تحمل الايام المقبلة انباء سارة لعشرات الملايين من اليمنيين، بشأن الرواتب المتأخرة لموظفي الدولة منذ بدء انقطاعها في سبتمبر 2016م وحتى نهاية العام 2022م، وما يخص جدولة صرفها لموظفي الدولة وآليته التنفيذية، ضمن المفاوضات الجارية لتجديد الهدنة وتوسيع اتفاقها لتشمل رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات وإطلاق الاسرى.
وتداول ناشطون اقتصاديون وماليون، على نطاق واسع بمنصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، نص ما سمَّوه "الاتفاق بشأن بند رواتب الموظفين"، يتحدث عن الاتفاق على صرف جميع الرواتب المستحقة وغير المدفوعة لجميع موظفي الدولة منذ بداية الحرب وحتى نهاية العام الماضي، وفقا لكشوفات الخدمة المدنية للعام 2014م.
مشيرا إلى أن "الاتفاق قضى باعتماد صرف الرواتب المتأخرة بالعملة الصعبة، لما كان يعادله الراتب بالدولار الامريكي عام 2014م (215 ريالا)، وارسال 3 رواتب متأخرة بجانب راتب كل شهر جديد الى حسابات الموظفين في بنك التسليف التعاوني والزراعي (كاك بنك) وبنك الكريمي عبر فروعهما في عموم محافظات البلاد".
وجاء في نص "اتفاق بند رواتب الموظفين" المتداول على نطاق واسع أن الاتفاق يقضي أيضا بأن يتم الصرف للجميع الرواتب المتوقفة دون اعتماد ما صرف لبعض قطاعات الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين وما صرفته سلطات الجماعة من نصف راتب لوقوع اخطاء في الصرف وسقوط اسماء الكثيرين وعدم انتظام الصرف".
متحدثا في الوقت نفسه، عن تضمن هذا الاتفاق المتداول نصا يقضي بأنه "لا يحق لأي طرف من اطراف الحرب اشتراط الدوام لصرف الرواتب المتأخرة وراتب كل شهر جديد يلي اعلان الاتفاق وسريانه لجميع موظفي الدولة في مختلف المحافظات، حتى يتم توقيع اتفاق ينهي الحرب في عموم اليمن ويسري تنفيذه رسميا بعموم البلاد".
وبشأن الموارد المالية لتغطية صرف الرواتب المتأخرة والتي تبلغ 84 راتبا خلال 7 سنوات وانتظام صرف الرواتب لجميع الموظفين اعتبارا من هذا العام، جاء في نص "اتفاق بند رواتب الموظفين"، أن "الاتفاق قضى بصرف الرواتب من ايرادات النفط والغاز كما كان عام 2014م وتغطي دول التحالف العجز ضمن تعويضات الحرب".
وفقا لما يتضمنه هذا الاتفاق - في حال صحته وأُعلن رسميا - فإن اليمنيين سيسددون ديونهم المتراكمة منذ بدء الحرب باستلام ملايين الريالات، وبواقع (3360000) ريال حسب راتب الربط لدى التوظيف لحملة المؤهلات الجامعية (40000 ريال)، ويتصاعد المبلغ بحسب المجموعة الوظيفية التي بلغها كل موظف في هيكل الخدمة المدنية.
يأتي هذا بالتزامن مع كشف جمهورية روسيا الاتحادية رسمياً عن التوصل إلى اتفاق سلام في اليمن، قالت إنه سيعلن خلال ساعات، واعتبرته محصلة مفاوضات مكثفة بين أطراف الحرب دامت لشهرين بوساطة عمانية ورعاية المبعوث الأممي إلى اليمن، وضغط واسع من المجتمع الدولي.
وأزاح مسؤولون ودبلوماسيون يمنيون وخليجيون الستار رسمياً عمَّا خلصت إليه المفاوضات غير المباشرة بين السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية، مؤكدين "الانتهاء من صياغة اتفاق تجديد الهدنة كأساس لوقف دائم لإطلاق النار في اليمن"، وموضحين استيعاب بنود الاتفاق الجديد للمطالب المطروحة في الملفين الانساني والاقتصادي، وبخاصة رواتب الموظفين ومطار صنعاء وميناء الحديدة وفتح الطرقات وإطلاق الاسرى.
وتواصل السعودية منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.