شبوة

اثار جدل واسع .. شبوة تشهد هذا الحدث المريب والمثير للجدل (صور)

قبل سنة 1 | الأخبار | اخبار الوطن

شهدت محافظة شبوة، ومركزها الاداري مدينة عتق، حدثا غريبا اثار جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، لكونه حدثا غير مسبوق، وتوقيت حدوثه، بالتزامن مع اعلان "المجلس الانتقالي" في بيان ختام ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، انفصال جنوب البلاد بما وصفه "الدولة الجنوبية الفيدرالية"، و"الاصطفاف الجنوبي ضد الاحتلال اليمني".

 

وأكدت مصادر محلية وعسكرية في محافظة شبوة "وصول دفعة جديدة من قوات درع الوطن الممولة سعوديا، الى مدينة عتق (المركز الاداري لمحافظة شبوة) قادمة من منفذ الوديعة (شرورة) الحدودي مع المملكة العربية السعودية" عقب يوم على تنفيذ قائد القوات المشتركة في التحالف، الفريق أول ركن مطلق بن سالم الأزيمع، زيارة تفقدية للمنفذ الحدودي بحضرموت.

 

موضحة أن "هذه الدفعة من قوات درع الوطن هي الثالثة على التوالي، بعد وصول دفعة ثانية الاحد الفائت، إلى شبوة وتمركزها في محور عتق". وسط تساؤلات مراقبين للشأن اليمني عن دوافع هذا التدفق لقوات درع الوطن إلى محافظة شبوة في هذا التوقيت تحديدا، وما هي اهدافه، "وهل يستبق اعلانا رسميا من الانتقالي بدعم سعودي لانفصال جنوب البلاد؟".

 

حسب وكالة الانباء السعودية (واس) فإن "قائد القوات المشتركة في تحالف دعم الشرعية في اليمن، الفريق أول ركن مطلق بن سالم الأزيمع، زار أحد ألوية الفرقة الأولى من قوات درع الوطن، وأطلع على سير العملية التدريبية والجاهزية القتالية العالية، مشيداً بجهود القائمين على اللواء بشكل خاص وقيادة قوات درع الوطن بشكل عام، وحثهم على مواصلة التدريب والتأهيل".

 

سبق هذه التحركات، اطلاق السعودية، اعلانا مفاجئا بشأن حضرموت، على لسان قائد الدعم والإسناد في التحالف اللواء سلطان البقمي، اثار حفيظة وريبة المراقبين للشأن اليمني في الداخل والخارج، لما حواه من تصريح علني غير مسبوق بنظرة المملكة لحضرموت، وتطلعاتها التوسعية في حضرموت، القديمة المتجددة، لامتلاك منفذ بحري يطل على البحر العربي.  

 

وتأتي هذه التطورات بعدما احتدم صراع النفوذ بين كل من السعودية والامارات في جنوب البلاد، وبخاصة في حضرموت والمهرة، إثر اصرار الامارات على اخراج قوات الجيش الوطني منها واخضاعها لسيطرة التشكيلات العسكرية المحلية الممولة منها، ودفع السعودية بتشكيلات محلية ممولة منها، تمثلت في عدد من ألوية قوات "درع الوطن"، واحلالها محل مليشيات "الانتقالي" بدءا من منفذ الوديعة.

 

تبنت السعودية منذ بداية العام 2022م تشكيل وتسليح الوية لجيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني من السلفيين في المحافظات الجنوبية، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، قبل ان تستقر تسميتها بقوات "درع الوطن" حسب قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بإنشائها نهاية يناير الماضي، لتكون بموازاة التشكيلات المسلحة التي مولت انشاءها الامارات وأخلت بالاستقرار في عدن والمحافظات المحررة.  

 

لكن تصريحا اطلقه محمد ابن الوزير العولقي، نجل محافظ شبوة، البرلماني المؤتمري عوض الوزير العولقي، ضاعف الجدل الدائر حول سر هذه التدفق لقوات "درع الوطن" التي انشأتها السعودية من العناصر الجنوبية السلفية بموازاة تشكيلات "العمالقة الجنوبية" و"دفاع شبوة" و"قوات النخب" و"الدعم والاسناد" و"الاحزمة الامنية" التي انشأتها الامارات ومولت تسليحها في جنوب البلاد، منذ بداية الحرب في اليمن.

 

وقال نجل محافظ شبوة في تغريدة على منصة التدوين المصغر "تويتر"، اليوم الثلاثاء: إن "انضمام اعضاء مجلس القيادة، البحسني والمحرمي، الى المجلس الانتقالي، ليس بالخبر العابر وفيه رسائل يعصب على الاخرين تجاهلها". وأردف: "الف مبروك للجميع ونتمنى لهم التوفيق والنجاح". محتفيا بإعلان لقاء "الانتقالي" التشاوري والقرارت الصادرة عقب بيانه الختامي، الصادر في العاصمة المؤقتة عدن، الاثنين.  

 

وأعلن عضوان جنوبيان بمجلس القيادة الرئاسي، من اصل اربعة، حتى الان، هما عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) قائد قوات "العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، واللواء فرج سالمين البحسني، محافظ حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الاولى، سابقا، تأييدهما اعلان "الانتقالي" الصادر مساء الاثنين في البيان الختامي للقائه التشاوري، انفصال جنوب اليمن بدولة جنوبية فيدرالية، قبل انضمامهما للمجلس وتعيينهما نائبا للزُبيدي.

 

جاء هذا عقب ساعات على إعلان "المجلس الانتقالي"، باسم من سماها "المكونات الجنوبية"، انفصال جنوب البلاد في ما سماه "الدولة الجنوبية الفيدرالية" و"الاصطفاف الجنوبي" ضد ما وصفه "الاحتلال اليمني"، رغم إعلان معظم هذه المكونات مقاطعة الحوار، داعيا "الدول العربية الشقيقة والمجتمعين الإقليمي والدولي الى احترام تطلعات شعب الجنوب وحقّه في نيل حريته واستقلاله واستعادة دولته الجنوبية المستقلة". حسب تعبيره.  

 

وأكدت مخرجات حوار "الانتقالي" مع نفسه، ما ذهب اليه مراقبون للشأن اليمني في أنه تفوق على نظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، في اعمال نهج الاخير وكلوساته لإنشاء المؤتمر الشعبي". وأن "الانتقالي في مساعيه لتنصيب نفسه ممثلا وحاكما وحيدا لجنوب اليمن، يطبق حرفيا نهج عفاش في الاستحواذ على القرار والسلطة واحتواء ثم اقصاء منافسيه ومعارضيه، عبر شق صفوف المكونات الجنوبية ودعم كيانات منشقة عنها".

 

سعى "المجلس الانتقالي" من تنظيم "لقائه التشاوري" في عدن، إلى فرض "ميثاق جنوبي" و"رؤية جنوبية" كان صاغها ما يسمى "فريق الحوار الجنوبي" داخل المجلس الانتقالي، واضفاء طابع شرعي شكلي على الميثاق والرؤية التي سيصدرها عن اللقا، تثبت تقديم نفسه منذ انشائه بتمويل اماراتي في العام 2017م، الممثل الوحيد لجنوب البلاد والحاكم السياسي والعسكري له، وهو ما حدث باعلانه ادماج مكوني الحراك الثوري والحراك الجنوبي.

 

وبدأت المليشيا الانقلابية والمتمردة، التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" الممول من الامارات، فور إعلان البيان الختامي للقاء "الانتقالي" التشاوري الذي زعم انه مع "المكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم وأبرز هذه المكونات مقاطعتها له؛ أول اجراءات تنفيذ اعلان انفصال جنوب اليمن الصادر في البيان الختامي لهذا اللقاء وإقرار مضامين ما سماه "الميثاق الجنوبي" و"وثيقة "اسس الدولة الجنوبية الفيدرالية". حسب تعبيره.

 

وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج سالمين البحسني، وقبل انضمامه إلى "المجلس الانتقالي"؛ أعلن باسم مجلس القيادة الرئاسي، أول رد فعلي ورسمي على عقد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم هذه المكونات وأكبرها وأبرزها على الساحة، مقاطعة اللقاء "رفضا لهيمنة الانتقالي وسعيه لفرض وصايته على الجنوب بقوة السلاح والمليشيات".

 

كما سجلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أول تعليق رسمي لها، على "اللقاء التشاوري" الذي اطلقه الخميس "المجلس الانتقالي" في العاصمة المؤقتة عدن، رغم اعلان معظم وأكبر المكونات الجنوبية، الفاعلة، مقاطعته رفضا "لهيمنة الانتقالي ووصايته"؛ وكشفت اهداف "اللقاء" وتكلفة تنظيمه، وكذا جهة تمويله. مؤكدة أن اللقاء يسعى إلى اصباغ صفة شرعية مزيفة على مساعي "الانتقالي" وتوجهاته بشأن جنوب البلاد بدعم اماراتي.

 

وأعلن 25 مكونا جنوبيا، سياسيا ومدنيا وقبليا، رسميا، مقاطعة حوار "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واتفقت في رفض "ادعاء الانتقالي تمثيل الجنوب" وفي اعتبار حواره "حوارا مع اعضاء المجلس الانتقالي لتنصيب نفسه وصيا على الجنوب بقوة السلاح والمليشيا". حسب ما رصده "العربي نيوز" وأكده المتحدث الرسمي باسم "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي".

 

ووضعت المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لجنوب البلاد، "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في موقف محرج جدا، بإعلان معظم هذه المكونات رفضها تلبية دعوته إلى المشاركة في حواره أو ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، وحدد موعدا لانعقاده يجسد هيمنته باختياره يوم ذكرى زعم "تفويضه الشعبي"، مرجعة مقاطعتها إلى "رفض وصاية الانتقالي على الجنوب".

 

وكشفت صور ومقاطع فيديو، خاصة، من داخل قاعة ما سمي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المنعقد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن؛ مشاهد مخزية احرجت "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أظهرت حقيقة تضاؤل حجم "الانتقالي" والقبول الشعبي له في جنوب البلاد، ورفض الجنوب له وهيمنته لولا ترسانة مليشياته المسلحة، الممولة من التحالف وبخاصة الامارات. 

 

في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" استغناءه عن مكونات الجنوب الرافضة المشاركة في حواره، وأكد في وقت سابق لبدء انعقاد حواره الخميس، مضيه في ما سماه "الحوار الجنوبي" وعقد "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" مستخدما حيلة اقصائية حاذقة، للتحايل على إعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها الحوار، لأسباب عزتها إلى "رفض الالحاق والضم والالتفاف على حق المشاركة والندية".

 

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.