ارحل ترحل معك المجاعة والظلم والحروب المنطقية والقبلية. ارحل ترحل معك الرشوه ونهب الاراضي والاستبداد العائلي.
ارحل يعود اليمنيون الى بلادهم مكرمين معززين، ويرفع المتسولون من الجولات وتعود لليمن كرامته. ارحل تعود الحياة المدنية تعود الصحة للأطباء والمتخصصين والتعليم لأهله وتؤدى الأمانات الى أهلها كما أمر الله.
ارحل تحل قضية الجنوب وقضية صعده وينتهي التطرف والارهاب
ارحل ما الذي يخوف الناس يخوفهم بالمسقبل المشرق وها نحن نرى تباشيره.
هكذا كان صوت عبدالله صعتر يدوي في ساحة التغرير بالعاصمة صنعاء، بكل حرية وتحت حماية النظام الذي كان يطالبه بالرحيل.
وكل ما كان يقوله عبدالله صعتر في خطبه كان كذباً وزورا وبهتانا وافتراء، وقد كشفت الأحداث كل تلك الأكاذيب والافتراءات، فقد رحل النظام وحل الفقر والمجاعة، وأصبح الشعب اليمني يعاني من أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
رحل النظام وبدأ الظلم واشتعلت الحروب القبلية والمناطقية ودخل الوطن في حرب كارثية أهلكت الحرث والنسل ودمرت الأخضر واليابس.
رحل النظام وبدأ عصر الاستبداد الحزبي والسلالي والطائفي وعمت الفوضى والمحسوبية والرشوة والاختلاس ونهب الأراضي والممتلكات العامة والخاصة.
رحل النظام وامتلأ الوطن بالمجازر والدماء، وهاجر ملايين اليمنيين من بلادهم ضعفاء أذلاء، واتجه نصف من تبقى للتسول في الشوارع والجولات، ودخل الوطن تحت البند السابع وأصبح مقسما ومشتتا وبلا كرامة ولا سيادة وتحت الوصاية الدولية.
رحل النظام وعُسكرت الحياة المدنية وأصبحت الصحة للمشرفين والمتدربين المتطوعين، والتربية للجهلاء والأميين، والجيش للمقاوته والمعلمين وسلموا السلطة بأمانة لشركائهم الحوثيين.
رحل النظام وسقطت الدولة والجمهورية وسلموا الشمال للحوثيين والجنوب للانفصالين وساد التطرف والإرهاب بكل أصنافه وأشكاله.
رحل النظام وصدقت تحذيراته عن الوصول إلى هذا المستقبل المظلم الذي كان عبدالله صعتر يشاهد تباشيره من على منبر الونش المتحرك.
رحل النظام ورحل صعتر من الوطن هارباً من الظلم والبطش والموت، وأصبح وأغلب رفاقة بلا وطن ولا سكن ولا مأوى.