اتفاق سعودي إيراني صيني

اول خطوة سعودية إيرانية لإنهاء الحرب في اليمن (تفاصيل هامة)

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

اتخذت السعودية وايران أول خطوة عملية لتنفيذ بنود الاتفاق الموقع بينهما مطلع مارس الجاري بوساطة صينة، على صعيد استئناف العلاقات والتعاون الكامل بينهما في مختلف المجالات، من شأنها التسريع بانهاء الحرب في اليمن وعدد من الدول العربية.

أعلنت هذا وكالتا الانباء السعودية (واس) ووكالة الانباء الايرانية. وقالتا إن وزيري خارجية البلدين اجريا اول تواصل مباشر بينهما، واتفقا على عقد لقاء يجمعهما لتدشين اعادة التمثيل الدبلوماسي لكليهما في كل من العاصمتين الرياض وطهران.

وقالت وكالة الأنباء السعودية، فجر الجمعة، على حسابها بمنصة "تويتر" إن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله أجرى اتصالا هاتفيا بمعالي وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان، وتبادلا التهنئة بمناسبة شهر رمضان المبارك".

مضيفة: إن وزير الخارجية الامير فيصل بن فرحان آل سعود "اتفق مع نظيره الايراني حسين امير عبداللهيان على عقد لقاء ثنائي بينهما قريبا وذلك لتمهيد الأرضية لإعادة فتح السفارات والقنصليات بين البلدين" والمقرر حسب الاتفاق خلال شهرين.

ومن جانبها، ذكرت وكالة الانباء الايرانية: "هنأ وزیر خارجیة #السعودیة فیصل بن فرحان، وزیر الخارجیة الدکتور حسین أمیرعبداللهیان بحلول شهر #رمضان المبارك، وأشار وزیر الخارجیة السعودی إلى الإنجازات الإیجابیة لاجتماع بكين".

مضيفة: "وأکد على الاجتماع المرتقب لوزیری الخارجیة وإعادة فتح سفارتی البلدین". وأردفت: "فی المقابل هنأ الدکتور حسين أمیرعبداللهیان بشهر رمضان المبارك، ورحب بعودة العلاقات بین #الریاض و #طهران  إلى الحالة الطبیعیة".

وتابعت الوكالة الايرانية: إن أمير "أكد على استعداد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لتطویر وتعزیز العلاقات مع السعودیة. معربا عن أمله فی ان یلعب الاتفاق دورا مؤثرا فی تعزیز السلام والاستقرار والتنمیة فی منطقة الخلیج الفارسی (العربي)".

شاهد .. ايران تعلن عن انجازات ايجابية مع السعودية

يأتي هذا عقب اسبوعين على توقيع السعودية وإيران اتفاق مصالحة واستئناف العلاقات الدبلوماسية والتعاون الكامل بينهما بعد سنوات من عداء متبادل هدد الاستقرار والأمن في الخليج وساهم في تأجيج نزاعات في بلدان بالشرق الأوسط منها اليمن وسوريا.

وقطعت الرياض رسميا علاقاتها مع طهران في 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران أثناء خلاف بين البلدين على خلفية إعدام الرياض لرجل دين شيعي. واتهام السعودية إيران بمسؤوليتها عن هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على منشآت نفطية في 2019م.

حسب مراقبين سياسيين فإن "الجانبين سيستفيدان من خفض التصعيد"، مشيرين إلى أن "إيران تسعى إلى تقويض الجهود الأمريكية لعزلها في المنطقة، بينما تحاول السعودية التركيز على التنمية الاقتصادية". وما يتطلبه هذا من ضمان امنها والاستقرار بالمنطقة.

تضمن الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات والتعاون الكامل بينهما، صدمة كبيرة لملايين اليمنيين بعد ثماني سنوات من الحرب المدمرة في عموم اليمن، تحت شعار "انقاذ اليمن" و"ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام".

وأعلنت الرياض عقب توقيع اتفاقها مع طهران، رسميا، عن مهمتها الاخيرة في اليمن. مؤكدة انتهاء "التحالف العربي" الذي يضم دولا عدة بينها الامارات، وتقوده في اليمن بدعم امريكي وبريطاني لوجستي. كاشفة عن مهمتها الاخيرة في اليمن.

حسب مراقبين اقليميين ودوليين، فإن اتفاق السعودية وايران على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ودعم الامن والسلام الاقليمي والدولي" يقضي بالتزام الرياض وايران المتبادل بإيقاف التدخل او دعم الحروب والصراعات الدائرة في اليمن وعدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق ولبنان وسوريا.

ووفقا لسياسيين يمنيين، فإن "الاتفاق السعودي الايراني، يُعد تراجعا من جانب السعودية عن مواقفها وتصدرها قيادة المحور العربي" في مواجهة ما ظلت تسميه في خطابها السياسي والاعلامي "المد الصفوي الفارسي الايراني"، وتسميه هيئة علماء السعودية "المد المجوسي الرافضي في المنطقة واستهدافه الاسلام".

منوهين بأن "هذا الاتفاق يكشف حقيقة دوافع التدخل العسكري السعودي في اليمن وأنه لم يكن لأجل الشرعية التي اسقطتها السعودية، بل لأهداف وأطماع خاصة بها في اليمن بينها تقويض دولته وسيادتها وتدمير مقدراتها وتمزيق نسيجها المجتمعي، ومصالح اقتصادية وسياسية بينها تسوية خلافاتها مع ايران".

واتفق سياسيون في أن "الخاسر الاكبر في هذه الحرب هو اليمن ومالحقه من دمار، واليمنيون وما لحقهم من قتل وجرح قرابة 200 الف وتشريد نحو 4 ملايين يمني وافقار 80% من اليمنيين بالحصار وتجفيف موارد الدولة اليمنية ونهب نفطها وغازها وتدمير العملة اليمنية ونشر وحماية شبكة فساد بمؤسسات الدولة".

معتبرين أن الاتفاق السعودي الايراني، "يعيد إلى الواجهة، اتفاق المصالحة بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في قمة الخرطوم عام 1967م وانهاء حرب الثماني سنوات (1962-1970م) بينهما في اليمن (حرب الملكيين والجمهوريين)، واعتراف السعودية بالجمهورية في اليمن مقابل وصايتها عليه".

وأعلنت السعودية من العاصمة الامريكية واشنطن على لسان سفيرها حينها عادل الجبير تشكيل تحالف عربي عسكري يضم الامارات و13 دولة وتدعمه واشنطن وبريطانيا وفرنسا، بهدف "انهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية اليمنية وردع التمدد الايراني وتهديداته لدول المنطقة واستهدافه عروبة ودين دولها وشعوبها".

لكن السعودية تواصل منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.