روسيا

رسمياً .. اعلان روسي مفاجئا وجريئا بشأن اليمن (بيان)

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

اصدرت جمهورية روسيا الاتحادية إعلانا رسميا بشأن اليمن، وصفه مراقبون بالجريء والمفاجئ، تضمن موقفا جديدا من الحرب الدائرة في اليمن للسنة التاسعة على التوالي، ومعالجة تداعياتها الانسانية الكارثية، والإقتصادية والادارية والخدمية والمعيشية.

جاء هذا في بيان لوزارة الخارجية الروسية الجمعة، قال: "ان مصرع 90 شخصا واصابة عشرات اخرين بجروح اثناء تدافع للمواطنين وقع خلال توزيع مساعدات انسانية في صنعاء امس، يؤكد الحاجة الماسة لاولوية معالجة الوضع الانساني الصعب هناك بشكل عاجل".

ودعت روسيا إلى "الغاء القيود المفروضة على عمل المطارات والموانئ البحرية وفتح الطرق، واعطاء الاولوية لمعالجة الوضع الانساني الصعب في البلاد، بشكل عاجل وتكثيف الجهود الدولية لتقديم المساعدات الانسانية للمحتاجين في جميع المناطق".

مضيفة: "نحث على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتقديم المساعدات للمحتاجين في اليمن بغض النظر عن مكان اقامتهم وانهاء الحصار المفروض على هذا البلد بما في ذلك الغاء القيود المفروضة على عمل المطارات والموانئ البحرية وفتح الطرق وخلق الظروف لاستئناف عمل الهيئات الانسانية".

وتابعت وزارة الخارجية الروسية في بيانها: "نأمل في ان تتفق القوى السياسية اليمنية في اسرع وقت حول هذه المسائل وغيرها في اطار حوار بناء يهدف الى تحقيق تطبيع دائم للوضع هناك برعاية منظمة الامم المتحدة" وفق ما نقلته وكالة الانباء الحكومية (سبأ) عن البيان.

يأتي هذا بعدما شهدت العاصمة صنعاء، مساء الخميس، كارثة أليمة، جراء تدافع جموع غفيرة من الفقراء والمساكين تجمعوا للحصول على صدقات مالية يقدمها تجار في حي باب اليمن، وادى انفجار ناجم عن ماس في مولد كهربائي إلى اثارة خوفهم وسقوط قتلى ومصابين.

وطرأت فجر الخميس، مستجدات كبيرة في فاجعة مقتل واصابة العشرات في باب اليمن، وسط صنعاء، ليل الاربعاء، تتضمن كشف خلفيات جديدة بشأن الاسباب التي تقف وراءها، ومحصلة عمليات الاسعاف المستمرة للمصابين، والمحصلة الاولية للضحايا، والاجراءات الامنية المتخذة حيالها.

أعلن مكتب وزارة الصحة بالعاصمة صنعاء، الحصيلة الأولية لضحايا حادثة تدافع جموع من الفقراء والمساكين تجمعوا في باب اليمن للحصول على صدقات مقدمة من تجار، موضحا أن "عدد الضحايا بلغ 78 مواطناً و73 مصابا بينهم 13 حالة إصابة حرجة تتلقى العناية والعلاج".

من جانبه، وجه رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" لسلطات الحوثيين في صنعاء، القيادي الحوثي مهدي المشاط، بـ "تشكيل لجنة من الداخلية والأمن والمخابرات والقضاء والنيابة للتحقيق في حادثة التدافع في أحد مراكز توزيع المساعدات، ومعرفة أسباب ما حدث وسرعة الرفع".

وبدوره، أعلن رئيس ما يسمى "الهيئة العامة للزكاة" التابعة للحوثيين بصنعاء، شمسان محسن أبونشطان عن "توجيهات من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بـ "تقديم مليون ريال لكل أسرة من أسر ضحايا التدافع والتكفل بدفع 50 مليون لعلاج المصابين ودفع 200 الف ريال لكل مصاب". 

كما نشرت قناة "المسيرة" الناطقة باسم جماعة الحوثي، مقطع فيديو، يوثق لحظة تدافع الفقراء والمساكين إثر سماعهم انفجار بالقرب من مدرسة معين امام النادي الاهلي، منطقة التجمع، ناجم عن ماس في احد مولدات الكهرباء، اثار حالة من الخوف والفزع بين اوساطهم وقاد للتدافع.

وكشفت مصادر محلية متطابقة في العاصمة صنعاء في وقت سابق عن تفاصيل حصرية لفاجعة مقتل واصابة العشرات في باب اليمن، وسط صنعاء، وحقيقة الاسباب التي تقف وراءها، وعمليات الاسعاف المستمرة للمصابين والمحصلة الاولية للضحايا.

المصادر المتطابقة، أفادت إن "جموعا غفيرة من الفقراء والمساكين تجمعوا عقب صلاة العشاء من انحاء العاصمة صنعاء لاستلام مساعدات مالية بعدما شاعت انباء مبادرة عدد من التجار إلى تقديم صدقات (2000 ريال)، بمناسبة خواتم شهر رمضان المبارك".

موضحة أن "انفجارا وقع بالقرب من مدرسة معين (منطقة التجمع)، ناجم عن ماس بأحد مولدات شركات الكهرباء التجارية، اثار حالة من الهلع والفزع بين اوساط الفقراء والمساكين، ليبدأ تدافعهم بصورة هيستيرية طلبا للنجاة مما اعتقدوا انه قصف على المكان".

وذكرت المصادر المحلية المتطابقة، أن "تدافع جموع الفقراء والمساكين والذين يقدر عددهم بالآلاف، ادى إلى سقوط الضعفاء والأطفال والنساء ودوسهم من باقي المهرولين الهاربين منهم خوفا إثر دوي صوت الانفجار في المولد الكهربائي، ما سبب كارثة".

مشيرة إلى "عدد ضحايا حادث تدافع جموع الفقراء والمساكين، بلغ حتى الان 10 قتلى بينما تجاوز عدد المصابين الذين جرى انتشالهم واسعافهم جراء السقوط على الارض والدوس بالاقدام تجاوز الثمانين مصابا". في محصلة أولية وغير رسمية، حتى الان.   وفقا للناشط ماجد زايد، فإن "أصوت سيارات الإسعاف تجوب الشوارع القريبة من الحادثة، سيارات تصل وسيارات تغادر، ومستشفى الثورة مكتظة بالضحايا، عشرات اليمنيين قتلى ومصابين إثر تدافع سببه الجوع، يجب أن تقوم السلطة ووزارة الصحة بواجبها".

مضيفا في تدوينة على حائطه بموقع "فيس بوك" : "هذه كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، هذه مصيبة علينا، جميعًا، ونتيجة مخيفة لانقطاع الرواتب وتأخير الحلول، الشعب فعلًا يفضل الموت بينما يحاول الحصول على الفين ريال خصوصًا مع العيد".

ونشر الناشط ماجد مقاطع فيديو اولية للحظة اسعاف الضحايا، معلقا: "هذه مشاهد جديدة، لما حدث في باب اليمن، وبحسب مصادر طبية، ستتجاوز حتى الأن أعداد الضحايا والمصابين ما يقاب الـ 100 واكثر، جراء حادفة التدافع في صنعاء".

مردفا في تعليقه على احد مشاهد الفيديو الاولية من موقع الكارثة: "هناك أخبار تتحدث عن مس كهربائي، وبحسب متواجدين هناك، هذا غير صحيح، ماحدث سببه التدافع للحصول على الصدقات المالية من تاجر معين عند مدرسة معين بباب اليمن". 

وبدوره، نقل الناشط زايد شاكر "انباء عن سقوط عشرات الضحايا نتيجة دهس وازدحام المواطنين أثناء إستلام المساعدات الإنسانية في مدرسة معين بالعاصمة صنعاء". مرفقا مقطع فيديو مع تعليق: "لا وفق من وصل الشعب إلى هذه الحالة".

 

من جهتها، أكدت سلطات جماعة الحوثي الانباء المتداولة عن خلفيات الحادث الفاجعة وأسبابها، في بيان اصدره متحدث وزارة الداخلية بحكومة الحوثيين غير المعترف بها، ونشرته قبل لحظات، وكالة الانباء (سبأ) التابعة للحوثيين في صنعاء.

 

وقال بيان "داخلية" الحوثيين: إن ما حصل الليلة يعتبر حادثا مأساويا ومؤلما حيث راح ضحيته العشرات بسبب التدافع الكبير لعدد من المواطنين بسبب التوزيع العشوائي لمبالغ مالية من بعض التجار دون التنسيق مع وزارة الداخلية ودون تنظيم".

 

مضيفا: إن "الحادثة تسببت في وفاة وإصابة العشرات من المواطنين. وفور وصول البلاغ لوزارة الداخلية تحركت شرطة العاصمة والوحدات المعنية إلى المكان، وتم نقل الوفيات والمصابين إلى المستشفيات وضبط اثنين من التجار القائمين على الموضوع".

 

ونوه إلى "النيابة تحركت فورا للإشراف على محاضر الاستدلالات الأولية وتولي التحقيقات حول القضية للوصول لجميع ملابسات وتفاصيل الحادثة وسيتم الإعلان عن النتائج النهائية فور استكمالها". واختتم البيان بـ "العزاء لجميع اسر الضحايا".

 

يشار إلى أن الحرب المتواصلة للسنة التابعة "تسببت في توسيع دائرة الفقر لتشمل 80% من تعداد اليمنيين باتوا يعتمدون على المساعدات الاغاثية للبقاء احياء"، حسب تقارير الامم المتحدة التي سبق أن صنفت الازمة الانسانية في اليمن بأنها "الاسوأ عالميا".