كشف مسؤول في الحكومة، عن صدور توجيهات حازمة من التحالف بقيادة السعودية إلى ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات بإخلاء عدد من معسكرات الجيش الوطني في العاصمة المؤقتة عدن، التي استولى عليها عقب إنقلابه على الشرعية في 2019، وتسليمها إلى قوات درع الوطن، وذلك بعد بدء القوات المشكلة حديثاً بسط سيادة الدولة في المدينة.
سرب هذا المستشار الاعلامي للسفارة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، ورئيس مركز دراسات وصحيفة "هنا عدن"، الناشط السياسي والاعلامي الجنوبي البارز، أنيس منصور، الذي أكد ترتيبات لتسليم قوات درع الوطن 5 معسكرات تابعة في عدن، بعد إخلاء مليشيا "الانتقالي" منها، ضمن ترتيبات تطبيع الأوضاع في المدينة وإنهاء الانفلات العسكري والأمني الذي تعاني منه منذ 4 أعوام.
وقال منصور في تغريدة على منصة التدوين المصغر "تويتر": "المعسكرات التي سيتم تسليمها لقوات درع الوطن هي: معسكر الصولبان، معسكر بدر، معسكر النصر، معسكر 22 يونيو في كريتر الخساف، معسكر الشرطة العسكرية الفتح التواهي".
يأتي هذا بعد أن أعلنت الحكومة رسمياً عودة العاصمة المؤقتة عدن إلى حاضنة اليمن الموحد، وبدء إنهاء إنقلاب مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات على الشرعية بعد 4 أعوام على تنفيذه بدعم واسناد عسكري وسياسي وإعلامي من أبوظبي في أغسطس 2019.
يأتي هذا بعد أن بدأت قوات "درع الوطن" التابعة للقائد الاعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، فعليا، بسط سيادة الدولة وسلطات مؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن، وسط اذعان تام من مليشيا "المجلس الانتقالي".
وأصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الاعلى للقوات المسلحة الدكتور رشاد محمد العليمي، في 29 يناير الفائت، قرارات جمهورية بإعتماد إنشاء قوات "درع الوطن"، كقوات احتياط تابعة للقائد الاعلى للقوات المسلحة، وتعيين قائد عام لها هو العميد بشير المضربي الصبيحي.
جاء القرار بعد عام على تبني السعودية تشكيل الوية لجيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني من السلفيين في المحافظات الجنوبية، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، لتكون بموازاة التشكيلات المسلحة التي مولت انشاءها الامارات وأخلت بالاستقرار في المحافظات المحررة.
وتزامن هذا التوجه السعودي، مع إصرار الامارات على تثبيت نفوذها في اليمن واخضاع المحافظات الجنوبية والشرقية وبخاصة محافظتي شبوة وحضرموت لسيطرة فصائلها ومليشيات ذراعها السياسي والعسكري (المجلس الانتقالي الجنوبي)، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها ومصالحها.
قوبل هذا التوجه السعودي بهجوم لاذع من قيادات وسياسيي وناشطي "المجلس الانتقالي"، امتد لوصف ولي العهد السعودي بالغبي، تعبيرا عن رفض تحجيم النفوذ العسكري للمجلس الانتقالي، واحتواء تصعيده وكبح سعيه ومليشياته باتجاه فرض انفصال جنوب البلاد، الذي ينادي به.
يشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية عازم على انهاء تمرد "المجلس الانتقالي الجنوبي" واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ومجلسي النواب والشورى ومؤسسات الدولة، منذ انقلابه ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم واسناد عسكري وسياسي واعلامي من الامارات، وسيطرته على مؤسسات الدولة وايراداتها، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.