عيدروس الزبيدي

لأول مرة .. الزُبيدي يكاشف الجنوبيين بهذه الحقائق

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

كاشف رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، الجنوبيين بطبيعة المرحلة الراهنة، وتحقق للقضية الجنوبية وتطلعات الشعب في الجنوب، وطبيعة مشاركة الانتقالي في العملية السياسية وشروطها، وما تتطلبه المرحلة جنوبيا، اكان سياسيا ام اقتصاديا ام عسكريا.

جاء هذا في خطاب تاريخي افتتح به اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، اعمال اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية، المنعقد في عدن، بمشاركة وفود عن المحافظات الجنوبية، تمثل معظم المكونات والقوى الجنوبية في الساحة، بهدف توحيد صفوفها ورؤاها في كيان جنوبي موحد، ضمن هيكل وهيئات المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال اللواء الزُبيدي أن اللقاء "يدشن عهداً جديداً من النضال، وتضعون لبنة أخرى في مدماك تعزيز وحدة الصف الجنوبي، وتقوية وتماسك لحمته، مؤكدين بذلك نهج الحوار كوسيلة حضارية لحل القضايا وإنهاء التباينات السياسية، ومجسدين نهج التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الذي شكل الركيزة الصلبة لانطلاق مسيرة ثورة الحراك الجنوبي السلمي".

مضيفا: إن انعقاد هذا اللقاء يجسد "تبديد الرهانات القائمة على تمزيق صف شعبنا وتشتيت قواه المناضلة، كمدخل لإضعاف قضيتنا الأم، وإشغال شعبنا في صراعات هامشية، عن هدفه وغايته الأسمى باستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة على حدود الدولتين قبل مايو 1990م". 

وتابع: "إن انعقاد لقاءكم هذا بالتزامن مع الذكرى السادسة لإعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو 2017م، لهو تجسيدًا واضحًا، وتأكيدًا قويًا على التزامنا جميعاً بما عبرت عنه الإرادة الشعبية الجنوبية في ذلك اليوم التاريخي من التفاف واسع حول مشـروع استعادة الدولة".

وأكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللوء عيدروس الزُبيدي، أن هذه الارادة الشعبية الجنوبية "حملتني مسؤولية جسيمة لقيادة وتمثيل شعب الجنوب، وفوضتني بإنشاء كيان سياسي لإدارة شؤون الجنوب، على قاعدة الجنوب لكل وبكل أبنائه". والاضطلاع بتحمل اعباء رئاسة هذا الكيان.

مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن تأسيس المجلس الانتقالي "مثّل نتاجًا لجهدٍ تراكميًا لنضالات شعبنا الجنوبي بمساريه السلمي والكفاحي، التي اختطهما الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية". وساردا اهم انجازات المجلس الانتقالي خلال السنوات الست الماضية، على تأسيسه.

وقال: إن "المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه شكّل رافعة سياسية لقضية شعب الجنوب، استطاع خلال سنوات قليلة أن ينتقل بها إلى مراحل متقدمة عززت حضور الجنوب وقضيته الوطنية على مختلف المستويات وبات من الصعب تجاوزه أو الالتفاف على قضيته".

مضيفا: إن "المجلس الانتقالي الجنوبي على مدى خمس سنوات بذل جهودًا مضنية وحراكًا واسعًا على مختلف الأصعدة والمستويات، حقق فيها العديد من الإنجازات، وأقام بنية مؤسسية صلبة لحمل أهداف شعبنا وإدارة شؤونه وحماية مكتسباته، وتحقيق تطلعاته".

ولفت إلى اجراءات المجلس الانتقالي لإشراك الجميع في العمل الوطني، بقوله: "عملنا خلال الأشهر المنصـرمة بالتزامن مع جهود الحوار على إعادة هيكلة وتوسيع هيئات المجلس وتحديث وثائقه، بهدف تطوير آليات العمل واستيعاب القوى غير المنضوية، والاستفادة من مختلف الكفاءات الجنوبية الفاعلة".

كما تحدث الزُبيدي عن طبيعة المرحلة الثانية، بقوله:"إن المرحلة مفصلية، وحافلة بالأحداث والمتغيرات المُهمة التي ستُرسم على ضوئها خارطة مستقبل منطقتنا، وهو ما يتطلب مِنا أن نكون بحجمها وعند مستوى تحدياتها، يقظين لأي محاولة لتشتيت الجهود، وإهدار الطاقات في تباينات هامشية".

مضيفا: "إن شعبنا اليوم أمام محطة تاريخية مهمة، وحدث استثنائي لبدء مرحلة جديدة ومختلفة تجعله أكثر قدرة وقوة على مواجهة التحديات، وأشد صلابةً وثباتاً في نضاله للوصول إلى غاياته وتطلعاته السامية، التي قدم في سبيلها دماء طاهرة غزيرة للآلاف من خيرة أبطال الجنوب". 

وتابع: "لا شك أنكم تتابعون تطورات العملية السياسية وجهود المجتمع الدولي لوقف الحرب والبدء بعملية تسوية شاملة، وفي هذا السياق نجدد موقفنا الداعم لجهود الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكذا جهود المجتمع الدولي التي تقودها الأمم المتحدة، والهادفة إلى وقف الحرب وإحلال السلام".

مشددا على أن المجلس الانتقالي في مشاركته بهذه الجهود ظل "مذكرا بمحورية وأهمية قضية شعب الجنوب كمرتكز للحل ومفتاح للسلام المستدام، ومؤكدين في الوقت ذاته بأن شعبنا لن يسمح بأي ترتيبات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية تمس في جوهر قضيته ومصالحه الوطنية".

وعرج على ظروف المرحلة، بقوله: "ندرك معاناتكم جراء تداعيات الحرب والأزمة الاقتصادية وتعطيل المؤسسات الإيرادية، التي فاقمت الأوضاع الإنسانية، ونؤكد لكم بأن احتياجاتكم هي أولويات بالنسبة لنا وسنوليها دائمًا اهتمامنا الكامل".

مضيفا: "إذ كانت قضايا معالجة الوضع الاقتصادي وتحسين المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية في محافظات الجنوب المحرر في طليعة شروطنا للانخراط في عملية الشـراكة المنبثقة عن اتفاق ومشاورات الرياض".

وتابع: "ونعمل حاليًا في إطار مجلس القيادة وحكومة المناصفة وبالتعاون مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل انتشال الوضع الاقتصادي المتردي، والحد من تبعات الأزمة على الأوضاع الإنسانية".

وخاطب المشاركين في اللقاء بقوله: "إن التاريخ سيحفظ لكم مكانة متميزة في أنصع صفحاته، وستشهد لكم الأجيال القادمة بأنكم كنتم عند مستوى المسؤولية التاريخية، وكنتم جديرين بثقة شعبكم، فلقد أثبتم فعلاً انكم من المناضلين الثابتين على العهد، الذين يتصدرون اللحظات التاريخية بشجاعةٍ وحكمة، واضعين مصلحة وطنهم وشعبهم فوق كل مصلحة واعتبار".

معتبرا أن "هذا الحشد المبارك، الذي يضم هذه الوجوه السمراء التي كتبت بدمائها وعرقها تاريخ ثلاثة عقود من النضال في ساحات الكفاح وجبهات التضحية، بمواجهة قوى الغزو والتسلط والنهب، لم يكن ليجتمع، لولا الجهود المُخلصة والصادقة التي بذلها الجميع دون استثناء".

وقال: "نجدها مناسبة، لنحيي بإجلال الجهود الكبيرة التي بذلها فريقا الحوار الوطني الجنوبي في الداخل والخارج، واللذان خاضا ماراثوناً طويلاً من اللقاءات والنقاشات مع مختلف المكونات الوطنية الجنوبية أذابت الجليد، وحققت توافقات حول معظم القضايا والأطروحات، مثمنين أيضا تعاطي الجميع الإيجابي والمسؤول مع فريقي الحوار، وحرصهم على إيجاد أرضية مُشتركة يمكن الانطلاق منها، للعمل وفق القواسم المشتركة بين الجميع".

مضيفا: "كما نحيي أيضًا الجنود المجهولين من القيادات السياسية والعسكرية والباحثين والمشايخ والوجاهات الاجتماعية ورجال الأعمال والإعلاميين وكُتاب الرأي ومنظمات المجتمع المدني الذين أسهموا بجهودٍ ذاتية وقدّموا أدوارًا جليلة في سبيل تعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي".

في المقابل، خاطب المتحفظين والمتخلفين عن المشاركة في اللقاء بقوله: "إن ما نشهده اليوم، يؤكد مصداقية وجدية توجهات المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه، إذ انتهج الحوار وأكد التزامه وتمسكه به، ورغبته الحقيقية في الشـراكة مع كل القوى والمكونات الجنوبية في سبيل الدفاع عن حقوق شعبنا وحماية مكتسباته".

وأضاف في تأكيد أن الباب لم يغلق بعد امام من تخلف من المكونات الجنوبية، قائلا: "ونجدد اليوم دعوتنا لاستمرارية الحوار مع الجميع دون استثناء أحدًا، وهو موقف ثابت آمنا به ولن يتغير، وكلنا ثقة بأن الجميع عند مستوى المسؤولية".

كما خاطب القوات الجنوبية، بقوله: "أنتم سند الجنوب وسياجها المنيع، ندين لكم بما تحقق من أمن واستقرار في مختلف محافظات الجنوب، وأنتم تذودون عن حياض الوطن في جبهات الشـرف والبطولة والفداء، ونعاهدكم أنكم ستظلون محط اهتمامنا ورعايتنا، وسنعمل بكل ما أوتينا من جهدٍ وإمكانيات من أجل تطوير قدراتكم ومهاراتكم وتنظيم جهودكم وتأمين احتياجاتكم".

مضيفا: "كما نترحم على من سبقونا من الشهداء الميامين الذين افتدوا الجنوب بأرواحهم، مؤكدين بأننا سنظل أوفياء وثابتون على المبادئ التي ضحوا من أجلها، ولن نحيد عنها مطلقًا".

وعَبَّر في ختام كلمته عن أن "الثقة والآمال كبيرة وعريضة في أن يختتم هذا اللقاء مداولاته بنتائج إيجابية، وأن يكون نقطة انطلاقة قوية داعمة وبقوة لنضالات شعبنا وتعزيز مكانته وحضوره، وحماية قضيته الوطنية من أي استهداف أو إرباك يُراد به النيل من تطلعات شعبنا ومكتسباته الوطنية".

مختتما كلمته التي اعتبرها مراقبون "خطابا تاريخيا"، بقوله: "نجدد التحية والتهنئة لكم بانعقاد هذا اللقاء آملين أن يخرج بالنتائج المأمولة والتي ترتقي إلى مستوى تطلعات شعبنا، وتواكب تحديات الحاضر ومتطلبات المستقبل".

يذكر أن اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية، يسعى إلى مناقشة وإقرار ميثاق وطني جنوبي، توصل لصياغته فريق الحوار الجنوبي، في المجلس الانتقالي الجنوبي، طوال العامين ونصف العام الماضيين، ليكون اطارا موحدا للمكونات الجنوبية وعملها تحت مظلة "المجلس الانتقالي الجنوبي"، على طريق تحقيق تطلعات الشعب في الجنوب.