لم يعد هناك من شك عن اندلاع معركة بين قبائل البيضاء وميليشيا الحوثي بعد ان تصاعدت حدة الملاسنات والتعزيزات للطرفين ، وقد وجدت الدعوة التي أطلقها الزعيم القبلي ياسر العواضي للنكف القبلي ثأراً للشهيدة جهاد الأصبحي التي قتلها مسلحو الحوثي داخل منزلها في مديرية الطفة، صدى واسعا في محافظتي البيضاء ومأرب بشكل خاص واليمن عموما.
وحتى اليوم لا تزال بيانات التأييد تتوالى تأييدا لهذه (الفزعة) بالتزامن مع توافد حشود قبلية بسلاحها وعتادها تلبية للنكف القبلي مشتعلة بوقود النخوة والشهامة في تحدٍ معلن لمليشيا الحوثي التي تحاول إطفاءها قبل أن يشتد اوارها.
فهل كانت الجريمة هي ما دفع العواضي لإعلان موقفه المشرف من المليشيا الحوثي المسيطرة على المحافظة منذ 6 سنوات مارست خلالها شتى أنواع الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين؟
فزعة قبلية
وردا على السؤال ، يقول المحامي محمد علاو إن “ما يجري في البيضاء لا علاقة له بالسياسة ولا بالصراع الجاري وأطرافه، وإنما هي فزعة قبلية ذودا عن الأعراض وكرامة وشرف قبائل اليمن التي انتهكها الطاغوت الحوثي”.
ويتساءل مستنكراً من “القبيلي العسر والشيخ الأساس إن لم يدافع عن شرفه وكرامته ويحفظ الناموس وينصر المظلوم، فما الذي بقي له من قبيلته او مشيخة؟”.
ويضيف علاو، الذي ينحدر من محافظة البيضاء: في حال نجاح معركة آل عواض بقيادة ياسر العواضي ضد الطاغوت الحوثي ستقود إلى خلق مشروع وطني حقيقي وشعبي جديد لإنقاذ اليمن بعيداً عن كذبة أطراف الصراع الموجودة حاليا والذين يحاولون الانتقام من العواضي والبيضاء وإفشالهم لأنهم يدركون هذه الحقيقة القادمة لا محالة لتجرفهم ومشاريعهم الفاشلة.
ووصف الكاتب والصحفي إبراهيم جلال بيان الشيخ ياسر العواضي الأخير بالشجاع، لكنه بالمقابل يفسر وجود (طريق عودة) في البيان ذاته.
البعد القبلي عامل قوة
ويرى مهتمون أن سر قوة موقف الشيخ العواضي يكمن في كونه قبليا خالصا مؤكدا في تصريحاته على عدم استعانته بأي قوة سياسية على الأرض أو دولية (مشترطاً في ذلك عدم مساندة زعيم المليشيا لقيادته في البيضاء وحينها لكل حادث حديث، بحسب العواضي).
ويؤكد أنه ليس وارداً فكر التخلي لدى المليشيا اعتمادا على أحداث مشابهة لا مجال لذكرها، وبالتالي هناك (خط رجعة) آخر لكنه باتجاه معاكس (صوب الشرعية والتحالف).
>>آل عواض مأرب والبيضاء في مواجهة مسلحي مران.. القضية وحروب الجغرافيا
ولفت إلى أن هناك مؤشرات على تواصل العمليات العسكرية للجيش والمقاومة الشعبية باتجاه تحرير المديريات وصولا إلى مفرق عفار، وما موقف العواضي إلا درءاً للتصادم مع تلك القوات التي وصلت مؤخراً إلى مشارف آل عواض.
مضيفاً “هي ضربة استباقية لإعلان مديرية ردمان محررة من مليشيا الحوثي (التي لا تتواجد فيها المليشيا منذ أكتوبر 2017م) “.
قبائل آل عوض تنتشر في 3 مديريات
أحد وجهاء المحافظة الملبين للدعوة يرى،، أن الشيخ العواضي أحد المناهضين للمليشيا فهو سليل بيت سبتمبري قارع جميع أفراده الإمامة وكان لهم دور في نجاح ثورة 1962م وفك الحصار عن صنعاء بعدها، لكن لم يكن بمقدوره مناهضة الحوثيين عقب التزامه مديرية ردمان منذ أحداث ديسمبر 2017م التي استشهد فيها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لكن توافرت اليوم مجموعة من الظروف والمستجدات في الساحة اعتبرها العواضي فرصة سانحة للفكاك من الحوثيين.
ويوضح أن الدعوة قبلية وحدت جميع مشارب البيضاء في بوتقة قبلية واحدة، فرغم إن قبائل آل عواض تجاور قبائل قيفة (آل غنيم والمجانحة)، آل الطاهري مراد (محافظة مأرب) وآل سواد الملاجم وكذا آل شن والسادة، وقد أظهرت تلك القبائل – حتى اليوم – موقفا مشرفاً مناصرا وهذا ما استدعى شكرهم من قبل العواضي، مطالبا بالاستمرار في هذا الموقف المشرف.
ويشير إلى مصدر قوة آخر، هو أن آل عواض قبيلة كبيرة ينتشر فخوذها في مديريات ثلاث هي ردمان ونعمان والعبدية ما يمكن القبيلة وأبناء البيضاء من الصمود في وجه الحوثيين بل ونقل المعركة في حال اندلاعها إلى مناطق أخرى أبعد مما قد يتوقعه الجميع.