انتشرت مؤخرًا بيانات متعددة حول ظهور كويكبات بالقرب من كوكب الأرض وهو ما يهدد بقاءنا، وهو ما دفع العلماء للمتابعة والرصد المستمر للتأكد من سلامة الوضع.
مازالت تنتشر في صفحات التواصل الاجتماعي معلومات حول نيبيرو الخرافي وغالبًا ما تجد آذانًا صاغية وكأنها حقيقة، ربما لأن بعض الناس يشعر بالراحة عند الحديث عن أمور غامضة مجهولة يتم ربطها بالكوارث كال زلازل والبراكين ونهاية العالم، لكن هذا لا يجعل تلك الادعاءات صحيحة، فتلك الصفحات تعتمد على كلام إنشائي و”الأدلة” غير موجودة.
وتقول الجمعية الفلكية بجدة: إن خرافة نيبيرو ربما تكون واحدة من أسوأ الخرافات، والذي قدم للناس على أنه كوكب غامض يكمل دورة حول الشمس مرة كل 3,600 سنة أرضية، وأنه سيصطدم يومًا ما بكوكبنا وإذا فشل سيقترب بما يكفي لإحداث كوارث طبيعية ستقضي على الحضارة البشرية كما نعرفها، ولكن لا يجب القلق فنيبيرو هو مجرد شيء خيالي لا وجود له، ولو كان حقيقيا لكانت هناك آثار تأثير لجاذبيته في جميع أنحاء النظام الشمسي ولكن لا يوجد ذلك.
تعود قصة نيبيرو الخرافي إلى العام 1976 بنشر كتاب “الكوكب الثاني عشر” بقلم زكريا سيتشين الذي لم يعتقد أن نيبيرو يشكل أي تهديد مباشر للبشرية على العكس أعتقد أنه مرتبط بخلق جنسنا البشري.
كان زكريا سيتشين صحافيًا وطالبًا يدرس الكتابة المسمارية السومرية – كتابات قديمة من بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس بشكل رئيسي على أقراص الطين، وأصبح مقتنعاً بأن الإنسان العاقل وفقا لتفسيراته (المشكوك فيها) للنصوص والنقوش القديمة في بلاد ما بين النهرين، تم “تصميمه” بواسطة الهندسة الحيوية من قبل كائنات فضائية تسمى “أنوناكي” استعمروا جنوب شرق إفريقيا.
زعم زكريا سيتشين، أن هذه الكائنات جاءت من نيبيرو الخرافي ، وهو جسم لا وجود له، وبحسب كتاباته فإن نيبيرو الخرافي يقترب من الأرض مرة كل 3,600 سنة ثم يتراجع إلى أعماق الفضاء.
أصبح نيبيرو الخرافي موضوع خوف، وبدءًا من منتصف التسعينات، تم دمج الكوكب الأسطوري في عدد كبير من نظريات نهاية العالم، وقد تنبأ البعض بأن نيبيرو الخرافي سيحلق قرب الأرض في عام 2003، مما سيتسبب في دمار شامل ولكن هذا لم يحدث ولكن ظل نيبيرو الخرافي يحتل العناوين.
بعد ذلك روج العديد من أنصار نهاية العالم في 2012 أن نيبيرو الخرافي كان سيضرب الأرض في ديسمبر، مدعمين معتقداتهم بتقويم الحساب الطويل لحضارة المايا القديمة ولم يحدث شيء وانتعشت الخرافة من جديد في عام 2017، عندما تم الترويج وعلى نطاق واسع بأن نيبيرو الخرافي أو شيء مشابه يقترب بسرعة وسرعان ما يبشر بنهاية العالم.
أما حين نتحدث بشكل علمي واضح، فهناك من يفترض أن نيبيرو الخرافي لديه فترة مدارية من 3,600 سنة أرضية، في ظاهر الأمر يبدو هذا الادعاء معقول، ولكن ما لا يعرفه مروجو خرافة نيبيرو أن هناك جسماً صغيراً (موجود فعلا) يسمى سيدنا في سحابة اورت يستغرق 11,400 سنة أرضية لإكمال دورة واحدة حول الشمس.
وفي أقرب نقطة له من الشمس، يقع سيدنا على مسافة 76 وحدة فلكية من الشمس مما يجعله أبعد بكثير من نبتون وأورانوس وبلوتو، ومع ذلك، من المفترض أن يقوم نيبيرو الخرافي بزيارات منتظمة إلى الجزء الداخلي من النظام الشمسي ويقترب من عطارد والزهرة والأرض والمريخ.
باستخدام هذه المعايير يفترض أن أبعد نقطة في مدار نيبيرو الخرافي ستكون على مسافة حوالي 469 وحدة فلكية من الشمس، لذا في غضون 3,600 سنة، يفترض أن نيبيرو الخرافي يتحرك على طول الطريق من كوكب الأرض إلى ذلك الموقع البعيد جدًا – والعودة، وللبقاء في الموعد المحدد، سيحتاج الكوكب إلى مدار ضيق للغاية على شكل عصا تقريبًا.
وبناء على ذلك سيتحرك نيبيرو الخرافي بسرعة كبيرة أثناء مروره بالأرض حوالي (42.1 كيلومتر في الثانية)، هذا يسبب مشاكل، فكوكب يتحرك بهذه السرعة العالية وعلى طول مثل هذا المدار غير المستقر سيكون معرضًا لخطر أن يتحرر من النظام الشمسي تمامًا.
ولكن ماذا لو استمر نيبيرو الخرافي بالفعل في مساره وحافظ على مداره الغريب حول الشمس، ففي هذه هي الحالة كان العلماء سيجدون أدلة على ذلك.
من المعروف أنه قبل وقت طويل من اكتشاف كوكب نبتون في عام 1846، اشتبه العلماء في احتمال وجود كوكب كبير لماذا؟، لأن الراصدين لاحظوا أن أورانوس – الذي رصد لأول مرة عام 1781 – ينحرف عن مداره المتوقع، وقد افترض علماء الرياضيات أن هذا كان بسبب تأثير كوكب قريب على أورانوس، ثم تم تحديد مكانه وتحول الكوكب الغامض إلى العملاق الغازي الذي نسميه الآن نبتون.
وبالمثل، إذا كان نيبيرو الخرافي حقيقيًا، فسيكون تأثيره على الكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي واضحًا، وإذا كان – كما يدعي الكثير – بأن نيبيرو الخرافي بحجم المشتري أو أكبر، فإن هذا التأثير سيكون أكثر وضوحًا لأن الكواكب الضخمة تمارس سحب جاذبية قوي.