تصاعدت وتيرة هجمات عناصر تنظيم داعش على مدار اليومين الماضيين على مواقع القوات الأمنية العراقية ومليشيا ما تسمى بـ"الحشد العشائري" من محافظة ديالى وحتى الموصل العراقيتين، وسط إتهامات لإيران بدعم التنظيم الإرهابي .
وشهدت القرى والبلدات التابعة لمحافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك خلال ٤٨ ساعة الماضية أكثر من ٢٠ هجوما مسلحا شنه إرهابيو داعش، ما أسفر عن اندلاع معارك ضارية استمرت حتى، فجر الإثنين، استخدم فيها الجانبان أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة.
ومليشيا "الحشد العشائري" هي مجموعة من الفصائل المسلحة المنضوية في مليشيات الحشد الشعبي، إحدى أذرع إيران بالعراق، ويبلغ عددها ١٤ لواء غالبيتهم من أبناء محافظات بغداد وديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى.
ونقل موقع العين الإخبارية عن ضابط في إستخبارات الجيش العراقي، فضل عدم ذكر إسمه، أن "المعلومات السرية التي حصلنا عليها تشير إلى استمرار نقل مليشيا كتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق وكتائب سيد الشهداء وكتائب الإمام علي لمسلحي داعش من سوريا إلى العراق بالتنسيق مع مليشيا حزب الله اللبنانية وبإشراف مباشر من فيلق القدس الإيراني".
ولفت إلى أن من بين عناصر داعش الذين دخلوا العراق من سوريا مسلحين من جنسيات عربية وأجنبية وقيادات بارزة من التنظيم كانوا معتقلين لدى المليشيات الإيرانية في سوريا وأطلق سراحهم مؤخرا.
وحذر من إعادة سيناريو عام ٢٠١٤ عندما سيطر تنظيم داعش على محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وأجزاء من كركوك وديالى، مشيرا إلى أن القوات العراقية غير قادرة على التصدي لهجمات داعش دون وجود إسناد جوي واستخباراتي من التحالف الدولي.
في غضون ذلك، أشار الخبير العسكري العراقي أعياد طوفان إلى أن تكثيف تنظيم داعش الإرهابي لهجماته مرتبط بعدة أسباب في مقدمتها شهر رمضان المبارك الذي لطالما تتخذه التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة موعدا لتنفيذ عملياتها الكبيرة أو الاستراتيجية تحت عنوان ما يسمى بـ"غزوة رمضان".
وأكد طوفان أن السبب الثاني لتصاعد هجمات داعش في العراق يتمثل بانتقال التنظيم إلى المرحلة الثالثة في عملياته.
وأوضح: "مر تنظيم داعش خلال الفترة الماضية بثلاث مراحل بدأت بمرحلة السحلية المختفية تحت الرمال قرب هدف واهن وضعيف تنقض عليه حتى تبقى على قيد الحياة وتضمنت هذه المرحلة زرع العبوات الناسفة ما بين الطرق المتباعدة والمقطوعة بين المحافظات".
وتابع أن "المرحلة الثانية كانت مرحلة "الذئاب المنفردة" وهي التي تختار الهدف والتوقيت والسلاح الذي تنفذ به وتعمل بشكل مركزي"، لافتاً إلى أنه :" الآن وصل إلى مرحلة التخطيط والاستحضار والهجوم المدبر وهو ما يحدث من هجمات حالية".
واعتبر "طوفان" أن توقف عمليات الجهد الجوي والاستخباري الذي كانت تؤمنه القوات الأمريكية عبر أقمارها الصناعية والكاميرات الحرارية الكبيرة وطائرات الاستطلاع ومناطيد المراقبة للقوات الأمنية العراقية سببا آخر شجع مسلحي داعش وأميرهم الجديد المدعو ( أمير محمد سعيد عبدالرحمن المولى) للانتقال من سوريا إلى العراق.
وألمح الخبير العراقي إلى أن "انعدام التنسيق بين البيشمركة والقوات الحكومية العراقية في المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان وبغداد يمثل خطأ كبيراً".
وتمتلك مليشيا حزب الله اللبنانية نفوذا وهيمنة كبيرة داخل العراق فهي التي تقود الهيكل التنظيمي والحركات في مفاصل هيئة مليشيات الحشد الشعبي فضلا عن أن بلدة "جرف الصخر" التابعة لمحافظة بابل جنوب بغداد تمثل قاعدة رئيسية لحرس الثوري وحزب الله والمليشيات الإيرانية الأخرى.
من جهته، أوضح المختص بالشأن العراقي عبدالقادر النايل أن "الحدود العراقية السورية تخضع لسيطرة المليشيات الموالية لإيران لذلك عملية إدخال مسلحي داعش للعراق تجري تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني"
وأضاف أن "ذلك يتم ضمن خطة ممنهجة لصناعة فرصة التواجد الإيراني والمليشيات التي تنفذ الأوامر في المحافظات الواقعة على الطريق البري الممتد من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط الذي يشهد نقل أسلحة ومليشيات إلى سوريا وتهريب المخدرات والأموال لصالح الحرس الثوري".
وقسم النايل عودة داعش إلى قسمين، الأول: محدود بعد إدخال عدد من عناصرهم عبر الحدود، أما الثاني فهو من تنفيذ مليشيات الحشد التي تهدف لقتل وانهاء الحشد العشائري رغم أن الأخير مارس دورًا في خدمة الأجندات الإيرانية.
وأشار إلى أن وجود القواعد الأمريكية في هذه المناطق وتعالى أصوات العراقيين وأهالي المناطق المنكوبة بضرورة خروج مليشيات الحشد الشعبي أخاف إيران من الحشود العشائرية.
وسلط النايل الضوء على المشروع الإيراني لإحياء داعش، موضحا "النظام الإيراني يسعى عبر البقاء في العراق لضمان استمرار طريقها البري ولحصار القواعد الأمريكية في هذه المحافظات وتهديدها لضمان تحسين أوضاع الإيرانيين في المفاوضات مع أمريكا والضغط عليها لتمرير مصالحها داخل العراق".
وكشف أن النشاطات العسكرية لداعش يجري خلفها مشروع إيراني كبير وخطير وأجندات لا تستهدف العراق فحسب إنما الأمن العربي، مشيراً إلى أن ذلك "هدفه إشعال المنطقة بحروب داخلية لضمان أمن إيران الداخلي لحين إجراء الانتخابات الأمريكية المقبلة"