شاهد بالصور .. النيران تجتاح المخا وتبلغ عنان السماء

اجتاحت مدينة المخا، التابعة اداريا لمحافظة تعز والخاضعة لسيطرة ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات، لهب النيران وبلغت عنان السماء، في ظاهرة غير مسبوقة، لم تشهدها المدينة في اي من الاعياد الوطنية الجمهورية (22 مايو، 26 سبتمبر، 14 أكتوبر، 30 نوفمبر).

وأفادت مصادر محلية وعسكرية متطابقة، بأن طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، وجه باحتفالات كبرى احتفاء باطلاق سراح نجله عفاش وشقيقه محمد، اللذين أُسرا في مواجهات علي عفاش مع الحوثيين عقب انفضاض شراكتهما بالانقلاب نهاية 2017م.

موضحة أن قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" اشعلت، على غير العادة، سماء مدينة المخا، المقر المركزي لقيادة قوات طارق عفاش، بكم هائل من الألعاب النارية والضوئية، احتفالاً بإفراج جماعة الحوثي عن عفاش طارق عفاش، ومحمد محمد صالح عفاش، مقابل 100 اسير لهم، حسب الوفد الحكومي المفاوض.

ونشر طارق عفاش، صورة تجمعه مع نجله وشقيقه، فور وصولهم إلى مطار الملك خالد في الرياض، في تغريدة على حسابه بمنصة "تويتر"، مع تعليق يصور نجله وشقيقه بأنهما من "ابطال الجمهورية" ويبرر لوقوعهما في أسر الحوثيين، ويغطي على أنهما أُسرا في مواجهات صراع عمه مع الحوثيين على غنائم الانقلاب في السلطة والثروة.

طارق قال في تغريدته: "بمصافحة محمد وعفاش، أخي وابني اللذين خطفهما الحوثي من المستشفى والشارع بعد انتهاء القتال، عادت ذاكرتنا إلى ديسمبر، يوم البطولة والرجولة والاقدام". حسب زعمه. وأردف متجاهلا انقلابه وعمه على الجمهورية: "يوم خالد من أيام اليمن الجمهوري وهو يتمسك بالبقاء..عهد علينا أيها الابطال، أن تحيا الجمهورية سلما او حربا".

وفر طارق عفاش، من العاصمة صنعاء فور اندلاع المواجهات بين قوات عمه علي صالح عفاش وجماعة الحوثي في الثاني من ديسمبر، تاركا عمه يواجه مصرعه، في اليوم الثاني لإعلانه عبر قناته "اليمن اليوم" الانتفاضة على الحوثيين ومد يده لمصافحة التحالف بقيادة السعودية، الذي ظل يصفه طوال ثلاث سنوات "العدوان البربري".

تبنت الامارات طارق عفاش عقب وصوله شبوة اثر اندلاع المواجهات بين عمه والحوثيين وانفجار خلافات وصراع تقاسم غنائم الانقلاب في السلطة والثروة نهاية 2017م، ومولت تجميعه ضباط وأفراد الجيش العائلي إلى عدن ثم المخا، ثم تصعيده لعضوية مجلس القيادة، ليغدو وكيل الامارات في الساحل الغربي وأجندة اطماعها في اليمن.

ونفذت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، صباح السبت، ثاني عمليات نقل وتبادل الاسرى والمحتجزين، المشمولين باتفاق جنيف بين الحكومة المعترف بها وجماعة الحوثي، لتبادل 887 اسيرا ومحتجزا من الجانبين، كدفعة اولى تتبعها دفع لاحقة، سيجري التفاوض بشأنهم في مايو المقبل، وصولا لإطلاق جميع الاسرى على قاعدة "الكل مقابل الكل".

شملت ثاني عمليات تبادل الاسرى والمحتجزين، نقل 357 اسيرا ومحتجزا من التحالف والحكومة و"القوات المشتركة" في الساحل الغربي وجماعة الحوثي، خلال 6 رحلات جوية ذهاب واياب إلى مطارات صنعاء والمخا والرياض وأبها، بينهم (19) أسيراً من قوات التحالف (16 سعوديا و3 سودانيون)، و250 اسيرا ومحتجزا من الحوثيين.

والجمعة، توج طارق عفاش وقواته، استهدافه طوال 6 سنوات "الوية المقاومة التهامية" وسعيه إلى تفكيكها ودمجها ضمن قواته بترهيب الاغتيالات وترغيب الاغراءات لقيادات الويتها وكتائبها؛ عبر إصدر بيان، يعلن رسميا الغاء كيان وصفة "المقاومة التهامية"، مستفزا الاخيرة ومفجرا ردود فعل غاضبة وساخطة، بين اوساط التهاميين.

ورد الجيش الوطني في محور الحديدة، على الغاء طارق عفاش كيان "المقاومة التهامية" وصفتها، بكشف اسماء ووحدات اسرى المقاومة التهامية الذين نسبتهم قوات طارق عفاش اليها وألغت صفتهم، ممن جرى الافراج عنهم ضمن الدفعة الاولى من اتفاق جنيف بين الحكومة وجماعة الحوثي لتبادل 887 اسيرا ومحتجزا من الجانبين.

في المقابل، استنكرت قيادات الوية "المقاومة التهامية" الغاء كيانها وصفتها الاعتبارية القائمة على الارض، منذ بدء معارك تحرير الساحل الغربي وقبل ان يغادر طارق صفوف الحوثيين ويفرمن صنعاء إلى شبوه ومنها إلى عدن ثم الساحل الغربي، ويسطو على تضحياتها وألوية "العمالقة الجنوبية" ويبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي المحررة.

تصدر لهذا الرد، القيادي في المقاومة التهامية والحراك التهامي، ورئيس المجلس المحلي لمديرية الحالي بمحافظة الحديدة، ايمن جرمش، بفضحه نسب قوات طارق عفاش، الاسرى المفرج عنهم اليها، في اول عمليات تبادل الاسرى الجمعة، والغاء صفتهم الحقيقية وانتسابهم إلى الوية "المقاومة التهامية". معتبرا ذلك سطوا على نضال التهاميين.

وقال القيادي التهامي ايمن جرمش في رده على تغريدة قوات طارق، والذي اعاد نشره في حساباته، قائلا: توضيح هام و للتاريخ. ان الأسرى المفرج عنهم اليوم وعددهم ١٣ هم من ابطال المقاومة التهامية و الزرانيق وليسو مقاومة وطنيه كما ورد في بعض وسائل الإعلام". وأردف قائلا: "نرفض تغيير الحقائق أو طمس نضال التهاميين".

يأتي هذا بعد ايام، على تسديد قائد عسكري بارز، في "المقاومة التهامية" الموالية لطارق عفاش، صفعة مباغتة، بنشره فضيحة مجللة، تكشف حقيقة اهداف انشطة "المكتب السياسي" لقوات طارق، وزيف شعاراته المعلنة بشأن "توحيد الصف". واستمراره في هدف شق صفوف الوية المقاومة التهامية وتفكيكها.

يشار إلى أن طارق عفاش، عَمَّد إلى استهداف الوية "المقاومة التهامية" و"العمالقة الجنوبية" عقب تسلقه على تضحياتها في معاركها مع الحوثيين وتحرير عدد من مديريات الساحل الغربي، من خلال الترهيب بالاغتيالات والترغيب بالاموال، لدمجها ضمن قواته، ونجح في تفكيك عدد من الويتها وشراء ولاء عدد من قياداتها، وتصدر المشهد حاكما عسكريا للساحل الغربي.