صدر قرار رئاسي وعسكري مفاجئ وصادم لملايين المواطنين بشأن مصير محافظة تعز، يقضي صراحة ببدء قوات الجيش الوطني في محور تعز، الاجراءات العملياتية لتسليم مديريات الحجرية (ريف تعز الجنوبي) والمناطق المحررة من مدينة تعز، لقوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش بتمويل اماراتي في الساحل الغربي.
جاء هذا في قرار اصدره عضو مجلس القيادة الرئاسي، طارق عفاش، ارسل نسخة منه إلى رئيس واعضاء المجلس ووزيري الدفاع والداخلية، تضمن امرا عسكريا صريحا للتنفيذ بشأن ريف ومدينة تعز، لقوات الجيش الوطني في محور تعز، باخلاء الطريق إلى ريف ومدينة تعز من اي نقاط عسكرية او أمنية وافساح الطريق امام قوات "حراس الجمهورية" لاجتياح تعز.
وكشفت وثيقة رسمية متداولة، صدرت عن مركز القيادة والسيطرة وعمليات ما يسمى "قيادة المقاومة الوطنية"، تتضمن امرا صادرا من طارق عفاش إلى محافظ تعز وقائد محور تعز، يقضي بـ "منع اي استحداثات للنقاط العسكرية أو الامنية في طريق ’المخا-الكدحة’" زاعما أنه بدعوى "منع الجبايات" في الطريق التي تم شقها وتعبيدها لتخفيف الحصار على تعز".
الامر العسكري غير المسبوق والموجه من طارق عفاش لمحافظ تعز وقائد قوات الجيش الوطني في محور تعز، تضمن تهديدا صريحا بالاشتباك عسكريا والتعامل بحسم مع اي قوات تابعة للجيش الوطني وقوات الامن التابعة لوزارة الداخلية على امتداد الطريق، وذلك بقوله في ختام الامر العسكري إنه "سيتم التعامل مع مرتكبي المخالفات بحسم".
وتتزامن هذه التحركات لقوات طارق عفاش، مع تحركات مماثلة لها باتجاه رأس العارة في لحج، بالتوازي مع ترتيباته وتوجهاته المعلنة لاستكمال السيطرة على مديريات محافظة تعز، وبدء الانتشار بريف تعز الجنوبي ومدينة تعز، تحت عنوان "شق وتعبيد طريق الكدحة-المخا لكسر الحصار عن تعز"، والجاري العمل فيه بوتيرة متسارعة.
رافق بدء شق وتعبيد طريق "الكدحة-تعز" مع اعلان "المكتب السياسي" لقوات طارق عفاش عن توجهات الاخيرة إلى "بسط نفوذ الدولة على كامل اراضيها وتفعيل مؤسساتها وانهاء حال اللادولة والانفلات الاداري والخدمي والامني في عدد من المحافظات المحررة" في اشارة صريحة إلى توجهات السيطرة على كل من تعز وعدن ولحج والضالع.
تفاصيل اوفى: تصريح هام لطارق عفاش بشأن الحسم في تعز (وثيقة)
وتأتي هذه التوجهات لقوات طارق عفاش، مصاحبة لبدء توغلها في مديريات محافظة الضالع ومحافظة لحج، الخاضعة لسيطرة مليشيات "المجلس الانتقالي"، بتوجيهات وتمكين مباشر من التحالف بقيادة السعودية، ضمن خطة انتشار مبرمج لها، يتجاوز مديريات الساحل الغربي ومديريات محافظتي تعز وعدن.
كما سبق للتحالف بقيادة السعودية، عقب ازاحته الرئيس هادي في ابريل الفائت وتشكيل مجلس قيادة رئاسي برئاسة القيادي المؤتمري رشاد العليمي وعضوية طارق عفاش، أن سلم حماية قصر معاشيق الرئاسي ومواقع هامة في العاصمة المؤقتة عدن، لقوات طارق وألوية "درع الوطن" التي تبنت السعودية تشكيلها من السلفين الموالين لها لتكون بموازاة القوات الموالية للامارات.
وتساءل سياسيون ومراقبون للشأن اليمني إذا كان شق الطريق هو كسر الحصار عن تعز كما يزعم طارق عفاش وإعلامه فلماذا تأخر 7 سنوات، ولماذا ظل طارق منذ سيطرته على المخا في 2018 يحاصر تعزعن طريق هذا المنفذ ويعتقل منتسبي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ويمنع عنهم الامدادات بزعم مكافحة تهريب السلاح.
مؤكدين في الوقت نفسه أن طارق عفاش الذي شارك مليشيا الحوثي الانقلابية بكتائب من قناصته في الهجوم على تعز وحصارها وقتل أطفالها ونسائها طوال 3 أعوام (2015-2017) هو نفسه طارق عفاش الذي يسعى منذ 4 اعوام ونيف (2018-2022) عبر خلاياه لإسقاط مدينة تعز ومديريات ريفها الجنوبي والسيطرة عليها.
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني "ظلت تسير منذ بداية 2020م باتجاه اسقاط سلطة الشرعية اليمنية ممثلة في الرئيس هادي والحكومة والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس الأسبق علي صالح بقيادة نجله احمد علي ورئاسته لجناحه في المؤتمر الشعبي، وآخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزُبيدي".