عيد مبارك وكل عام وانتم لخير، في البدء نترحم على ضحايا التدافع في صنعاء عاصمة (ج ع ي ) ونعزي من صميم قلوبنا اسر واهالي ضحايا ذلك التدافع وندعو الله ان يغفر لموتاهم ويسكنهم الجنة وان يتقبل منا ومنهم صالح الاعمال.
في اخر يوم من شهر رمضان وليلة عيد الفطر وفي عاصمتهم صنعاء يقوم فاعل خير بتوزيع صدقات بسبطة على الناس فتنقلب صنعاء عن بكرة ابيها لتتدافع على تلك الصدقات نتيجة الحاجة والفاقة الشديدة ويسقط مائة حالة وفاة نتيجة التدافع ومئات الجرحى لم يحدث مثله في التاريخ.
حتى في تدافع الحجاج حين حصل للملايين من الحجاج في الحرم المكي لم يسقط ذلك العدد كل هذا يؤشر الى حالة البؤس والوضع المعيشي لشعبهم ما بالك بشعبنا اذا استمروا بضمنا والحاقنا بهم مع الفارق في السلوك الاجتماعي بين شعبينا.
فالى ماذا تدعونا حين تصرون على الضم والالحاق تحت مسمى الوحدة ؟ الوضع المعيشي الذي خلفته سنوات احتلال الجنوب من قبل مراكز النفوذ اليمنية ونهب ثروات الجنوب و الاحلال الوظيفي لليمنيين محل موظفي الجنوب العربي في الموسسات المدنية والاجهزة الامنية والعسكرية وطرد الجنوبيبن من وظائفهم في المصانع و الموسسات الحكومية و التعاونية بحجة خصخصتها وتحويلها الى ملكيات لمراكز نفوذ صنعاء والقاء الدعم الحكومي للمواد الغذائية و الاقمشة ومجانية التعليم والتطبيب ونهب الثروات النفطية و المعدنية والسمكية والزراعية حتى وصل الامر الى نهب مراكز تقوية بذور البطاطس ومراكز البحث والارشاد الزراعي وغير ذلك.
وبشكل عام يمكن القول لقد قامت سلطة( ج ي د ش ) بتأميم ممتلكات شعب الجنوب وتحويلها الى ملكيات عامة والتعاونية وظل الجنوبيين يعملوا في هذه مؤسسات على احداث عملية التراكم والتطوير لثروة برواتبهم والخدمات التي تقدم لهم مجانا في مجال دعم الاسعار وخدمات التعليم والتطبيب وغيره.
وفي حرب 94 م قامت مراكز النفوذ اليمنية ومعها قوى التطرف والارهاب اليمني والقبائل اليمنية المتخلفة بنهب تلك المرتكزات الاقتصادية ونقلها الى صنعاء وبقية محافظاتهم ولم يتركوا للجنوبيين شيء حتى ابواب المؤسسات والمصانع واسلاك الكهربا وبلاط الارضيات تم نهبها واضافوها الى الممتلكات الخاصة لليمنيين في محافظاتهم.
وهكذا تم اغناء مراكز النفوذ اليمنية في صنعاء و محافظاتهم وافقار شعب الجنوب تماما وحصل الفارق في المستوى المعيشي وعانى الجنوبيين الامرين من جراء ذلك ولكن لم يحص مثل هذا التدافع الى من بعض المزاحمات التي يفتعلها نازحيهم الى الجنوب وهذا يعكس الفارق في السلوك الاجتماعي لشعبينا.
فالى ماذا تدعونا حين تصرون على ضم والحاق الجنوب تحت مسمى الوحدة ؟ ومع كل ذلك حاول الجنوبيين لملمت جراحهم وعاشوا خلال سنوات الضم و الالحاق ماسي وحياة معيشية و امنية ضنكا و صعبة جدا ، وفي نفس الوقت عاش الشعب في,( ج ع ي ) على ما نهبوا من الجنوب.
ولكن تاكل ذلك التراكم بحكم سوء التدبير والتهام مركز النفوذ لما تكون بيد الشعب هناك حتى افقروا عامة الناس ونمت رؤوس اموال مراكز النفوذ واخذوا بتهريب رؤوس الاموال والاستثمار في الخارج دون احداث تنمية اقتصادية مستدامة ودون ايجاد فرص عمل جديدة فالى ماذا تدعونا اليه حين تصرون على الضم والالحاق تحت مسمى الوحدة ؟