اتخذت المملكة العربية السعودية موقفا رسميا مفاجئا من حليفتها دولة الامارات، يعلن عن اندلاع ازمة سياسية بين البلدين، تنذر تداعياتها بقطع العلاقات، على خلفية تطورات الاحداث في اليمن وفي مقدمها انفراد الرياض بقرار المضي في المفاوضات الجارية مع جماعة الحوثي عبر وساطة عمانية، باتجاه انهاء الحرب.
ونقلت صحيفة "إمارات ليكس" المتخصصة في شؤون الامارات والانفراد بخفاياها، عن مصدر دبلوماسي خليجي "تنامي مؤشرات توتر العلاقات بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس دولة الامارات محمد بن زايد".
المصدر كشف أن أول بوادر تصاعد الخلافات تمثل في "رفض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تلبية دعوة رسمية من محمد بن زايد لحضور اللقاء التشاوري العربي الذي عقد نهاية الأسبوع الفائت في مدينة أبوظبي".
وأكد المصدر الدبلوماسي الخليجي في حديثه للصحيفة أن "ولي العهد السعودي تجاهل الدعوة الإماراتية ولم يرد عليها وفق الأعراف الدبلوماسية المعمول بها، كما رفض إيفاد أي ممثل للمملكة لحضور اللقاء التشاوري".
بدا لافتا تغيب السعودية عمَّا سمي "لقاء تشاوريا"، استضافه محمد بن زايد، بمشاركة قادة كل من قطر وسلطنة عمان والبحرين والأردن ومصر، وكُرس لـ "بحث التعاون الامني في المنطقة وتأمين الملاحة البحرية".
ويأتي هذا الموقف السعودي من الامارات، متزامنا مع احتدام صراع النفوذ بينهما في جنوب البلاد، وبخاصة في حضرموت والمهرة، واصرار الامارات على اخضاعها لسيطرة التشكيلات العسكرية المحلية الممولة منها.
كما يفسر هذا التوتر بين الرياض وأبوظبي - بنظر مراقبين يمنيين وعرب للشأن اليمني - اندفاع السعودية باتجاه الخروج باتفاق وضمانات من المفاوضات الجارية مع جماعة الحوثي الانقلابية، عبر وساطة عمانية.
وتواصل المملكة العربية السعودية منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.