أزاح مسؤولون ودبلوماسيون يمنيون وخليجيون الستار رسمياً عمَّا خلصت إليه المفاوضات غير المباشرة بين السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية، مؤكدين "الانتهاء من صياغة اتفاق تجديد الهدنة كأساس لوقف دائم لإطلاق النار في اليمن"، وموضحين استيعاب بنود الاتفاق الجديد للمطالب المطروحة في الملفين الانساني والاقتصادي، وبخاصة رواتب الموظفين ومطار صنعاء وميناء الحديدة وفتح الطرقات وإطلاق الاسرى.
وأفاد الدبلوماسيون والمسؤولون اليمنيون والخليجيون أن "اتفاق الهدنة الجديد، قد يعلن خلال ساعات أو أيام على الاكثر". كاشفين أن ما يؤخر هذا هو "مداولات جارية بين مختلف الاطراف بشأن ضمانات الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق، وبعض النقاشات حول آليات تزمين تنفيذ بنود الاتفاق وبما يمنع تكرار التجاوزات التي حدثت في اتفاق الهدنة السابق". المعلن من الامم المتحدة مطلع ابريل الماضي والذي جرى تمديده مرتين حتى مطلع اكتوبر الفائت.
مؤكدين في احاديث متفرقة أنه "تم استكمال البند المتعلق بالجوانب الإنسانية، وهناك تفاصيل تتعلق بضمانات تنفيذ ما جاء فيه، وآلية واضحة للمواعيد الزمنية في طريقها إلى الإنجاز، حتى لا يتنصل الحوثيون من التزاماتهم". مضيفةً نقلاً عن سياسيين يمنيين أن "نصوص الاتفاق مرتبطة بالدخول في محادثات سياسية لاستئناف العملية السياسية بمشاركة مختلف الاطراف، وأخرى مرتبطة بمراقبين دوليين ومحليين لمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار".
واتفق الدبلوماسيون والمسؤولون في احاديثهم، بأن "المسودة الجديدة للاتفاق عملت على استيعاب الصعوبات التي واجهت اتفاقات سابقة خاصة فيما يرتبط بفتح الطرقات الواقعة على خطوط التماس، والاستعاضة عن ذلك في المرحلة الأولى بفتح الطرق الثانوية، وزيادة الرحلات التجارية من مطار صنعاء، وتحدثت عن آلية تنفيذية لبند رواتب الموظفين تتضمن فتح حسابات بنكية خاصة بالرواتب في مناطق سيطرة الحوثيين بما يضمن وصولها للموظفين".
وأشاروا إلى أن "الآلية التنفيذية لاتفاق الهدنة الجديد يتضمن بندا خاصا بإطلاق الاسرى، يعيد تفعيل الاتفاق بهذا الشأن الذي تضمنه اتفاق ستوكهلوم في السويد (ديسمبر 2018م)، ومشاركة منظمات غير حكومية ونشطاء مستقلين ضمن لجان معنية بمراقبة مدى التزام الأطراف بتعهداتها". وغير ذلك مما سبق أن سربته صحيفة "البيان" الاماراتية الناطقة باسم النظام الاماراتي، في تقرير بعنوان ""لمسات أخيرة لتجديد الهدنة في اليمن"، نشرته الاربعاء
سبق التسريبات الاماراتية، كشف أكبر الاجهزة القطرية نفوذا في العالم، عن تفاصيل ما يدور منذ اسابيع بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، وحقيقة الانباء والتسريبات المتداولة عن التوصل إلى اتفاق تمديد الهدنة يستوعب شروط الحوثيين، وبدء ترتيبات انهاء الحرب.
ويتزامن هذا، مع نشر سياسيين يمنيين بارزين، نص مسودة "اتفاق الحل الشامل في اليمن"، المطروح الان على مختلف اطراف الحرب، متضمنة المسار السياسي وخطواته والمسار الانساني واجراءاته، بعد تجديد اتفاق الهدنة كأساس لوقف اطلاق النار من مختلف الاطراف في جميع انحاء البلاد تمهيدا لترتيبات انهاء الحرب في اليمن واحلال السلام.
في السياق، كشفت وسائل اعلام في العاصمة البريطانية لندن، عن معلومات بالغة الحساسية، بشأن سلطات إدارة البلاد ضمن مسار ترتيبات السلام المطروحة في المفاوضات الجارية بين السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عمانية، ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن.
تأتي هذه التطورات، عقب اعلان جماعة الحوثي الانقلابية ولأول مرة قبولها بالاحتكام لإرادة الشعب في صناديق الانتخابات، واعلان حكومة الانقلاب الحوثي المؤتمري، انتهاء بدء السلام مع السعودية، وارسالها لأول مرة رسالة مباشرة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تضمنت إشادة وثناء على ما سمته "افضل وأقوى قرار" اتخذه منذ بدء "عاصفة الحزم" بقيادته.