اطلق وزير جنوبي في الشرعية اليمنية، نداء اخيرا الى جميع العقلاء في الداخل ودول الجوار، لتدارك ومنع انفجار حرب دموية قال انها وشيكة، ومنع حمامات دماء تغرق بها البلاد اجمالا وجنوب اليمن بوجه خاص، جراء تداعيات خطيرة تنذر بهذا المآل، بسبب ما اعتبره اصرار "المجلس الانتقالي" على تقسيم البلاد وحكم المحافظات الجنوبية بقوة السلاح.
النداء التحذيري، من خطر تمزيق جنوب البلاد إلى كنتونات متصارعة، اطلقه وزير النقل السابق صالح الجبواني، في سياق تعليقه على تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات في محافظة حضرموت، ومحاولته اسقاطها بالكامل على غرار سيناريو سيطرته على محافظة شبوة في أغسطس الماضي، وقبلها عدن في اغسطس 2019م.
وقال الجبواني بمنصة "تويتر" مغردا: "منذ أن تأسس الإنتقالي المولود في ظروف مشبوهة قلنا وكتبنا مراراً وتكرراً أن هذا المكون لن يمزق اليمن فحسب ولكن سيمزق الجنوب نفسه، وهاهي بوادر التقسيم تطل بقرنيها". مضيفاً: "لا حل إلا في إطار دولة إتحادية يمنية تكون حضرموت بمحافظاتها الأربع إقليم كما نصت مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور".
تتفق تحذيرات وزير النقل السابق صالح الجبواني مع تصريحات مماثلة لقيادات جنوبية سياسية وعسكرية، بينها نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء سابقا، خالد محفوظ بحاح، تحذر من تسبب توجهات "المجلس الانتقالي" في تفجير صراع يعصف بجنوب اليمن ويكرار مآسي انفجاره في "13 يناير" 1986م الدامية، والمستمرة آثارها نارا تحت الرماد.
وخرج خالد بحاح، بالتزامن مع الذكرى 37 لمجازر "13يناير"، بتحذير نشره على منصة "توتير"، قال فيه: "ما أشبه الخطة "ب" بالبارحة!. وما يُراد لحضرموت بأن تتحول ساحة معركة لتصفية حسابات لن يقبله أبناء حضرموت من أي طرف، يعرف الحضارم طريقهم، وهم في يقظة لكل متربص". وأردف محذرا: "يكفينا ١٣ يناير واحدة !!".
تأتي هذه التحذيرات في وقت مازال جنوب اليمن يعاني من اثار اخر دورات الصراع بين قيادات جنوبية سياسية وامنية وعسكرية، التي بدأت صباح الاحد 13يناير 1986م، ايذانا لحرب اهلية دامت اسبوعين وخلفت دمارا واسعا ومجازر اعدامات دموية وحصدت ما لا يقل عن 20 الف قتيل وجريح وتشرد مئات الالاف من المواطنين.
وفقا لاجماع المصادر السياسية والعسكرية المحلية والاجنبية، فإن "خلافات شديدة بين اجنحة متنافرة ايديولوجيا داخل قيادة الحزب الاشتراكي الحاكم حينها لجنوب البلاد، فجرت صباح 13 يناير 1986 حربا دامية ببعديها القبلي والمناطقي، بين تياري "الزمرة" ويمثل قيادات ابين وشبوة، و"الطغمة" ويمثل قيادات الضالع ولحج (ردفان ويافع)، واستمرت آثارها حتى اليوم.
تفاصيل أوفى: انفجار الوضع عسكريا في عدن وضواحيها (مشاهد دامية)
تتزامن التحذيرات مع احتدام الصراع وظهوره إلى السطح بين قطبي التحالف السعودية والإمارات على بسط النفوذ في جنوب اليمن وبخاصة المحافظات الشرقية حضرموت وشبوة والمهرة، وتصادم أجندة مصالح وأطماع كل منهما على نحو بات علنياً من خلال التحركات العسكرية ودفع كل منهما بالتشكيلات الموالية لهما.
تفاصيل أوفى: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور)
ويتفق مراقبون في ان "انتهاج الانتقالي النهج القبلي والمناطقي في تشكيل سلطاته ومليشاته وفرض نفسه ممثلا وحيدا لجنوب اليمن وسعيه لاستكمال السيطرة بقوة السلاح على كامل المحافظات الجنوبية وتحديدا حضرموت والمهرة، ينذر بانفجار وشيك لرحى الصراع الجنوبي الجنوبي مجددا وبصورة ستكون اشد دموية وافدح وخامة وجسامة".