أعلنت روسيا موقفاً صادماً للسلطة الشرعية في اليمن ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، حيال الحرب في اليمن ومساعي السلام، بإصدار وزارة خارجيتها بياناً غير متوقع أكد انحياز الدولة العظمى لجماعة الحوثي الإنقلابية.
عبر عن هذا صراحة النائب الأول للمندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، في كلمة له أثناء جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن المستجدات في اليمن، مؤكدا أن بلاده تراقب الوضع في البلاد عن كثب.
وقال بوليانسكي في كلمة روسيا خلال جلسة مجلس الأمن: إن "عدم وجود تصعيد عسكري حاد يوضح بشكل لا لبس فيه الموقف العام للقوى السياسية القيادية تجاه استئناف الهدنة. غير أن التناقضات المتبادلة تعرقل تنفيذها".
مضيفاً: "في ظل هذه الظروف، من المهم للغاية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومنع الأعمال الاستفزازية، خاصة ذات الطابع العسكري، التي يمكن أن تؤدي إلى كارثة". في اشارة إلى هجمات على منشآت النفط والغاز بالسعودية.
المسؤول الروسي بوليانسكي أكد "أهمية أن يتم وضع القرارات اللازمة في إطار عملية تفاوض شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة كطريقة غير بديلة لإحلال السلام على أساس المصالح المشروعة لجميع القوى السياسية الرئيسية".
لكنه صرح برهن موسكو تحقيق السلام في اليمن بالحوار مع الجماعة الإنقلابية. زاعماً أنه "لا يمكن تحقيق الاستقرار إلا من خلال الحوار المباشر مع حركة أنصار الله، التي أصبحت لفترة طويلة "حقيقة موضوعية" لتوازن القوة العسكري السياسي القائم".
واتهم النائب الأول للمندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، المجتمع الدولي بعدم الاكتراث بالسلام في اليمن بقدر السعي لاستغلال نفطه وغازه. داعيا المجتمع الدولي إلى "أن يفعل كل ما في وسعه لإعادة السلام إلى اليمن".
موجها الاتهام للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالإنتهازية، بقوله: "في الوقت نفسه، نشهد المزيد والمزيد من الدلائل على أن زملائنا الغربيين يرون هدفهم النهائي ليس في تسوية شاملة وطويلة الأجل لعدد كبير من المشاكل التي تواجه اليمن والتي تؤثر بشكل مباشر على الدول المجاورة".
وتابع: "ولكن قبل كل شيء، في ضمان التصدير المستمر للهيدروكربونات اليمنية إلى السوق العالمية". وأردف: "نحن نعتبر أن مثل هذا النهج الانتهازي ضار للغاية بالسلام المستدام في البلاد".
في المقابل، أقر الدبلوماسي الروسي بالتواصل مع جماعة الحوثي الإنقلابية، قائلا: "نواصل تقديم كل مساعدة ممكنة للتسوية، مع الحفاظ على الاتصال مع كل من السلطات الرسمية والحوثيين. نحن نحثهم بنشاط على أهمية الاتصالات بين اليمنيين والحوار السري مع المبعوث الخاص".
وأضاف: "نأمل في أن تؤدي جهود المبعوث الأممي، بالتنسيق مع الأطراف، إلى تطوير مقترحات بناءة يمكن أن تكون بمثابة أساس ليس فقط لاستئناف الهدنة ولكن أيضاً لإطلاق سياسة سياسية كاملة. عملية وتحديث الإطار القانوني للتسوية اليمنية".
نائب ممثل روسيا في الأمم المتحدة، أكد أن "الوضع الاجتماعي والاقتصادي في اليمن لايزال الأكثر صعوبة". مشددا على "ضرورة حشد الجهود الدولية لتقديم المساعدة لجميع السكان المحتاجين دون استثناء".
وطالب التحالف بقيادة السعودية والامارات بـ "رفع أي قيود على إيصال المواد الغذائية والأدوية والسلع الحيوية الأخرى إلى جميع مناطق اليمن، وفي نهاية المطاف، رفع القيود بشكل كامل. الحصار منه".
يأتي هذا، عقب تأكيد الحكومة اليمنية "إستمرار مليشيا الحوثي الإرهابية في تعميق حجم المعاناة الإنسانية لليمنيين، ورفضها خيار السلام والدفع نحو اشعال فتيل العنف والعودة إلى مربع الصراع ".
وطالبت كلمة للحكومة ألقاها مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله السعدي،الإثنين، في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي، المجتمع الدولي بـ "استخدام كافة أدوات الضغط على الميليشيات الحوثية".
مجددا التأكيد على "تمسك المجلس الرئاسي بخيار السلام ودعم جهود الأمم المتحدة لإنهاء الصراع وتحقيق السلام المستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي في اليمن، وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار 2216".
يشار إلى أن جماعة الحوثي اعلنت موافقتها على مسودة اتفاق تمديد الهدنة وترتيبات انهاء الحرب في اليمن ورفع القيود على الموانئ والمطارات وفتح الطرقات واستئناف صرف رواتب الموظفين من ايرادات النفط والغاز، واطلاق الاسرى،