العليمي

لأول مرة .. السعودية تكشف اطماعا اماراتية صهيونية بالبحر الاحمر (وثيقة)

قبل 2 سنة | الأخبار | اخبار الوطن

كشفت المملكة العربية السعودية، ولأول مرة، عن جانب من الضغوطات الامريكية الاسرائيلية التي تتعرض لها لإرغامها على اللحاق بقطار التطبيع. ووجهت اتهامات مباشرة إلى الامارات بالسعي إلى تمرير "اطماع صهيونية" في مضيق باب المندب والبحر الاحمر، عبر نفوذها والتشكيلات العسكرية التابعة لها في اليمن.

عبَّر عن هذا، سياسيان سعوديان بارزان، وعضوان في أبرز المرجعيات الاكاديمية الاستشارية للنظام السعودي في الشؤون السياسية والاستراتيجية. أكدا اضطلاع الامارات بأدوار مشبوهة في اليمن تسعى عبر نفوذها في اليمن للسيطرة على مضيق باب المندب والملاحة في البحر الاحمر.

وقال السياسي السعودي البارز، عضو مجلس ادارة "الجمعية السعودية للعلوم السياسية"، سليمان العقيلي: إن "هناك فئتان بعدن تعملان للمصالح الاجنبية ضد امن الخليج والجزيرة العربية: - ادوات الضاحية الجنوبية ولونهم السياسي معروف!. - وعملاء المشروع الصهيو امريكي!".

مضيفا في تغريدة على حسابه بمنصة "توتير" تتهم "المجلس الانتقالي" بأنه من "ادوات الضاحية" و"عملاء المشروع الصهيو امريكي"، قائلا: "وكلا الجهتان لهما اطماع في باب المندب وخليج عدن والمنطقة ومن ذلك تطويق السعودية بالاخطار!". حسب تأكيده في تعليقه على "الانتقالي".  

وجاءت تغريدة المحلل السياسي السعودي، المقرب من الديوان الملكي السعودي، سليمان العليقي، في سياق تعليقه على تغريدة للكتاب السياسي السعودي علي العريشي تتحدث عن "المجلس الانتقالي" وشن قيادات هيئاته وسياسييه وناشطيه حملة شعواء ضد المملكة والحكومة اليمنية.  

عزز هذا الكشف، رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث، المحلل السياسي المُرَخص من الهيئة السعودية للاعلام المرئي والمسموع (@gcamsa)، الدكتور تركي القبلان، في تغريدة على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر"، أكد فيها الاهمية المحورية لمضيق باب المندب للسعودية ودول الخليج.

وقال القبلان: "أنظر للخليج العربي (كنطاق) محدود وضيق ويشكل حالة اختناق غير أن بيئته الغير مستقرة هي ما تعلي من شأنه أمنياً للحفاظ على المكتسبات الاقتصادية، والبحر الأحمر (كمجال) حيوي أوسع وبالتالي تدعيم المجال لتحقيق التوازن الاستراتيجي بين شطري النطاق والمجال".

مضيفا في بيان الاهمية البالغة لمضيق باب المندب والبحر الاحمر وتجاوزها بعشرات الاضعاف اهمية مضيق هرمز والخليج العربي، على المستويين الاقتصادي والسياسي وكذا الامن القومي للمملكة العربية السعودية بقوله: "ويندرج تحتهما (شطري نطاق الخليج ومجال المندب) تفاصيل كثيرة".  

وعمم سياسيون سعوديون على منصات التواصل الاجتماعي تغريدات وتدوينات تهاجم ما اعتبرته تطاول "المجلس الانتقالي الجنوبي" على المملكة، وتمرده على مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، تتهمه بالعمالة لإيران ومشاريعها، ومذيلة بهاشتاقات الحوثية_الفارسية والضاحية_الجنوبية.

جاءت الحملة في سياق رد المملكة العربية السعودية على الحملة الشعواء التي تشنها قيادات المجلس الانتقالي وهيئاته وسياسييه وناشطيه ضد المملكة وحكامها، على خلفية تبنيها دعم الاستقرار في المحافظات المحررة بتمويل انشاء قوات عسكرية جديدة تابعة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي.

وهددت المملكة صراحة، على لسان عدد من كبار كتابها ومحلليها السياسيين والعسكريين المشهورين، "المجلس الانتقالي" بإجراءات رادعة وحاسمة، تحجمه وتعيده إلى حجمه الطبيعي قبل دعم التحالف بقيادة السعودية والامارات وتمكين الاخيرة له سياسيا وعسكريا، بل واقتلاعه ومحوه من الوجود.  

وفتح "المجلس الانتقالي الجنوبي" النار على المملكة العربية السعودية، وبدأ حملة شعواء تنفذها قياداته وهيئاته وسياسييه وناشطيه، تهاجم سياسات المملكة ولا تستثني حكامها، بالاتهامات والنعوت الجريئة، الهازئة بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والمتحدية له بتهديدات مباشرة.  

يأتي هذا بعدما أمهلت المملكة العربية السعودية، "المجلس الانتقالي الجنوبي" 84 ساعة، لاستكمال سحب مليشياته واخلاء معسكراته في واحدة من اهم محافظات الجمهورية، ايذانا لإنهاء التوتر الناشب فيها.  

وجاء تبني السعودية الاشراف المباشر على عملية اجلاء مليشيا "المجلس الانتقالي" والفصائل المسلحة الموالية له مما يسمى "النخبة الحضرمية"، والممولة من الامارات؛ عقب يوم صدور قرار جمهوري بإنشاء قوات "درع الوطن".

وتبنت السعودية منذ مطلع العام الماضي، تمويل تشكيل جيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "قوات العمالقة الجديدة" قبل ان يستقر تسميتها "قوات درع الوطن"، جرى تأسيس 7 ألوية منها حتى الان، وتجنيد قوامها من السلفيين في المحافظات الجنوبية، لتكون بموازاة التشكيلات التي مولتها الامارات وأخلت بالاستقرار بالمحافظات المحررة.

تزامن هذا التوجه السعودي، مع احتدام صراع النفوذ بين السعودية والامارات في المحافظات اليمنية المحررة الجنوبية والشرقية، وبصورة اكبر شبوة وحضرموت والمهرة، وإصرار الامارات على اخضاعها لسيطرة التشكيلات العسكرية المحلية الممولة منها والتابعة لذراعها السياسي والعسكري (المجلس الانتقالي الجنوبي)، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها ومصالحها.  

يشار إلى أن الهجوم اللاذع من قيادات وسياسيي وناشطي "المجلس الانتقالي"، ضد السعودية ورئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة، تأتي تعبيرا عن رفض تحجيم النفوذ العسكري للمجلس الانتقالي، واحتواء تصعيده وكبح سعيه ومليشياته باتجاه فرض انفصال جنوب البلاد، الذي ينادي به ويحظى بدعم سياسي ومالي واعلامي مباشر من الامارات.