طارق صالح

السعودية تصدر إعلان مفاجئ (تفاصيل)

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

أصدر طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، اعلانا مفاجئا من العاصمة السعودية الرياض، أكد فيه تراجعه عن تصريحات رسمية له تضمنت مواقفه من الحرب في اليمن، ودعمه لجهود المملكة الساعية لانهاء الحرب واحلال السلام.

أعلنت هذا، وسائل اعلام طارق، في سياق تغطيته للقاء الاخير بمقر اقامته في العاصمة السعودية الرياض، مع سفير مملكة النرويج لدى اليمن توماس ليد بول، مساء الاثنين، وبحثه مستجدات الساحة اليمنية وجهود السلام.

موضحة أن "العميد طارق نوه بدور النرويج، وترحيب مجلس القيادة بأي جهد سياسي يدعم العملية السياسية في اليمن، ومنها جهود مملكة النرويج التي اهتمت بالملف اليمني منذ سنوت عدة، وعينت مبعوثاً خاصاً للسلام في اليمن".

وأقر طارق عفاش، لأول مرة باتهامات له بالاستحواذ على المنح الدولية، متحدثا عن تقديم مملكة النرويج منحا ومساعدات انسانية واغاثية لمدن وسكان الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة قواته و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات.

معبرا في اللقاء عن تقديره و"اشادته بنشاط النرويج في مجال الدعم الإنساني في اليمن عموماً وفي الساحل الغربي على وجه الخصوص، وحث على توسيع وتنوع هذه الأنشطة إلى أن يتجاوز اليمنيون الأوضاع التي يمرون بها حالياً".

من جانبه، أكد سفير مملكة النرويج لدى اليمن توماس ليد بول، حسب ما نقلته وسائل اعلام طارق عفاش عن اللقاء "التزام النرويج بتقديم المساعدات الإنسانية سواءً عبر الأمم المتحدة أو عبر المانحين والمنظمات ذات الصلة".

موضحا أن "مملكة النرويج تتابع الوضع السياسي في الجمهورية اليمنية وتبدي استعدادها لدعم مباحثات السلام نظراً لخبرتها في رعاية المفاوضات السياسية منذ عقود". وفقا لما نشرته وسائل اعلام طارق عفاش عما دار في اللقاء.

يأتي تراجع طارق عفاش عن تصريحات سابقة له، عقب وصول وفد سعودي برئاسة السفير محمد آل جابر، برفقة وفد عماني وسيط، إلى صنعاء وعقدهما مباحثات مع قيادة جماعة الحوثي بالقصر الجمهوري، بشأن الصيغة النهائية لمسودة اتفاق انهاء الحرب واحلال السلام.

والسبت، اصدر طارق عفاش، اول تصريح له من الرياض، على هامش مشاركته في مشاورات مجلس القيادة الرئاسي بشأن مسودة اتفاق السلام المسلمة للمجلس من وزير الدفاع الامير خالد بن سلمان، فجر الخميس؛ اعتبره مراقبون "محاولة للظهور صاحب قرار، وتبرير تراجعه عن شعاراته العنترية وسقوطها، بأنه استجابة لما تقرره مناقشات قواعده".

وبدأ طارق عفاش، الخميس، التمهيد لتنازل كبير يلي انسحاب قواته من مساحة 110 كم مربع لصالح الحوثيين، بإصداره اعلانا اعتبره مراقبون أنه "يهيئ اتباعه لتلقي صدمة جديدة". والتراجع عن تصريحاته الطنانة والمتمردة على توجهات السعودية لانهاء الحرب في اليمن.

وكشف دبلوماسيون وسياسيون يمنيون عن خفايا مرافقة لاستدعاء المملكة العربية السعودية، طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، إلى العاصمة السعودية الرياض، بطائرة سعودية نقلته من مطار المخا.

حسب المصادر الدبلوماسية والسياسية المتطابقة، فإن "الرياض منزعجة من تجاوز طارق عفاش المجلس الرئاسي والمملكة في تحركاته وتصريحاته المناهضة لمساعي الوساطة السعودية بين المجلس الرئاسي وجماعة الحوثي لتمديد الهدنة وبدء ترتيبات انهاء الحرب في اليمن".

وأعلن طارق عفاش، ولأول مرة، نهاية فبراير الفائت، تمرده على التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، ومعارضته سياساتها لصالح انحيازه الكامل لتبني مواقف وسياسات الامارات، الممول الرئيس له وقواته في الساحل الغربي، والداعم لتصعيده إلى عضوية مجلس القيادة الرئاسي.

جاء هذا التمرد، امتدادا لتسجيل طارق عفاش، موقفا مفاجئا من الاتفاق السعودي الايراني، ينحاز لموقف الامارات، الذي قلل من اهمية الاتفاق وجدواه، وهاجم اعتباره انجازا، وتبنى الموقف الامريكي المشكك في فاعلية الاتفاق ونجاحه عمليا، وتعبيره عن الامتعاض من "توسع النفوذ الصيني في المنطقة".

يشار إلى أن الامارت تبنت طارق عفاش عقب فراره من صنعاء اثر اندلاع المواجهات بين عمه والحوثيين وانفجار خلافات وصراع تقاسم غنائم الانقلاب في السلطة والثروة نهاية 2017م، ومولت تجميعه ضباط وأفراد الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والحرس الخاص) إلى عدن ثم المخا، ليغدو وكيل الامارات في الساحل الغربي واجندة اطماعها في اليمن، مقابل اعادته واسرته للحكم.