صدر قرار جريء قضى بإقالة مسؤول رفيع، بتهمة الخيانة للمسؤولية وأمانتها، وعزله من منصبه وتعيين بديل عنه، بموجب اللوائح والمواثيق الموقعة، على خلفية تجاوزاته واتخاذه منفردا، قرارا ليس من اختصاصاته، دون الرجوع لذوي الاختصاص في مسألة المشاركة بما سماه "المجلس الانتقالي" التابع للامارات "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" في عدن.
وأعلنت الهيئة العليا لحلف قبائل وأبناء شبوة، قرار عزل رئيسها الشيخ فارس الخبيلي من رئاسة الحلف. مُعللة قرارها بـ "تجاوزه لميثاق الشرف واللائحة التنظيمية والثقة التي منحت له من مشائخ شبوة بقرارات فردية تخرج الحلف من طبيعته كمكون اجتماعي جامع لابناء شبوة دون تشاور أو مراعاة للهيئة العليا في الحلف والمخولة بمعظم الصلاحيات".
نص قرار الهيئة العليا لحلف قبائل وأنباء شبوة على : "بعد الإطلاع على اللائحة التنظيمية والنظام الداخلي لحلف أبناء وقبائل شبوة وميثاق الشرف الذي وقع عليه مشائخ وأبناء شبوة؛ قررت الهيئة التأسيسية لحلف أبناء وقبائل شبوة: عزل الشيخ فارس الخبيلي من رئاسة حلف أبناء وقبائل شبوة نظرا لتجاوزه ومخالفته لميثاق الشرف واللائحه التنظيمية".
مضيفا: إن الخبيلي خان "الثقة التي منحت له من مشايخ شبوة بقرارات فردية تخرج الحلف من طبيعته كمكون اجتماعي جامع لابناء شبوة دون تشاور ومراعاة للهيئة العليا في الحلف والمخولة بمعظم الصلاحيات". وتابع: "تكليف نائب رئيس الحلف الشيخ حاتم محسن بن فريد (العولقي) برئاسة الحلف لمدة تحددها الهيئة العليا إلى أن تتم انتخابات لرئاسة الحلف".
جاء قرار قيادة حلف قبائل وأبناء شبوة الصادر الخميس، عقب انفراد الشيخ فارس الخبيلي بقرار اصدار بيان تأييد الحلف ومشاركته في حوار "الانتقالي" مع نفسه في العاصمة المؤقتة عدن، رغم رفض الحلف ومعظم المكونات الجنوبية الفاعلة، المشاركة فيه. لأسباب عزتها بياناتها إلى "رفض سياسة الضم والالحاق من الانتقالي واستحواذه على الجنوب بالقوة".
سجلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أول تعليق رسمي لها، على "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" الذي دعا اليه "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وبدأ انعقاده اليوم الخميس في العاصمة المؤقتة عدن، رغم اعلان معظم وأكبر المكونات الجنوبية، الفاعلة، مقاطعته رفضا "لهيمنة الانتقالي ووصايته"؛ وكشفت اهداف "اللقاء" وتكلفة تنظيمه، وكذا جهة تمويله.
وأعلن 25 مكونا جنوبيا، سياسيا ومدنيا وقبليا، رسميا، مقاطعة حوار "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واتفقت في رفض "ادعاء الانتقالي تمثيل الجنوب" وفي اعتبار حواره "حوارا مع اعضاء المجلس الانتقالي لتنصيب نفسه وصيا على الجنوب بقوة السلاح والمليشيا". حسب ما رصده "العربي نيوز" وأكده المتحدث الرسمي باسم "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي".
وكشفت صور ومقاطع فيديو، خاصة، من داخل قاعة ما سمي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المنعقد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن؛ مشاهد مخزية احرجت "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أظهرت حقيقة تضاؤل حجم "الانتقالي" والقبول الشعبي له في جنوب البلاد، ورفض الجنوب له وهيمنته لولا ترسانة مليشياته المسلحة، الممولة من التحالف وبخاصة الامارات.
أظهرت الصور ومقاطع الفيديو، لوقائع افتتاح حوار "الانتقالي"، انحصار الحضور والمشاركين فيه بعشرات من قيادات "المجلس الانتقالي" والموالين له في المحافظات الجنوبية، وأن اللقاء مجرد لقاء تنظيمي داخلي يخص "الانتقالي"، ويحاور فيه نفسه، وليس كما زعم عبر وسائل اعلامه أنه "لقاء تشاوري بين جميع اطياف الجنوب ومكوناته".
ووضعت المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لجنوب البلاد، "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، في موقف محرج جدا، بإعلان معظم هذه المكونات رفضها تلبية دعوته إلى المشاركة في حواره أو ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، وحدد موعدا لانعقاده يجسد هيمنته باختياره يوم ذكرى زعم "تفويضه الشعبي".
كشفت هذا، الاعلانات والبيانات المتلاحقة، الصادرة عن المكونات الجنوبية، السياسية والمدنية والمجتمعية والقبلية، البارزة والفاعلة في الساحة، وأكدت أن "الانتقالي" فشل في تقديم نفسه الممثل الوحيد لجنوب اليمن و"القضية الجنوبية"، حسب ما يزعم. وأكدت أنه سيضطر لأن يحاور نفسه وقياداته التي تمثل محافظات الجنوب.
وأرجعت البيانات والاعلانات الصادرة عن ابرز المكونات الجنوبية، السياسية والمدنية والقبلية الجنوبية، إعلانها مقاطعتها حوار الانتقالي"، إلى أسباب توافقت على تلخيصها في "رفض سياسة الانتقالي القائمة على الضم والالحاق لا الشراكة والتكامل"، وسعيه إلى "ادماجها والغاء كياناتها بقوة السلاح والارتباط بالخارج واجنداته".
في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" استغناءه عن مكونات الجنوب، ومضيه في ما سماه "الحوار الجنوبي" وعقد "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" مستخدما حيلة اقصائية حاذقة، للتحايل على إعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها الحوار، لأسباب عزتها إلى "رفض الالحاق والضم والالتفاف على حق المشاركة والندية".
جاء هذا في تصريح للمتحدث باسم "لجنة الحوار الجنوبي" في "المجلس الانتقالي"، الدكتور سعيد الجريري قال فيه: إن "حضرموت ليست غائبة عن اللقاء التشاوري الشامل للحوار الجنوبي الخميس القادم بعدن ومالا يقل عن 50% من المشاركين باللقاء من حضرموت من داخل الجامع وخارجه وسواءً شارك الجامع أم لم يشارك".
مضيفا حسب ما نقل عنه رئيس تحرير موقع "الجريدة بوست" التابع للمجلس الانتقالي والممول من الامارات، عادل المدوري: إن "موضوع مشاركة الجامع شأن داخلي يخص الجامع". في اعلان صريح لاستغناء "المجلس الانتقالي" عن المكونات الجنوبية والاكتفاء بشخوص قياداته من المحافظات الجنوبية، لفرض نفسه ممثلا للجنوب.
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.