دعت المملكة العربية السعودية، كلاً من الإمارات و"المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع لها إلى كبح أحلامهما بشأن اليمن، في أول رد على اقدام أبوظبي على خطوة تعزز من نفوذها في أهم المحافظات اليمنية استراتيجياً بالنسبة للرياض.
وجاءت الدعوة على لسان الكاتب والمحلل السياسي السعودي علي العريشي، الذي أكد حسم بلاده صراع النفوذ في محافظة حضرموت، وإنهاء محاولات تمدد الإمارات في المحافظة.
وقال العريشي في تغريدة على منصة التدوين المصغر "تويتر": "يبدو أن حضرموت قد تحولت الى هاجس كبير يؤرق مضاجع أصحاب الرؤى الضيقة وأصحاب التنمية ومشاريع الوهم .!".
مضيفاً: "حضرموت كبيرة، أكبر بكثير من هذا اللعاب الذي يسيل، ومن خرج من الباب لن يعود من النافذة".
يأتي هذا بعد إقدام الامارات على خطوة مفاجئة لحليفتها الرئيسة المملكة العربية السعودية، باتخاذ اجراءات مباغتة تعزز نفوذها في محافظة حضرموت اهم المحافظات اليمنية، سياسيا واقتصاديا، بالنسبة للرياض، في سياق صراع بسط النفوذ في اليمن المتصاعد بين الحليفين.
وأعلن "المجلس الانتقالي" التابع للإمارات، انقلابه على الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، رداً على بدء قوات "درع الوطن" التابعة للقائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس الدكتور رشاد العليمي، بسط سيادة الدولة وسلطات مؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن.
وبدأت قوات "درع الوطن" الاسبوع قبل الماضي، إنهاء إنقلاب مليشيا "المجلس الانتقالي" على الشرعية في العاصمة المؤقتة بعد 4 أعوام على تنفيذه بدعم اماراتي، وتدفقت وحدات عسكرية تابعة لقوات "درع الوطن" من منفذ الوديعة مرورا بأبين إلى عدن، وبدأت انتشارها في مختلف المديريات.
وأصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الاعلى للقوات المسلحة الدكتور رشاد محمد العليمي، في 29 يناير الفائت، قرارات جمهورية بإعتماد إنشاء قوات "درع الوطن"، كقوات احتياط تابعة للقائد الاعلى للقوات المسلحة، وتعيين قائد عام لها هو العميد بشير المضربي الصبيحي.
جاء القرار بعد عام على تبني السعودية تشكيل الوية لجيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني من السلفيين في المحافظات الجنوبية، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، لتكون بموازاة التشكيلات المسلحة التي مولت انشاءها الامارات وأخلت بالاستقرار في المحافظات المحررة.
وتزامن هذا التوجه السعودي، مع إصرار الامارات على تثبيت نفوذها في اليمن واخضاع المحافظات الجنوبية والشرقية وبخاصة محافظتي شبوة وحضرموت لسيطرة فصائلها ومليشيات ذراعها السياسي والعسكري (المجلس الانتقالي الجنوبي)، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها ومصالحها.
يشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية عازم على انهاء تمرد "المجلس الانتقالي" واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ومجلسي النواب والشورى ومؤسسات الدولة، منذ انقلابه ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم واسناد عسكري اماراتي، وسيطرته على مؤسسات الدولة وايراداتها، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.