الاسرى

عاجل : وصول "الاسرى" يفجر مواجهات جنوبية مناطقية

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

فجر ملف "الاسرى" ووصول اثنين من كبار اسرى الشرعية، اللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر هادي إلى مطار العاصمة المؤقتة عدن، صباح الجمعة، ضمن 35 اسيرا للحكومة والتحالف والقوات المشتركة، نزاعا جنوبيا تتصاعد وتيرة مواجهاته، على نحو يعيد الى الواجهة الصرعات المناطقية الدامية في جنوب البلاد خلال الستين عاما الماضية.

نشب النزاع بين المكونات الجنوبية، على صاحب الفضل الاول في الافراج عن وزير الدفاع الاسبق، اللواء الركن محمود الصبيحي والرئيس الاسبق لجهاز الامن السياسي في عدن ولحج وابين، اللواء ناصر منصور هادي، وسعي متحدث كل مكون إلى نسب الدور الفاعل في الافراج عنهما إلى نفسه وقيادته دون غيرها من المكونات الجنوبية الاخرى.

وقال المتحدث باسم ما يسمى "للقوات المسلحة الجنوبية"، محمد النقيب، في بيان على حائطه بموقع "فيس بوك" ليل الجمعة: "إننا نحتفي وبزهو بإنجاز تحرير الأسرى الجنوبيين". مضيفا: إن "هذا الإنجاز السياسي والعسكري والإنساني، جاء كنتيجة للتحرك الدائم والحثيث من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي”.

وتابع متحدث مليشيا "الانتقالي" محمد النقيب، قائلا: إن "هذا الاستقبال الكبير، يعكس المقام والقيمة الرفيعة التي يحظى بها الأسير الجنوبي في التقدير والاعتبار الرسمي والشعبي. إذ ليس هنالك اعظم من حرية البطل الذي يقضي سنين من عمره في سجون العدو وراء القضبان رافعا راية وطنه ومدافعا عنها بثبات وصمود، دون خوف ومهما كلف الثمن”. حسب تعبيره.

كما نقلت قناة "عدن المستقلة" الانفصالية التابعة للمجلس الانتقالي، والممولة من الامارات، عن متحدث مليشيا "المجلس الانتقالي" تصريحا اعاد فيه بيانه، مع التشديد على تحرك سريع ومتابعة حثيقة واهتمام بالغ من الزُبيدي باتمام صفقة تبادل الاسرى وانها تعطي ملف الاسرى والمعتقلين الجنوبيين اولوية قصوى وفي صدارة اهتماماتها.

من جانبه، قال مدير المركز الإعلامي لألوية "العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، أصيل السقلدي في تغريدة على منصة "تويتر" الليلة: "سنُطلِق يوم غدٍ (اليوم) الجمعة مئات الأسرى الحوثيين؛ الذين وَقَعوا بأيدي أبطالنا في جبهات القتال؛ بمبادرة من قيادتنا الرشيدة، ممثَّلَة بقائد العمالقة الجنوبية: أبو زرعة (عبدالرحمن) المحرمي".

نافيا أي دور من قريب أو بعيد لـ "المجلس الانتقالي" أو اي مكون جنوبي اخر، بقوله : إن أبو زرعة "نائب رئيس المجلس الرئاسي؛ بادر في إطلاق سراحهم مقابل تحرير اللواء: محمود الصُّبيحي وناصر منصور هادي، ومعهم 70 أسيرًا؛ الذين لم يُفرِج عنهم الحوثي بحسب قرار مجلس الأمن الدولي، فقرَّرت قيادتنا تحريرهم مقابل إطلاق مئات الحوثيين". حسب تعبيره. 

ونقلت قناة "الغد المشرق" المتخصصة في شؤون جنوب اليمن والمتبنية خطاب ودعوات "المجلس الانتقالي" والمكونات الجنوبية الانفصالية، عن السقلدي تصريحا، أكد فيه حصر الفضل في تحرير اللواء الصبيحي واللواء ناصر هادي و70 اسيرا من "العمالقة الجنوبية" ومليشيا "الانتقالي"، في قائد "العمالقة الجنوبية" عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) وحده.

في المقابل، نسب احد القيادات الاعلامية الجنوبية، الاعلى صوتا، والمعروفة بأنها موالية لتيار الرئيس الجنوبي الاسبق، علي سالم البيض، المذيع بقناة "الامارات" الرسمية، الاعلامي عادل اليافعي، الفضل في الافراج عن اللواء الصبيحي واللواء ناصر هادي، إلى شخصية أخرى، لا تنتمي إلى "المجلس الانتقالي" أو "العمالقة الجنوبية"، ويرجح أنها محسوبة على تيار البيض.

وقال الاعلامي عادل اليافعي في تغريدة على حسابه بمنصة "تويتر"، ارفقها بصورة للواء الصبيحي واللواء ناصر مع شخصية ثالثة: "العقيد ياسر الحدي ابوصهيب بطل هذه الصفقة ومهندسها الاول وله الفضل بعد الله بعودة ابطالنا وعلى رأسهم الاسد محمود الصبيحي". مردفا: "الرجل العظيم في هذا اليوم السعيد مهندس الصفقة وقائدها … ياسر الحدي ????شكرا لك ????????????".

أججت هذه التصريحات المتناقضة بين متحدثي المكونات الجنوبية، موجة مهاترات واسعة بين اوساط سياسيي وناشطي كل مكون جنوبي، حد تبادل المنابزات المناطقية فيما بينهم والاتهامات، بالتخاذل والمتاجرة بالقضية الجنوبية، كالها كل مكون للاخر، زاعما انه الوحيد المخلص للقضية والمناضل لأجلها وباذل التضحيات الثمينة في سبيلها.

ولقن وزير الدفاع الاسبق، اللواء الركن محمود الصبيحي، "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أول درس في الانتماء للوطن والنضال لأجله، فور وصوله مع اول دفعة من الاسرى المفرج عنهم من صنعاء، إلى مطار عدن الدولي، صباح الجمعة، تلخص في بيان معنى الانتماء للوطن والنضال الفعلي لأجله، حسب ما أكده مشاركون في الاستقبال.

عمَّدت سلطات "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، والمسيطرة على عدن منذ انقلابها على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم اماراتي، إلى تصوير الافراج عن الصبيحي وناصر هادي، انتصارا للمجلس الانتقالي وما يسميه "دولة الجنوب" التي رفع اعلامها.

وبدأ الصليب الاحمر الجمعة، أول عمليات تنفيذ اتفاق جنيف بين الحكومة وجماعة الحوثي مطلع مارس الفائت، القاضي بتبادل 181 اسيرا ومحتجزا من قوات التحالف والجيش والقوات المشتركة بالساحل الغربي، مقابل 607 اسيرا ومحتجزا لجماعة الحوثي.

شملت رحلات الجمعة نقل 200 اسيرا للحوثيين إلى مطار صنعاء ونقل 35 اسيرا للحكومة والتحالف من صنعاء إلى مطار عدن، ومن المقرر أن تستمر عمليات نقل الاسرى السبت والاحد، عبر ستة مطارات هي (صنعاء، عدن، المخا، مارب، الرياض، ابها).

وضمت دفعة الاسرى الواصلة إلى عدن، الجمعة، بجانب اللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور هادي، 13 اسيرا من الوية "المقاومة التهامية" في الساحل الغربي، لأول مرة، في صفقات تبادل اسرى، رسمية، بسبب هيمنة طارق عفاش وقواته على الساحل الغربي. 

يأتي هذا بعدما كان عضو اللجنة الحكومية المعنية، ماجد فضائل، أعلن عن تأجيل موعد تبادل الاسرى المقرر في 20 رمضان (11 ابريل)، كما نصت عليه الآلية التنفيذية لاتفاق جنيف في مارس الماضي، بشأن الترتيبات والاطار الزمني لتبادل 887 اسيرا ومحتجزا، من الجانبين.

 

وقال ماجد فضائل، وهو وكيل وزارة حقوق الانسان في الحكومة اليمنية في تصريحات صحفية: إن "التأجيل جاء بطلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي أبلغتهم أنها بحاجة وقت إضافي لمدة ثلاثة أيام أخرى لاستكمال بعض الترتيبات والمقابلات التي من اللازم القيام بها قبل التنفيذ".

 

مضيفا بتصريح على منصة "تويتر": "نظرا للاعداد الكبيرة المتفق على مبادلتهم، وبرغم من الترتيبات والجهود الكبيرة المبذولة من الجميع الا انه في حقيقه لم تستكمل كل المقابلات والصليب الاحمر بحاجة لاستكمال الاجراءات، ما زال هناك بعض الترتيبات والمقابلات التي من اللازم القيام بها".

 

وقبل ايام، أعلنت جماعة الحوثي عن "استقبال 13 اسيرا ومعتقلا، نقلتهم طائرة من مطار الرياض إلى مطار صنعاء (السبت الفائت) وأفرجت عنهم السلطات السعودية في مقابل اسير سعودي تم الافراج عنه في وقت سابق". مشيرة إلى أن الاسرى المفرج عنهم يأتون ضمن الصفقة المبرمة بجنيف.

 

يُعد ملف الاسرى، واحدا من اهم الملفات المطروحة للمفاوضات المباشرة وغير المباشرة، بين التحالف والحكومة اليمنية مع جماعة الحوثي، المتعلقة بتوسيع بنود الهدنة لتشمل متطلبات الملف الانساني ممثلة بدفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ وفتح المنافذ والطرقات، تمهيدا لخوض مفاوضات سلام شامل ينهي الحرب.

 

وتوصلت الحكومة وجماعة الحوثي، في مارس الماضي، إلى اتفاق برعاية الامم المتحدة، يقضي بإطلاق سراح 887 محتجزا، منهم 181 أسيرا للتحالف وللحكومة (بينهم 15 سعوديا و3 سودانيين)، مقابل 706 اسيرا ومحتجزا للحوثيين ستفرج عنهم الحكومة اليمنية، على ان تتواصل مفاوضات اطلاق باقي الاسرى على قاعدة "الكل مقابل الكل" في مايو المقبل.

 

يشار إلى أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي، كانتا وقعتا نهاية العام 2018م ضمن اتفاق السويد (ستوكهلوم) اتفاقا للافراج عن قرابة 17 الف اسير على قاعدة "الكل مقابل الكل"؛ لكن تنفيذ الاتفاق تعثر، وسط اتهامات متبادلة بين الحوثيين والشرعية، وأنباء عن "تحكم التحالف بقيادة السعودية والامارات بهذا الملف".