مما لا شك أن الأخ د. رشاد العليمي رجل يفهم الكثير وتربطه علاقات وطيدة بالكثير من أجهزة الاستخبارات الدولية والإقليمية، وذلك بحكم ما تدرج فيه من مناصب سياسية وأمنية وغيرها في عهد عفاش وظل الرجل يعمل بصمت دون ضجيج خاصة في عهد كان يدرك جيداً أنه مهما وصلت علاقاته ومكانته في ذلك العهد إلا أنها شأنها شأن ما وصل إليه السياسي المخضرم عبدالكريم الارياني والأصنج وعبد الغني وغيرهم.
يعرف الرجل أنه لن يستطيع أن يغير وضع أو يصنع شيء في ذلك العهد والحكم القبلي العائلي إلى أن جاءت ما أسموها بثورة الشباب وما تلا ذلك من تغير كبير
كان العليمي أحد الذين خرجوا من اليمن وهنا وبعد احتراق كرت ومنظومة عفاش بدأ الرجل في ممارسة عمله ونشاطه السياسي حتى وصفه عفاش في أحد خطاباته بالعميل الخائن لقوى خارجية ولم يكن وصف عفاش له يومها إلا تخوفا ودراية من أن الرجل يستطيع أن يعمل بحنكة سياسية متوافقة حتى مع من يعتبرهم عفاش أعداء.
وهذه الحقيقة فالعليمي في اعتقادي الشخصي أنه أكثر الساسة المتواجدين على الساحة والذي سيعمل وفقاً لما يرى أن قوى النفوذ الدولية والإقليمية تريده وتعمل من شأنه وذلك لدرايته وعلمه ماذا يريدون بعكس منظومته والمشاركين معه في المجلس الرئاسي الذين لا يعلمون بشيء ولا يمتلكون اي علاقات سياسية دولية أو إقليمية تؤهلهم لفهم ماذا يريد صانعي القرار في اليمن عموما وفي الشمال والجنوب خصوصا
وما سمعناه بعد مقابلة للرئيس العليمي حول القضية الجنوبية فهو لم يقل إلا ما يفهمه وعلى اخواننا الجنوبيين تقع اليوم مسؤولية وطنية كبيرة كان يفترض عليهم أن يعملون ما هو أهم ألا وهو عدم القبول في المشاركة بما أضرهم والقبول بوضع سحق المسحوق وضع أصبح فيه السواد الأعظم من أبناء هذا الوطن يعيشون ليس تحت خط الفقر فقط ولكن يعيشون أبها وأعظم صور الذل والمهانة وفقر وعوز داخل كل بيت وأسرة.
وهذا في اعتقادي ما قد يكون الأكثر خطراً على مستقبل المجلس الانتقالي الجنوبي الذين تسابقوا بعضاً منهم للرد على تصريحات العليمي بينما نصرهم السياسي والعسكري يجب أن يبدأ من وطنهم المحرر الذي أصبحت فيه أكثر فصائلهم وقطاعاتهم العسكرية لها شهور لم تستلم اي مرتبات.
ولهذا نقول لهم لقد آن الأوان لتعملوا على إصلاح الداخل سياسياً بوحدة الصف الجنوبي والعمل على سرعة استخدام ثقلكم السياسي والعسكري لإنقاذ شعب يعيش على حافة هاوية نخشى أن يتغير فيها كثيراً من المفاهيم الخاطئة بين تلك القيادة والشعب.