بدأت قوات "درع الوطن" التابعة للقائد الاعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، فعليا، بسط سيادة الدولة وسلطات مؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن، وسط اذعان تام من مليشيا "المجلس الانتقالي".
وأكدت مصادر عسكرية وأمنية متطابقة، أن وحدات عسكرية تابعة لقوات "درع الوطن" تتدفق تباعا منذ فجر اليوم الخميس من منفذ الوديعة مرورا بأبين إلى العاصمة المؤقتة عدن، وبدأت انتشارها في مختلف المديريات.
كما أكدت وثائق عسكرية عملياتية، تداولها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، إذعان مليشيا حزام "المجلس الانتقالي الجنوبي، التابع للامارات، لأوامر عسكرية صادرة من القيادة العامة لقوات "درع الوطن".
وحسب الوثائق المسربة، فإن قيادة "درع الوطن" اصدرت تعليمات عسكرية لعمليات ما يسمى "الحزام الامني" تقضي بتسهيل مرور وحدات عسكرية مؤلفة من 120 طقما وآلية عسكرية إلى العاصمة المؤقتة عدن.
في المقابل، تظهر وثيقة اخرى، اذعان قيادة ألوية مليشيا "الحزام الامني" لتعليمات قيادة "درع الوطن" واصدارها على الفور، تعميما لجميع دورياتها ونقاطها المسلحة في ابين وعدن، بعدم اعتراض الوحدات العسكرية الواصلة.
وبدأت المملكة العربية السعودية، الاربعاء، تنفيذ التزاماتها بإمداد قوات "درع الوطن"، وتجهيزها بأحدث الاسلحة والآليات العسكرية، وأرسلت عبر منفذ الوديعة الحدودي الدفعة الاولى من هذه الاسلحة والاليات النوعية والحديثة لألوية "درع الوطن" في حضرموت وشبوة وابين وعدن.
ونشرت القيادة العامة لقوات "درع الوطن" صورا للزي الذي تم اعتماده رسميا لمنتسبي الويتها والشعار الذي سيكون مطبوعا على الزي (البريه والقميص)، وكذا راية العلم الذي سترفعه في مختلف المحافظات الجنوبية، رغما عن احتجاجات "المجلس الانتقالي" وسياسييه وناشطيه.
وأصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الاعلى للقوات المسلحة الدكتور رشاد محمد العليمي، في 29 يناير الفائت، قرارات جمهورية بإعتماد إنشاء قوات "درع الوطن"، كقوات احتياط تابعة للقائد الاعلى للقوات المسلحة، وتعيين قائد عام لها هو العميد بشير المضربي الصبيحي.
جاء القرار بعد عام على تبني السعودية تشكيل الوية لجيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني من السلفيين في المحافظات الجنوبية، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، لتكون بموازاة التشكيلات المسلحة التي مولت انشاءها الامارات وأخلت بالاستقرار في المحافظات المحررة.
وتزامن هذا التوجه السعودي، مع إصرار الامارات على تثبيت نفوذها في اليمن واخضاع المحافظات الجنوبية والشرقية وبخاصة محافظتي شبوة وحضرموت لسيطرة فصائلها ومليشيات ذراعها السياسي والعسكري (المجلس الانتقالي الجنوبي)، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها ومصالحها.
قوبل هذا التوجه السعودي بهجوم لاذع من قيادات وسياسيي وناشطي "المجلس الانتقالي"، امتد لوصف ولي العهد السعودي بالغبي، تعبيرا عن رفض تحجيم النفوذ العسكري للمجلس الانتقالي، واحتواء تصعيده وكبح سعيه ومليشياته باتجاه فرض انفصال جنوب البلاد، الذي ينادي به.
يشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية عازم على انهاء تمرد "المجلس الانتقالي الجنوبي" واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ومجلسي النواب والشورى ومؤسسات الدولة، منذ انقلابه ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم واسناد عسكري وسياسي واعلامي من الامارات، وسيطرته على مؤسسات الدولة وايراداتها، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.