أطلق مسؤول حكومي مفاجأة غير متوقعة وصادمة بكشفه عن خفايا مسار المفاوضات التي ترعاها سلطنة عُمان، بين المملكة العربية السعودية ومليشيا الحوثي، وبخاصة مصير محافظة مارب وإيراداتها، على نحو يبرر موقف الجيش الوطني الرافض مُسبقا لنتائج المفاوضات.
جاء هذا في تصريحات للمستشار الإعلامي بالسفارة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، سابقا، ورئيس مركز دراسات وصحيفة "هنا عدن" الناشط السياسي والاعلامي الجنوبي، انيس منصور، عن بنود المفاوضات، نشرها فجر الاثنين، على منصة التدوين المصغر "تويتر".
وقال منصور: إن "بنود السلام التي تقودها السلطنة في اليمن تشمل الموافقة على صرف رواتب الموظفين اليمنيين في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين من عائدات النفط والغاز وفق ميزانية 2014، وفتح المطارات والموانئ والطرق، والإفراج عن كل الأسرى، ومعالجة الملف الإنساني بشكل كامل".
مضيفا في تغريدة اخرى: "ايرادات محافظة مارب الغازية والنفطية ستسلمها السعودية للحوثيين باتفاق مع سلطة مارب عبر لجنة محلية مشتركة وهناك خيار استلام وتسليم رسمي بين مارب والحوثي او الزام سلطة مارب دفع مبلغ فصلي لحساب البنك المركزي صنعاء هذه الخيارات تم الاتفاق عليها".
أكد هذا المسار للمفاوضات الجارية بين الرياض وصنعاء عبر الوسيط العماني والمبعوث الاممي الى اليمن هانس غروندبرغ، تصريحات مليشيا الحوثي بشأن نتائج محادثات الوفد العُماني الذي انهى زيارته الرابعة لصنعاء الاحد، واعلانها أن مشاورات الوفد مع قياداتها أفضت إلى اتفاق بين الجانبين .
ونقلت قناة "المسيرة" الناطقة باسم جماعة الحوثي، عن الناطق الرسمي للجماعة ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبد السلام، لدى مغادرته برفقة الوفد العُماني إلى مسقط، قوله: "استمرارا للجهود التي يبذلها الأشقاء في سلطنة عُمان غادر الوفد الوطني إلى مسقط بعد إجراء نقاشات جادة وإيجابية".
مضيفاً في تأكيد التسريبات والانباء المتداولة عن التوصل إلى مسودة اتفاق لتمديد الهدنة واستئناف مفاوضات السلام: أن "النقاشات جرت حول الترتيبات الإنسانية التي تحقق للشعب اليمني الاستقرار وتمهد للسلام الشامل والعادل وإنهاء العدوان والحصار"، حد تعبيره.
في المقابل، فاجأت قيادة الجيش الوطني التحالف بقيادة السعودية والامارات، والمجتمع الدولي، الاحد، بإعلان ناري، تضمن رفض الجيش مُسبقا للنتائج المرتقبة والمتداولة للمفاوضات مع جماعة الحوثي الانقلابية بواسطة سلطنة عُمان ورعاية المبعوث الاممي، والتي تتحدث عن "اتفاق سار" يتضمن تمديد الهدنة بشروط الحوثيين.
تفاصيل اوفى: قيادة الجيش تفاجئ التحالف والعالم بهذا الاعلان العاجل
تأتي هذه التطورات، بالتوازي مع تأكيد الحكومة المعترف بها دوليا، التسريبات والانباء المتداولة عن اعلان سار مرتقب الاثنين المقبل، بشأن اتفاق ترقبه اليمنيون طويلا منذ بدء الحرب المتواصلة للسنة الثامنة على التوالي، يتضمن انفراجا كبيرا للمعاناة التي تثقل كواهلهم بلا استثناء، في عموم البلاد.
تفاصيل اوفى: الحكومة تؤكد انباء اعلان اتفاق سار وتاريخي الاثنين (تفاصيل)
وعزز هذا الإعلان الحكومي ما سبق للرحبي كشفه الخميس بشأن "احراز تقدم كبير" في عدد من الملقات وبخاصة الاقتصادية والانسانية. في اشارة إلى انفراج مرتقب على صعيد انتظام صرف رواتب موظفي الدولة بعموم البلاد وفتح المطارات والموانئ والطرقات.
تفاصيل أوفى: الحكومة تعلن هذا "التقدم" بالمفاوضات مع الحوثيين (وثيقة)
يتزامن هذا، مع كشف دبلوماسيين وسياسيين عمَّا وصفوه "اعلانا هاما وتاريخيا" مرتقبا بشأن الحرب في اليمن، قالوا أن المبعوث الاممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ سيصدره يوم غد الاثنين، من العاصمة صنعاء، بالتزامن مع انعقاد جلسة خاصة لمجلس الامن الدولي بشأن اليمن.
تفاصيل أوفى : المبعوث الاممي يعلن الاثنين من صنعاء هذا القرار (تفاصيل حصرية)
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.