استعار "المجلس الانتقالي الجنوبي" الممول من الامارات، لرئيسه عيدروس الزُبيدي، أحد اشهر القاب الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، إبان مواجهته عاصفة "الربيع العربي" وهتافات "ارحل" بساحات ثورة الشباب الشعبية السلمية (11 فبراير)، مثيرا موجة سخرية واسعة، تعكس في الوقت نفسه وضع "الزُبيدي" وانباء منعه من العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن.
واتفقت قيادات هيئات "الانتقالي" وسياسيوه وناشطوه في تعميم تغريدات وتدوينات على منصات التواصل الاجتماعي، تصف رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزُبيدي، بأنه "جبل"، مع عبارات أغنية المغني الاماراتي حسين الجسمي: "شوف الجبل واقف ولاهزته ريح، شوف القمر عالي ولايمكن يطيح"، والتي عممها اعلام النظام السابق على رئيسه علي عفاش.
جاء بين ابرز المشاركين في هذه الحملة من جانب "المجلس الانتقالي"، عضو الهيئة الاعلامية للمجلس ومراسل قناة "سكاي نيوز" الاماراتية في اليمن، صلاح بن لغبر. عبر نشره صورة لعيدروس الزُبيدي، مع عبارة "شوف الجبل ..". مفجرا موجة سخرية واسعة بين اوساط الجنوبيين انفسهم، قبل غيرهم. عبرت عنها تعليقاتهم التي وصفته بأنه "جبل جليدي أو شمعي"!.
وقال الناشط الجنوبي عماد الخضر: "هذا ليس جبل فقط. هذا سلسة جبال مترابطة عميقة في كوكب الارض". بينما علق الناشط الجنوبي @SaddamHamzah قائلا: "أجهل القوم فيهم وأخونهم اصبح جبل. سبحان الله في أي زمن أصبحنا. راح من كل شي أجمله. راح زمان سالم ربيع والأوفياء الأحرار وأصبحنا في زمن الفئران التي تتسابق على الفتات".
من جهته، قال الناشط الجنوبي @Yaseen8383 معلقا بأن عيدروس الزُبيدي: "الجبل الذي لم يهتز من مكانه ولا يتحرك في جميع الاتجهات الجبل الشامخ هو الجبل الثابت في مكانه وليس الجبل الذي يوجد له كفرات يمشي بهم في مكان غيره". متفقا في هذا الطرح مع كثير من الناشطين المنتمين إلى المحافظات الجنوبية، والمؤيدين للزُبيدي ومجلسه الانتقالي.
وبالمثل عبر الناشط الجنوبي، العكبري @Mazbry1 عن موقف قطاع واسع من اتباع "المجلس الانتقالي" بقوله مستنكرا تمجيد عيدروس الزُبيدي: "تطبل وتزمر لمن ؟؟خليك في الأهم يا صلاح انت داري وانا داري الرجل مسكين يرحم في من استأسده !!". وأردف: "فرض أمر واقع عيدروسي". وعلق اصيل فدعق بقوله: "قرد الجبل يبحث عن الدوم وأنت صادق ????".
بدوره تساءل الناشط الجنوبي عيسى التميمي ابواصيل @altmimi161: "وين راح الجبل ....الفندق. القنوب مستنيه وعجبه الوضع هناك". وقال الناشط ابو احمد بن علي @abwahmdbnly4: "تمخض فارآ ههههههههه وين الجنوب قالي حبل". ووافقه الناشط naji abdullah بقوله ساخرا: "جبل اغبر مثل كاتب التغريدة , اغبر في اغبر. يساوي اغبران".
في المقابل، نصح الناشط @E_Yemeni1962 سياسيي وناشطي "الانتقالي" قائلا: "والله كانوا يطبلوا لعلي عبدالله صالح بنفس الاغنية شوف الجبل واقف.. ومافيش كم سنة والجبل شلوه بالبطانية. شكلهم بيحسبوه جبل وبالاخير طلع جمل". وأردف: "بس ماشي ملامة مع التعصب سمعوها جبل.. ولوما طاح عرفوا انها جمل ????. الدور واجي على حقكم ???? يا جبل????".
ومن جانبه قال مراد الجابري @boiat2233 معلقا: "حفره حفره تليق فيه الجبل صعب عليك انت هو مستحيل يكون هالمخلوق جبل او يتصف بالزعامه تمباكي طر حها لكم وراح بن لصفر مايحتاج تلمع شخص منتهي صفر اليدين ماقدم شي غير اوهام واحلام قطعت زيارتك ايش صار باضت الدجاج ????????????". وأردف: "اذا المتحدث مجنون المستمع عاقل".
كذلك الناشط الجنوبي، جلال العزاني @GalalAliAlazani اتفق مع العشرات ممن علقوا على تغريدة القيادي في هيئة اعلام "الملجس الانتقالي"، صلاح بن لغبر، وسخريتهم من وصفه عيدروس الزبيدي بـ "الجبل"، في كتابة: "ههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههه جبل تنبل".
تترافق هذه الحملة من جانب قيادات هيئات وسياسيي وناشطي "الانتقالي" مع تصاعد التوتر والملاسنات وتبادل الاتهامات بينهم وبين سياسيين سعوديين عمموا على منصات التواصل الاجتماعي تغريدات وتدوينات تهاجم ما اعتبرته تطاول "الانتقالي" على المملكة، تتهمه بالعمالة لإيران ومشاريعها، ومذيلة بهاشتاقات #الحوثية_الفارسية و#الضاحية_الجنوبية.
وهددت المملكة صراحة، على لسان عدد من كبار كتابها ومحلليها السياسيين والعسكريين المشهورين، "المجلس الانتقالي" بإجراءات رادعة وحاسمة، تحجمه وتعيده إلى حجمه الطبيعي قبل دعم التحالف بقيادة السعودية والامارات وتمكين الاخيرة له سياسيا وعسكريا، بل واقتلاعه ومحوه من الوجود.
وفتح "المجلس الانتقالي الجنوبي" النار على المملكة العربية السعودية، وبدأ حملة شعواء تنفذها قياداته وهيئاته وسياسييه وناشطيه، تهاجم سياسات المملكة ولا تستثني حكامها، بالاتهامات والنعوت الجريئة، الهازئة بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والمتحدية له بتهديدات مباشرة.
يأتي هذا بعدما أمهلت المملكة العربية السعودية، "المجلس الانتقالي الجنوبي" 84 ساعة، لاستكمال سحب مليشياته واخلاء معسكراته في واحدة من اهم محافظات الجمهورية، ايذانا لإنهاء التوتر الناشب فيها.
وجاء تبني السعودية الاشراف المباشر على عملية اجلاء مليشيا "المجلس الانتقالي" والفصائل المسلحة الموالية له مما يسمى "النخبة الحضرمية"، والممولة من الامارات؛ عقب يوم صدور قرار جمهوري بإنشاء قوات "درع الوطن".
وتبنت السعودية منذ مطلع العام الماضي، تمويل تشكيل جيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "قوات العمالقة الجديدة" قبل ان يستقر تسميتها "قوات درع الوطن"، جرى تأسيس 7 ألوية منها حتى الان، وتجنيد قوامها من السلفيين في المحافظات الجنوبية، لتكون بموازاة التشكيلات التي مولتها الامارات وأخلت بالاستقرار بالمحافظات المحررة.
تزامن هذا التوجه السعودي، مع احتدام صراع النفوذ بين السعودية والامارات في المحافظات اليمنية المحررة الجنوبية والشرقية، وبصورة اكبر شبوة وحضرموت والمهرة، وإصرار الامارات على اخضاعها لسيطرة التشكيلات العسكرية المحلية الممولة منها والتابعة لذراعها السياسي والعسكري (المجلس الانتقالي الجنوبي)، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها ومصالحها.
يشار إلى أن الهجوم اللاذع من قيادات وسياسيي وناشطي "المجلس الانتقالي"، ضد السعودية ورئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة، تأتي تعبيرا عن رفض تحجيم النفوذ العسكري للمجلس الانتقالي، واحتواء تصعيده وكبح سعيه ومليشياته باتجاه فرض انفصال جنوب البلاد، الذي ينادي به ويحظى بدعم سياسي ومالي واعلامي مباشر من الامارات.