أصدر السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، اول تعليق له على ترؤسه وفدا سعوديا إلى العاصمة صنعاء ولقائه قيادة جماعة الحوثي برفقة وفد الوساطة العمانية بين الجانبين، لبحث مسودة اتفاق خطة السلام الشاملة في اليمن، بصيغتها النهائية، تمهيدا للتوقيع عليها والبدء في تنفيذ بنودها.
وتضمن في تصريح السفير السعودي آل جابر، توجهه بالشكر لسلطنة عمان على دورهم الهام وجهودهم الكبيرة في إطار إحلال السلام في اليمن وحرصهم على دعم السلام والاستقرار في اليمن"، حسب ما نقلت وسائل اعلام تابعة لسلطات جماعة الحوثي في صنعاء، في تغطيتها اللقاء، الاحد.
جاء هذا عقب أول لقاء يجمع مسؤولا سعوديا مع جماعة الحوثي منذ بدء الحرب، عقد في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء، بين السفير السعودي واعضاء الوفد المرافق له ورئيس ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" لسلطة الحوثيين، مهدي المشاط، بحضور وفد البلاط السلطاني العماني.
بثت وسائل اعلام الحوثيين صورا فوتوغرافية ومشاهد فيديو لاستقبال القيادي الحوثي، مهدي المشاط ومحمد علي الحوثي، الوفدين السعودي والعماني والتصافح معهم، ثم عقد اول جلسة مباحثات بين الجانبين بشأن مسودة اتفاق السلام، المطروحة لإبداء الملاحظات الاخيرة والتوقيع عليها رسميا.
وقالت وكالة (سبأ) التابعة لسلطات الحوثيين إن القيادي الحوثي مهدي المشاط "استقبل في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء وفد الوساطة العماني والوفد السعودي، وثمن جهود الوساطة التي تقوم بها سلطنة عمان الشقيقة ودورها الإيجابي في تقريب وجهات النظر وجهودها في تحقيق السلام المشرف".
مشيرة إلى إن المشاط "أكد الموقف الثابت من السلام العادل والمشرف الذي ينشده أبناء الشعب اليمني ويحقق تطلعاتهم في الحرية والاستقلال". مستنكرة في مقدمة نشرتها الاخبارية ما سمته "استمرار الاعتداءات السعودية في الحدود وسقوط الضحايا المدنيين، وسعي السعودية لتقديم نفسها وسيطا".
وأعلنت السعودية، رسميا، الجمعة، عبر حساب "أخبار السعودية" الرسمي الذي يتابعه 19 مليون على منصة "تويتر"، عن ارسال وفد دبلوماسي سعودي يرافقه وفد عماني إلى العاصمة صنعاء لعرض ملاحظات وتعديلات مجلس القيادة الرئاسي على مسود الاتفاق الذي توصلت اليه مفاوضات مسقط.
كما نشرت المملكة العربية السعودية رسميا، تفاصيل الاتفاق الذي توصلت اليه مفاوضاتها غير المباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية في مسقط طوال الاشهر الماضية بوساطة عمانية، موضحة أن مجلس القيادة الرئاسي أبدى ملاحظاته على مسودة الاتفاق بعد تسلمها من وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان.
وفجر الخميس، سلم وزير الدفاع السعودي، الامير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، لدى لقائه واعضاء المجلس، رسميا، مسودة الاتفاق التي افضت إليها المفاوضات السعودية غير المباشرة مع جماعة الحوثي في مسقط لإنهاء الحرب وإحلال السلام.
كشف هذا، وتفاصيل مسودة الاتفاق، أحد ابرز اعضاء الوفد الاعلامي المرافق لرئيس واعضاء مجلس القيادة الرئاسي، مدير تحرير صحيفة "14 اكتوبر" الحكومية الصادرة في العاصمة المؤتقة عدن، الإعلامي عبدالرحمن أنيس، في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر".
وقال أنيس: "في اجتماعات الرياض تم اطلاع مجلس القيادة الرئاسي على اخر التوافقات مع الحوثيين في مسقط، وتم عرض خارطة سلام تتضمن تجديد الهدنة وتوسيع عناصرها لتشمل دفع المرتبات، ثم الانتقال الى حوار يمني يمني برعاية الامم المتحدة يتم فيه طرح كافة القضايا المتعلقة بادارة المرحلة الانتقالية".
مضيفا: "خارطة السلام اصبحت جاهزة كمسودة، وأصر الاشقاء على ربطها بتجديد الهدنة التي ستمثل المرحلة الاولى منها. اراد الحوثيون البدء بفتح الميناء وتوسيع وجهات المطار والمرتبات ثم العودة الى مناقشة الخطوات المقبلة ، لكن الان هي خارطة واحدة تبدا بالهدنة ووقف اطلاق النار، والتوقيع ككل مترابط".
وتابع: ابرز تفاصيل خارطة السلام التي يجري مناقشتها مع مجلس القيادة الرئاسي في الرياض: "تجديد الهدنة لمدة ستة اشهر. صرف المرتبات وتوحيد العملة وفتح المطارات اذا نجحت الهدنة لمدة ستة اشهر. حوار يمني يمني برعاية أممية لمدة ستة اشهر يتضمن شكل الدولة والجيش. مرحلة انتقالية مدتها عامين".
مردفا في تغريدة رابعة: المدة الزمنية وفق خارطة السلام التي تناقش في الرياض حاليا هو ثلاث سنوات ، كالتالي: ستة اشهر هدنة. حوار يمني يمني لمدة ستة اشهر ، متزامنا مع فتح المطارات وصرف المرتبات (هذه الخطوات مشروطة بصمود الهدنة ستة اشهر). مرحلة انتقالية لمدة عامين".
رسميا، أفادت وكالة الأنباء الحكومية (سبأ) أن لقاء أعضاء المجلس الرئاسي مع بن سلمان بحث "مستجدات الوضع اليمني، ومسار الإصلاحات الاقتصادية والخدمية التي يقودها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، واستعرض مستجدات الجهود الرامية لإحياء مسار السلام في اليمن من خلال عملية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة".
من جهته، تحدث وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان عن اللقاء على صفحته في "تويتر"، وقال: إنه أكد خلال لقائه أعضاء المجلس الرئاسي في اليمن "استمرار دعم المملكة المتواصل لليمن، ولمجلس القيادة الرئاسي اليمني في كافة المجالات؛ بما يخدم الشعب اليمني الشقيق، ويسهم في الوصول إلى حلٍّ سياسي شامل ينهي الأزمة اليمنية".
في السياق، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، الثلاثاء، الانباء عن اعلان المرتقب للاتفاق، بقوله: إن الظروف الحالية "مواتية" للانخراط في محادثات السلام للتوصل إلى حل سياسي في اليمن. ودعا البديوي في بيان الاطراف اليمنية إلى "وحدة الصف وإعلاء مصلحة اليمن العليا، لينعم بالسلام والأمن والاستقرار".
وكشفت صحف عربية ودولية بينها صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية، عن تفاصيل مسودة الاتفاق المطروحة على مجلس القيادة الرئاسي، وصفتها بـ "خارطة سلام شاملة للأزمة في اليمن" تنفذ على ثلاث مراحل برعاية أممية، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، واستكمال تبادل الأسرى.
كما أعلنت وكالة الانباء البريطانية "رويترز" عن زيارة وفد سعودي وعماني إلى العاصمة صنعاء الاسبوع المقبل للتفاوض مع مسؤولي جماعة الحوثي الانقلابية، بشأن مسودة "خارطة السلام المطروحة"، وملاحظات مجلس القيادة الرئاسي وتعديلاته عليها، تمهيدا للتوقيع عليها وإعلانها رسميا والبدء بتنفيذ بنودها وفق اطار زمني.
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.