أقدم ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات، على تصعيد خطير ضد المملكة العربية السعودية في العاصمة المؤقتة عدن، متجاوزاً كافة الخطوط الحمراء، في خطوة وصفها مراقبون بالإنقلاب.
وأفادت مصادر حكومية متطابقة بأن مليشيا ما يسمى "الدعم والإسناد" التابعة لـ "الانتقالي" اعترضت فريقاً من "البرنامج السعودي لتنمية وإعادة إعمار اليمن"، أثناء توجهه إلى ميناء الزيت بمديرية البريقة غربي عدن، ومنعته من الدخول.
موضحة أن عناصر "الدعم والإسناد" المتمركزة في بوابة الميناء استوقفت فريق البرنامج السعودي الذي كان يرافقه مسؤولون من وزارة الكهرباء والسلطة المحلية، وطلبت منهم أوراقهم الثبوتية والانتظار للحصول على إذن من القيادة، إلا أن مسؤول تلك العناصر سرعان ما عاد وأبلغ الفريق بأن التوجيهات تقضي بعدم السماح بالدخول، دون ايضاح أسباب ذلك.
مؤكدة أن التصرف التعسفي للمليشيا أصاب الفريق السعودي بخيبة أمل وعبر أفراده عن استيائهم من عرقلة عمل البرنامج، قبل أن يتوجهوا إلى مقر التحالف لتقديم شكوى رسمية، فيما عاد مسؤولو الكهرباء إلى الوزارة.
يأتي هذا التصعيد الخطير عقب بدء قوات "درع الوطن" بسط سيادة مجلس القيادة الرئاسي وسلطات الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن، من خلال نشر دفعة اولى من قواتها وقرابة 120 طقما وآلية عسكرية قادمة عبر منفذ الوديعة ومحافظة شبوة، مرورا بمدينة احور في محافظة ابين، حسب تأكيد وثائق عملياته.
ورافق وصول هذه الاليات العسكرية التابعة لقوات "درع الوطن" إلى عدن، إعلان الحكومة رسمياً عودة العاصمة المؤقتة عدن إلى حاضنة اليمن الموحد، وبدء إنهاء إنقلاب مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات على الشرعية بعد 4 أعوام على تنفيذه بدعم اماراتي عسكري وسياسي واعلامي في 2019م.
وأصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الاعلى للقوات المسلحة الدكتور رشاد محمد العليمي، في 29 يناير الفائت، قرارات جمهورية بإعتماد إنشاء قوات "درع الوطن"، كقوات احتياط تابعة للقائد الاعلى للقوات المسلحة، وتعيين قائد عام لها هو العميد بشير المضربي الصبيحي.
جاء القرار بعد عام على تبني السعودية تشكيل الوية لجيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني من السلفيين في المحافظات الجنوبية، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، لتكون بموازاة التشكيلات المسلحة التي مولت انشاءها الامارات وأخلت بالاستقرار في المحافظات المحررة.
وتزامن هذا التوجه السعودي، مع إصرار الامارات على تثبيت نفوذها في اليمن واخضاع المحافظات الجنوبية والشرقية وبخاصة محافظتي شبوة وحضرموت لسيطرة فصائلها ومليشيات ذراعها السياسي والعسكري (المجلس الانتقالي الجنوبي)، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها ومصالحها.
قوبل هذا التوجه السعودي بهجوم لاذع من قيادات وسياسيي وناشطي "المجلس الانتقالي"، امتد لوصف ولي العهد السعودي بالغبي، تعبيرا عن رفض تحجيم النفوذ العسكري للمجلس الانتقالي، واحتواء تصعيده وكبح سعيه ومليشياته باتجاه فرض انفصال جنوب البلاد، الذي ينادي به.
يشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية عازم على انهاء تمرد "المجلس الانتقالي الجنوبي" واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ومجلسي النواب والشورى ومؤسسات الدولة، منذ انقلابه ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم واسناد عسكري وسياسي واعلامي من الامارات، وسيطرته على مؤسسات الدولة وايراداتها، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.