أطلقت المملكة العربية السعودية، اعلانا مفاجئا بشأن حضرموت، اثار حفيظة وريبة المراقبين للشأن اليمني في الداخل والخارج، لما حواه من تصريح علني غير مسبوق بنظرة المملكة لحضرموت، وتطلعاتها التوسعية في حضرموت، القديمة المتجددة، لامتلاك منفذ بحري يطل على البحر العربي.
جاء هذا على لسان قائد الدعم والإسناد في التحالف بقيادة السعودية والامارات، اللواء سلطان البقمي، لدى زيارته بدأها الجمعة لمحافظة حضرموت، بمعية رئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن صغير حمود بن عزيز، ووكيل أول وزارة الداخلية اللواء ركن محمد بن عبود الشريف.
وقال اللواء السعودي سلطان البقمي في كلمة وثقها مقطع فيديو، تداوله ناشطون على نطاق واسع بمنصات التواصل الاجتماعي: إن "حضرموت منا وفينا والتاريخ يشهد على ذلك وبيننا امتداد قبلي كعوائل وقرب جغرافي، وما تقدمه المملكة لليمن جزء من واجب الاخوة". حسب تعبيره.
مضيفا في زيارته لمدينة سيئون: إن "المملكة تسعى دائما لرفع المعاناة عن الشعب اليمني". حد تعبيره. متحدثا عن "بعض الإجراءات البسيطة المتعلقة بمنفذ الوديعة البري، سيتم نقاشها وصدور توجيهات من محافظ محافظة حضرموت بشأنها". في اشارة إلى ترتيبات القوات في المنفذ.
ونقلت وسائل اعلام المملكة أن الزيارة "تأتي للإطلاع عن كثب على الأوضاع الخدمية والأمنية والعسكرية بمديريات وادي وصحراء حضرموت، واستكمال المناقشات لوضع آلية تنظّم العمل بميناء الوديعة البري بمديرية العبر محافظة حضرموت، وتوحيد القوة الأمنية وتحسين الإيرادات ومراقبتها".
وتأتي هذه التطورات بعدما احتدم صراع النفوذ بين كل من السعودية والامارات في جنوب البلاد، وبخاصة في حضرموت والمهرة، إثر اصرار الامارات على اخراج قوات الجيش الوطني منها واخضاعها لسيطرة التشكيلات العسكرية المحلية الممولة منها، ودفع السعودية بتشكيلات محلية ممولة منها.
تبنت السعودية منذ بداية العام 2022م تشكيل وتسليح الوية لجيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني من السلفيين في المحافظات الجنوبية، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، لتكون بموازاة التشكيلات المسلحة التي مولت انشاءها الامارات وأخلت بالاستقرار في عدن والمحافظات المحررة.
وأصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، في 29 يناير الفائت، قرارات جمهورية بإعتماد إنشاء قوات "درع الوطن"، كقوات احتياط تابعة للقائد الاعلى للقوات المسلحة، وتعيين قائد عام لها من كبار القيادات السلفية في الصبيحية، ما أثار حفيظة "المجلس الانتقالي" وسياسييه.
يشار إلى أن هذه الخلافات بين السعودية والامارات، طفت على السطح بتغيب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان عن حضور قمة مصغرة دعت اليها الامارات في ابوظبي الشهر الفائت، ثم في انفراد السعودي بقرار اتفاق مصالحة ايران، ومهاجمة الامارات الاتفاق، والتقليل من اهميته.