كشف مسؤول في الحكومة عن تحركات اماراتية لدفع ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع لها إلى اصدار اعلان خطير يقلب الطاولة على الجميع والاوضاع رأسا على عقب، باستهداف الوحدة اليمنية وإسقاط السلطة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
وشى بهذا المستشار الاعلامي للسفارة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض سابقا، ورئيس مركز دراسات وصحيفة "هنا عدن"، الناشط السياسي والاعلامي الجنوبي البارز، أنيس منصور، الذي أكد تحرك الإمارات لتشكيل حكومة انفصالية وإعلان ما يسمى "حكم ذاتي" في محافظات سيطرة "المجلس الانتقالي".
وقال منصور في تغريدة على منصة التدوين المصغر "تويتر": "تحركات اماراتية لتشكيل حكومة جنوبية بقيادة الدكتور ناصر الخبجي واعلان الحكم الذاتي للجنوب والغاء مسمى المجلس الانتقالي".
مضيفاً: "نحن معهم ومع المشروع لكن لابد نعلن براءة من الامارات ويكون المشروع جنوبي خالص بعيداً عن اوامر الكفيل واشراف الإمارات".
يأتي هذا بعدما كشرت مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عن انيابها، واسقطت قناعها ومحاولاتها الظهور بمظهر قوات عسكرية نظامية، بإطلاق خطاب تهديد سافر بانقلاب جديد وكامل على رئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، عبر ما سمته "كتائب الجن".
جاء هذا في احتشاد مسلح لعناصر فصائل مليشيا "الانتقالي" المسلحة، نفذته الثلاثاء، في ساحة العروض بالعاصمة المؤقتة عدن، ضمن التصعيد المتواصل من جانب "المجلس الانتقالي" ضد المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، منذ اسابيع، وبصورة اكبر منذ يوم الخميس.
وأعلنت مليشيا "الانتقالي" على لسان ما يسمى "قائد المقاومة الجنوبية" عبدالناصر البعوة اليافعي المكني "ابو همام"، أنها ستمنع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ورئيس الحكومة والوزراء من العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن، وسيستقبلونهم في المطار بالرصاص.
ورد هذا التهديد السافر، في مقاطع فيديو، نشرها ناشطو "المجلس الانتقالي" ومليشياته على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، ظهر فيها البعوة (ابو همام) متحديا ومتوعدا رئيسا مجلس القيادة والحكومة بأن تستقبلهم من سماهم "كتائب الجن" في اشارة إلى التصعيد العسكري.
مضيفا في الحديث عن الرئيس العليمي الذي وصل السبت إلى الرياض من جولته الاوروبية في طريقه إلى عدن: "العليمي وين بيعود، مش اللي بيستقبله أبو همام، اللي بيستقبله الأشبال هؤلاء، كتائب الجن، ماله مكان عندنا، وأي مريض جنوبي يرحل معاهم، القرار اليوم قرار الشعب".
وتابع القيادي البارز في مليشيات "المجلس الانتقالي" ابو همام اليافعي، مطالبا بإعادة وفرض ما سماها "الادارة الذاتية للجنوب"، والتي كان اعلن عنها رئيس المجلس الانتقالي في أعقاب الانقلاب العسكري المدعوم من الامارات على الرئيس هادي والحكومة اليمنية، في اغسطس 2019م.
مجددا مضامين البيان الانقلابي على الشرعية والدولة اليمنية الموحدة، والذي كان اعلنه عيدروس الزبيدي مطلع العام 2020م، بتأكيده سعي "المجلس الانتقالي" ومليشياته إلى فرض انفصال جنوب اليمن، والمطالبة بـ "تزمين الحل لإستعادة الدولة الجنوبية عبر الأمم المتحدة". حسب تعبيره.
وجاء هذا البيان التهديدي للقيادي بمليشيا "الانتقالي" ابو همام اليافعي عقب يوم على اطلاقه بيانا هدد فيه بمنع الرئيس العليمي ورئيس الحكومة من العودة إلى عدن، وقال: مللنا من الخطابات والبيانات التي لم تجدي حتى الآن، ولن يقبل أن يعود رشاد العليمي بعد اليوم إلى أرض الجنوب".
القيادي ابوهمام، والذي كانت استدعته الامارات للاقامة فيها طوال العام الماضي، أضاف في تحدٍ سافر للشرعية اليمنية وللتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية: "لكل الكتائب سنتحول إلى اشباح وجن وإلى مقاتلين لا عودة لهم من الميدان، لن نقبل العليمي ولن نقبل أي متأمر على ابناء الجنوب".
وتتزامن عودة "ابوهمام" النائب الاول للقيادي بألوية ما يسمى "الدعم والاسناد" ابو اليمامة اليافعي، إلى الواجهة في هذا التوقيت بالتزامن، مع بدء مليشيا "الانتقالي" الاثنين، مرة اخرى، على منع موظفي رئاسة الجمهورية والحكومة من دخول قصر معاشيق عدن، وإنزال علم اليمن ورفع علم الانفصال بالقصر.
ونشر السياسي اليمني البارز، عباس الضالعي، على حسابه بمنصة "تويتر" أول مقطع فيديو مسرب، حتى الان، لما قال: إنه "لحظة اقتحام مليشيا الانتقالي الممولة من السعودية والامارات لقصر معاشيق في عدن بعد ساعات من هروب معين عبدالملك".
وجاء هذا الاقتحام بعد أن أعلن "المجلس الانتقالي"، رسميا، السبت، الحرب على رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، ولوح باستئناف حربه ضد الشرعية والرئيس هادي والجيش الوطني، على خلفية اعلان الرئيس العليمي بشأن "القضية الجنوبية".
وكشف "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، الجمعة، ولأول مرة رسميا، عن المستور؛ بإصداره بيانا مفاجئا أعلنه عضو هيئة رئاسته ومتحدثه الرسمي، بشأن وضع "مجلس القيادة الرئاسي" تضمن هجوما لاذعا على الرئيس العليمي، وحديثه عن "القضية الجنوبية".
وأعلن "المجلس الانتقالي" التابع للإمارات، قبل حديث العليمي، انقلابه على الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، رداً على بدء قوات "درع الوطن" التابعة للقائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس رشاد العليمي، بسط سيادة الدولة وسلطات مؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن.
يأتي هذا التهديد، ضمن تصعيد واسع من "الانتقالي" ردا على اعلان رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، في لقاء مع صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية، الموقف من "القضية الجنوبية"، وأنها قضية عادلة لكن الحديث عنها ليس اولوية في المرحلة الراهنة وهناك اولويات اهم".
يشار إلى ان المجلس الانتقالي" يصر عبر مليشياته الممولة من الامارات، على فرض انفصال جنوب اليمن في دولة تابعة لأبوظبي واجندة اطماعها في موقع اليمن وثرواته، وسواحله وموانئه وجزره الاستراتيجية، في سياق سعيها لبسط نفوذها على الملاحة الدولية عبر البحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر.