تفصل مدينة تعز وريفها الجنوبي، ساعات على اجتياح عسكري هو الاكبر تنفذه بدعم وضوء اخضر من التحالف بقيادة السعودية والامارات، قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش بتمويل اماراتي في الساحل الغربي للبلاد، بعد استكمال الاخيرة، في زمن قياسي، شق وتعبيد طريق "المخا-الكدحة" بمواصفات عسكرية لمرور الآليات العسكرية الثقيلة.
أكدت هذا مصادر محلية وعسكرية متطابقة في مديرية المخا، التي يتخذها طارق عفاش، مقرا مركزيا لقواته والتشكيلات المسلحة الاخرى ضمن ما يسمى "القوات المشتركة" الممولة من الامارات. موضحة أن "انتهاء الاعمال الإنشائية في طريق الكدحة المخا اقترب ويوشك على الانتهاء بعد تكريس مئات الاليات الثقيلية لاستكمال اعمال شقها وتعبيدها بمواصفات عسكرية عالية جدا".
وبدأ قبل ايام، تنفيذ اوامر أصدرها طارق عفاش، قائد قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، بإرسال عشرات الاليات ايذانا لبدء عملية اجتياح ريف تعز الجنوبي وصولا إلى احكام السيطرة على مدينة تعز، لتأمين القاعدة العسكرية البحرية والجوية الاماراتية الجاري تشييدها في مدينة المخا، المقر المركزي لقوات طارق عفاش.
وسبق هذا، إصدار طارق عفاش، قبل اسبوع، قرارا تضمن امرا عسكريا صريحا لقوات الجيش الوطني في محور تعز، باخلاء الطريق إلى ريف ومدينة تعز من أي نقاط عسكرية او أمنية بدعوى "منع الجبايات" ولغاية إفساح الطريق امام قواته لاجتياح تعز. متضمنا تهديدا بردع أي نقاط تابعة للجيش الوطني أو وزارة الداخلية بما سماه "التعامل مع مرتكبي المخالفات بحسم".
رافق بدء شق وتعبيد طريق "الكدحة-تعز" مع اعلان "المكتب السياسي" لقوات طارق عفاش عن توجهات الاخيرة إلى "بسط نفوذ الدولة على كامل اراضيها وتفعيل مؤسساتها وانهاء حال اللادولة والانفلات الاداري والخدمي والامني في عدد من المحافظات المحررة" في اشارة صريحة إلى توجهات السيطرة على كل من تعز وعدن ولحج والضالع.
وتأتي هذه التوجهات لقوات طارق عفاش، مصاحبة لبدء توغلها في مديريات محافظة الضالع ومحافظة لحج، الخاضعة لسيطرة مليشيات "المجلس الانتقالي"، بتوجيهات وتمكين مباشر من التحالف بقيادة السعودية، ضمن خطة انتشار مبرمج لها، يتجاوز مديريات الساحل الغربي ومديريات محافظتي تعز وعدن.
كما سبق للتحالف بقيادة السعودية، عقب ازاحته الرئيس هادي في ابريل الفائت وتشكيل مجلس قيادة رئاسي برئاسة القيادي المؤتمري رشاد العليمي وعضوية طارق عفاش، أن سلم حماية قصر معاشيق الرئاسي ومواقع هامة في العاصمة المؤقتة عدن، لقوات طارق وألوية "درع الوطن" التي تبنت السعودية تشكيلها منذ مطلع 2022م.
وتساءل سياسيون ومراقبون للشأن اليمني إذا كان شق الطريق هو كسر الحصار عن تعز كما يزعم طارق عفاش وإعلامه فلماذا تأخر 7 سنوات، ولماذا ظل طارق منذ سيطرته على المخا في 2018 يحاصر تعزعن طريق هذا المنفذ ويعتقل منتسبي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ويمنع عنهم الامدادات بزعم مكافحة تهريب السلاح.
مؤكدين في الوقت نفسه أن طارق عفاش الذي شارك مليشيا الحوثي الانقلابية بكتائب من قناصته في الهجوم على تعز وحصارها وقتل أطفالها ونسائها طوال 3 أعوام (2015-2017) هو نفسه طارق عفاش الذي يسعى منذ 4 اعوام ونيف (2018-2022) عبر خلاياه لإسقاط مدينة تعز ومديريات ريفها الجنوبي والسيطرة عليها.
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني "ظلت تسير منذ بداية 2020م باتجاه اسقاط سلطة الشرعية اليمنية ممثلة في الرئيس هادي والحكومة والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس الأسبق علي صالح بقيادة نجله احمد علي ورئاسته لجناحه في المؤتمر الشعبي، وآخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزُبيدي".