فاجأت الامارات علنا ولأول مرة، طارق عفاش، قائد قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، والمُعين من التحالف عضوا بمجلس القيادة الرئاسي، بكشف فضيحة مجلجلة وصادمة له ولعمه الرئيس الاسبق علي صالح عفاش.
وأعاد حديث طارق وإعلامه عن الارهاب، إلى الواجهة، تقريرا معلوماتي مثيرا، كانت نشرته قناة "سكاي نيوز عربية" الاماراتية، عن ارتباط الرئيس الاسبق علي صالح عفاش ونظامه بما فيه طارق وشقيقه وكيل جهاز الامن القومي سابقا عمار عفاش، بتنظيم "القاعدة".
وفقا للتقرير المنشور تحت عنوان "علي عبدالله صالح والقاعدة.. تحالف الشيطان"؛ فقد أكدت القناة الاخبارية الاماراتية أن الرئيس الاسبق علي صالح عفاش ونظامه راعي التنظيمات الارهابية في اليمن وحليفها الابرز طوال عشرات السنين، لجني مصالح غير مشروعة.
وأفادت بأن تقريرا لبعثة خبراء من الأمم المتحدة "كشف بعضا من تلك المناورات والتكتيكات، خاصة علاقة صالح بجماعات إرهابية يستخدمها كأذرع داعمة له من أجل تخريب اليمن والعبث بأمنه وتقويض استقراره وتعطيل أي بادرة بناءة لإرساء قواعد السلم في البلاد".
وأوضحت أن التقرير"أكد تواطؤ صالح وأفراد عائلته والصلات الوثيقة التي تربطه مع تنظيم القاعدة الإرهابي وزعمائه في اليمن". منوهة بأن "وزير دفاع المخلوع آنذاك محمد ناصر أحمد، عقد لقاءات عدة جمعت صالح بسامي ديان زعيم تنظيم القاعدة لوقف العمليات العسكرية ضد التنظيم في أبين".
ونقلت القناة عن التقرير أن "أوامر عسكرية صدرت في مايو 2011 من يحيى صالح، وهو ابن شقيق صالح والمسؤول عن وحدة مكافحة الإرهاب في أبين، بانسحاب القوات العسكرية نحو العاصمة صنعاء، مما سهل لتنظيم القاعدة شن هجوم على المحافظة والسيطرة عليها حتى منتصف عام 2012".
مشيرة إلى أن "بعض الروايات عن زعماء في تنظيمات متشددة أفادت أن صالح كان يشرف على تلقين السجناء من تنظيم القاعدة في اليمن الأقوال والشهادات التي يتعين عليهم الإدلاء بها أمام المحققين الأميركيين الذين يتناوبون على التحقيق معهم، حسبما أوردت وسائل إعلام محلية يمنية".
وأكدت القناة الاماراتية أن "المخلوع صالح، ظل يحاول الزج بكل الأوراق سواء على صعيد العمل العسكري أم السياسي في إرباك وتعقيد المشهد اليمني من خلال مناصريه في حزب المؤتمر الشعبي العام. تحتى اتهمته لجنة العقوبات التابعة لمجلس الامن في نوفمبر 2014 بأنه منخرط في أفعال تقوض السلام في اليمن".
القناة لفتت إلى أنه "وبحسب تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة الصادر في سبتمبر 2014، فإن المخلوع صالح يدعم الأعمال التخريبية وأعمال العنف بتقديم الدعم المالي والسياسي وعبر قنوات مختلفة. ويستخدم عملاء له في تنظيم القاعدة لتنفيذ عمليات التصفية الجسدية واستهداف المرافق العامة والعسكرية لإضعاف الرئيس هادي".
مختتمة بتأكيدها: وككل الأنظمة الشمولية الدكتاتورية، يحاول صالح وزمرته خلق مشهد مربك وحالة من السخط والتذمر داخل شرائح المجتمع اليمني وأطيافه السياسية وترسيخ فكرة "اللا بديل" عن سلطته لدى أذهان العامة حيث كانت قادرة، بنهج سياسة التواطؤ، على الادعاء بلجم "البعابع" الإرهابية من تنظيم القاعدة وتحجيم سطوة ميليشيا الحوثي في البلاد، خداعا وزيفا باطلا.
وتتزامن عودة هذا التقرير الاماراتي المثير إلى الواجهة عبر سياسيين وناشطين اعادوا تداوله، مع رفع وكالة الاستخبارات الامريكية (CIA) السرية عن وثائق تكشف لأول مرة الارتباط بين عفاش ونظامه بتنظيم "القاعدة" وزعيمه اسامة بن لادن، بعلاقة تحالف، ودفاع الأخير عن النظام السابق في مواجهة ثورة الشباب الشعبية السلمية 2011م
ويأتي رفع وكالة الاستخبارات الامريكية، غطاء السرية عن هذه الوثيقة، ليؤكد الاتهامات التي ظل ينكرها نظام علي عفاش، عن رعايته تنظيم القاعدة وعناصره عبر ابني شقيقه محمد عبدالله صالح عفاش، طارق وعمار، وموقع الاخير وكيلا لجهاز الامن القومي سابقا، واستخدام التنظيم لتنفيذ مآرب عفاش السياسية والاقتصادية، وعلى رأسها ابتزاز المجتمع الدولي ودول الجوار اموالا طائلة تقدر بمليارات الدولارات تحت شعار "دعم مكافحة الارهاب".
يشار إلى أن مراكز دراسات غربية واقليمية، اتفقت ابحاثها ذات العلاقة، في التوقف عند توقيت غالبية هجمات تنظيم القاعدة في اليمن، وتزامنها مع اهداف انية لنظام عفاش، كأن تستبق صدور قوانين أو اجراءات امنية قمعية او انتخابات او حدوث عجز كبير في الموازنة وتبريره باستهداف المنشآت النفطية، أو عقد مؤتمرات مانحين أو زيارات خارجية له لطلب المساعدات، بينما تغيب كليا في احداث يرعاها النظام، بينها بطولة "خليجي 20" في عدن وابين.