقل جثمانه وشقيقه إلى شقة، تم تجهيزها سلفا بجثتي مضيفتي طيران فرنسيتان، وقناني خمور، لتصوير الامر انتحارا في نهاية حفل بغاء ماجن، لم يصدقه أحد من اليمنيين عن رئيس نزيه وقاضٍ سابق، بقدر ما تسببت في مشكلة مع فرنسا بشأن مطالبتها بتسليم قتلة الفتاتين الفرنسيتين وعدم اقتناعها برواية سلطات الانقلاب بصنعاء.